مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات يشرع بحزمة جديدة من المشاريع الريادية الثقافية

30-12-2018
سجاد طالب الحلو
مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات
يشرع بحزمة جديدة من المشاريع الريادية الثقافية
تشع مشاريع الثقافة والفكر المنير من حرم المولى قمر العشيرة ابي الفضل العباس عليه السلام دائماً؛ لتضفي العلوم الجمة والقيمة، ولتعم الفائدة عموم المجتمع، وتكون انطلاقة فاعلة نحو إرساء علوم أهل بيت الرحمة عليهم السلام في بيوت الجميع وتصل قلوب كافة شرائح المجتمع, مشاريع ثقافية نشيطة يقيمها قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة, وآخر تلك المشاريع البراقة هي سبعة مشاريع أعلن عنها في قاعة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بحضور وسائل الاعلام.
ابتدأ المؤتمر أولاً بإعلان مشروعين وهما: (مشروع موسوعة العميد للبلدان القديمة, مشروع معجم العميد العربي للغتين السومرية والأكدية) وتحدث عنهما الدكتور نائل حنون عليوي مفصلاً حيث قال في كلمته:
تتلخص الغاية في مشروع موسوعة العميد للبلدان القديمة في الحصول على المدن القديمة التي قامت على أرض العراق ودول الجوار في عصور حضارة وادي الرافدين القديمة وتاريخها ومواقعها حيث معظم هذه المدن مجهولة حالياً لا يعرف عنها شيء والمكتشف منها لا يتعدى الـ(4%) من المذكور في النصوص المسمارية والتي وثقت للمدن والاقوام والقبائل للعصور القديمة في العراق والدول المجاورة، وكل هذه المدن التي تجاوز عددها (2400 مدينة) لا يعلم عنها في الوقت الراهن, حيث نسعى الى استعمال افضل الدراسات واحدث المراجع وتحديد مواقع المدن لنكشف الستار عن المدن كافة, ستضم الموسوعة ستة مجلدات، انجز منها المجلد السادس والذي يحوي على فهرسة الموسوعة وفقرات الموسوعة والتي تشمل على (4800 فقرة).
والمشروع الآخر هو معجم العميد العربي للغتين السومرية والأكدية, صدرت بعض المعاجم في اللغة الأكدية، ولكنها تتبع مناهج مختلفة. أما نحن فعندنا المعجم العربي وهو اصلح منهج لإعداد معجم وقاموس للغة الاكدية والسومرية, والذي سيساعد بشكل كبير على التمهيد للمعجم التاريخي للغة العربية؛ وذلك من خلال معرفة التاريخ الحقيقي للمفردات العربية التي وردت في النصوص الأكدية حتى تدوين اللغة العربية, واللغة العربية تستحق اكثر من معجم؛ لأنها لغة الخطاب الالهي, وسيكون المعجم بستة مجلدات، ومدة المشروع ستكون لثماني سنوات.. ونسأل من الله العلي القدير التوفيق لجميع الاخوة في مركز العميد.
ثم جاء اعلان الدكتور كريم حسين ناصح عن مشروعين مهمين للغاية وهما: (جمع وتوثيق خطب الجمعة, تأسيس دار الرسول الأعظم J) وبين قائلاً:
يقوم مركز العميد للبحوث والدراسات بإنجاز مشروع دار الرسول الاعظم J وهذا المشروع من الفقرات التي اقرها مؤتمر العميد الثالث, ودار الرسول الاعظم J هي دار مؤسساتية علمية تعنى بالتراث الاكاديمي والبحثي الذي يكتب عن النبي J. ومعلوم أن الكثير من الأفلام والصحف التي أساءت للرسول الاكرم J وما يكتب في كتب ضالة تحاول تشويه صورة النبي محمد J الناصعة.. هذه الامور دعت المؤتمرين بالتفكير بإنشاء الدار.
وبدأ مركز العميد باتخاذ الخطوات الاساسية لإنشاء هذه الدار، ووضع الاهداف ومراحل الانجاز.. كما تهدف الى قراءة سيرة الرسول J قراءة جديدة في ضوء ما ورد في القرآن الكريم وما ورد في نهج البلاغة وأحاديث الأئمة الأطهار عليهم السلام. وسيحاول الباحثون كتابة كثير من الامور التي طمسها التاريخ من خلال عدد من الاصدارات والندوات والمؤتمرات في هذا الخصوص.
وقد تم الاتفاق مع مركز الخليل في سلطنة عمان على اقامة مشروع مشترك للاحاديث والمدائح النبوية، وسيكون مؤتمراً عالمياً يحضره عدد كبير من باحثي العالم.
والمشروع الاخر هو تحقيق وجمع خطب الجمعة التي يلقيها ممثل المرجعية في العتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه), وممثل المرجعية في العتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه), وهي خطب علمية فقهية وسياسية واجتماعية تحمل بين جنباتها الكثير من الموضوعات المهمة التي عاصرت الأحداث في العراق, ولذلك ارتأى مركز العميد ان يضع هذه الخطب محققة وموثقة بين يدي الباحثين, حيث قمنا بتكليف عدد من اساتذة الجامعة لتحقيق الخطب لغويا، وتحقيقها، باستخراج وتخريج الاحاديث النبوية والآيات القرآنية وما يرد من احاديث عن الائمة الاطهار عليهم السلام.
وقد انجر المجلد الاول والذي يختص بخطب عام 2015م والمجلد الثاني والذي يختص بخطب عام 2014م وستليها الاجزاء الاخرى, وتكمن اهمية المشروع بانه سيضع بين يدي الباحثين خطباً لا تقبل التحريف او التزوير او التغير؛ لأنها خطب مثبتة ومحققة بشكل علمي، وستكون جاهزة خلال ثلاثة اعوام بإذنه تعالى.
ليحين دور اعلان (مشروع نهج البلاغة في الاسلوبية العلمية) على لسان الدكتور سرحان جفات سلمان فبين قائلاً:
مركز العميد الدولي للدراسات والبحوث التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية قد اخذ على عاتقه الكثير من المشاريع العلمية من المؤتمرات والاصدارات والندوات, وفي هذا اليوم نحن بصدد اصدار (نهج البلاغة في الاسلوبية العلمية) ونهج البلاغة كتاب وصف قديماً بانه يشتمل على كلام امير المؤمنين عليه السلام وهو كلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق، ولا شك ان هذه المزية تعطي للكتاب اهمية فكرية وثقافية وادبية ليست اعتيادية.
ومن هنا سعى مركز العميد الدولي إلى تكليف اساتذة وباحثين عرفوا بمراسهم العلمي على ان يتعاونوا جميعا لدراسة خصائص الاسلوب دراسة علمية في نهج البلاغة لتضعه في موقعه الحقيقي من تراثنا الاسلامي, والرد على الشبهات الكثيرة التي حاولت أن تسيئ الى هذا الكتاب العظيم وتنسيبه لغير امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام, وقد قطع المشروع شوطاً كبيراً، وأحرز نسباً متقدمة، وسيكون بين يدي قرائه في مدة قريبة بإذن العلي القدير.
ارتقى منصة اعلان المشاريع الرائدة في قاعة الامام الحسن عليه السلام بعد ذلك الدكتور حيدر غازي الموسوي ليعلن عن (مشروع السيد علي السيستاني (دام ظله) قبلة الانظار) فأوضح قائلاً:
بعد الانتهاء من مشروع كتاب المسرح الحسيني في جزئيه الاول والثاني، باشر وبعزم بإكمال كتاب (المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) قبلة الانظار)؛ وذلك لندرة المادة الاكاديمية البحثية في هذا المضمار، حيث ان هذه المواد عادة ما تكون في كتب مبعثرة هنا وهنا، ولم يسلط عليها الضوء, حيث انطلق مركز العميد الدولي في احتضان هكذا مشروع، وجمع هذه المواد من خلال فريق عمل دولي تولى جمع المقالات وكتب ومراكز بحثية وغيرها.
ثم جاءت مرحلة التبويب، وبعدها عملية التقصي عن الحقائق, وضم الكتاب في جزئيه اللغة العربية والإنكليزية, ويهدف المشروع الى تحويل الجهد الاعلامي الى جهد اكاديمي تاريخي، وتوفير مادة غنية للكليات والمكتبات البحثية والاكاديمية، بالإضافة الى إبراز الصفات النادرة التي يتمتع بها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) والذي مثل جميع الطوائف والاديان بعيدا عن التعصب الى طائفة معينة, وهذا ما دعا المراكز البحثية في بريطانيا وأمريكا في تناول هكذا موضوع، ووصفوه بانه رجل لكل الانسانية, وقد أنجز الجزء الخاص باللغة الانكليزية وفي طور النهاية من الجزء الاخير للغة العربية سائلين المولى ان يوفقنا لخدمة الحقيقة.
وأخير تم الاعلان عن مشروع (المعجم التاريخي لألفاظ القرآن الكريم) الدكتور علاء جبر الموسوي فبين قائلاً:
هناك دول كبيرة خصصت ميزانية كاملة من اجل انجاز مشروع تاريخي للغة العربية وهذا يكفي ليشير الى اهمية هذا المشروع الكبير, ارتأى مركز العميد الدولي ان يكون له الدلو والحظوة في انشاء معجم يختص باللغة العربية, وقد اختصر المعجم على دراسة ألفاظ القرآن الكريم.
وبعد دراسات طويلة قسم المشروع إلى سبع مجموعات تنطوي الواحدة منها على مشرف عمل، ومجموعة من حملة الشهادات العليا وزعت عليهم كلمات القرآن الكريم, وصولا الى تأصيل كل كلمة في القرآن الكريم وما لحقها من تطور تاريخي, فحاول المعجم رصد كلمات النص القرآني رصدا تاريخيا، والمشروع سيقدم خلال سنتين ويقدم للقارئ باللغة العربية أولاً والنص القرآني قيمة علمية مثلى يطمح الكثير من الدارسين وقراء القرآن الكريم ان يصلوا الى هذه المعلومات القيمة.