دورات تقوية لطلبة المراحل المنتهية في محافظة بابل
30-12-2018
احمد الحسناوي
برعاية العتبة العباسية المقدسة
أقامت الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
دورات تقوية لطلبة المراحل المنتهية في محافظة بابل
حرصت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، على أن تكون مشاريعها المختلفة تصب في خدمة شريحة العوائل المتعففة؛ كونها تشكل الجزء الأكبر داخل المجتمع؛ نظراً للظروف المادية التي يمر بها البلد، ولعل الاهتمام بالجانب التعليمي والتربوي هو من أولويات إدارة العتبة المقدسة من خلال توفير كل ما يحتاجه الطالب، وهو ما شهدته السنوات الأخيرة، إذ لم يجد الطالب بيئة متكاملة سوى العتبات المقدسة.
فإكمالاً لهذا النهج المبارك الذي يصب في خدمة الحركة التعليمية في محافظاتنا العزيزة، كانت للعتبة العباسية المقدسة مبادرة جديدة اطلقتها بالتعاون مع الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وهي الدورات المجّانية للمرحلة المتوسّطة والإعدادية؛ لتكون بذرته الأولى في مركز محافظة بابل، وأيضا ناحية القاسم بن الحسن عليهما السلام التابعة للمحافظة ذاتها. وتأتي هذه الدورات بالتعاون مع ثلّة من التربويّين الذين سخّروا طاقاتهم وجهدهم من أجل هؤلاء الطلبة، لاسيما أبناء شهداء الحشد الشعبي، وأبناء العوائل المتعففة من ذوي الدخل المادي المحدود؛ من أجل المساهمة في تحسين مستواهم العلمي، وكجزءٍ من الدعم المعنويّ لكلّ من يجاهد ويدافع عن حياض وتربة هذا الوطن.
وللطلاع على تفاصيل هذه الدورات، انطلق وفد من قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة للاطلاع على عملية سير هذه الدروس، تمثل هذا الوفد بجريدة صدى الروضتين التي بدورها وقفت على تفاصيل إقامة هذه الدورات، واجرت لقاءات عدة كان أولها مع أحد أعضاء الوفد الأستاذ هاشم الصفار، فتحدث قائلاً:
برعاية العتبة العباسية المقدسة – قسم العلاقات العامة، أقامت الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسين عليه السلام دورات تقوية مجانية للصفوف السادس الإعدادي والثالث المتوسط، وخاصة لأبناء شهداء ومقاتلي الحشد الشعبي؛ بغية الوقوف إلى جانبهم في هذه الظروف الصعبة التي يتخندق فيها أبناء الوطن خلف سواتر العز والكرامة، مدافعين عن كياننا ووجودنا التاريخي والحضاري.
وقد زرنا مجموعة من المدارسة منها: مدرسة ثانوية المؤمل في ناحية القاسم، ومدرسة المنتظر الدينية في مركز مدينة الحلة الفيحاء.. وقد كانت مبادرة طيبة تضافرت فيها الجهود.. خاصة من الكوادر التدريسية الذين صمموا على المضي قدماً في هذا المشروع، مع حضور طلابي غفير يدل على التفاعل المثمر والوعي الجاد مع هذه الخطوة المباركة.. لذا نسأله تعالى أن يديم هذه المبادرات والأنشطة والفعاليات التي تسهم إسهاماً كبيراً في نهضة البلد، والواقع الثقافي والفكرية والتربوي.
اللقاء الآخر كان مع الأستاذ حسن الحلي أحد المشرفين على هذه الدورات، فبين قائلاً:
الدورات تأتي استعداداً للامتحانات الوزارية، وتشمل إقامة دروس تقوية في جميع المواد العلمية للمراحل المنتهية الثالث المتوسّط والسادس الإعدادي، كذلك شملت بالإضافة الى أبناء شهداء الحشد الشعبي المقدس بعضاً من العوائل المتعفّفة.
موضحاً: هذه الحملة قد تمّ التهيّؤ لها منذ وقت طويل، حيث تمّ الإعلان عنها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فضلاً عن البوسترات الإعلامية التي تمّ نشرها وتعليقها في الشوارع العامّة من أجل إعلام هؤلاء الطلبة بأماكن انعقادها، وقد أُقيمت في مركز مدينة الحلّة بالإضافة الى مدينة القاسم التابعة لنفس المحافظة وقد خصص يوما الجمعة والسبت من كل أسبوع لإقامة هذه الدورات؛ لئلا يتعارض مع أيام الدوام الرسمي في المدارس.
كما تحدث الأستاذ مرتضى وهاب أحد المشرفين على هذه الدورات فقال:
الدورات منذ أيّامها الأولى شهدت انتظام أعداد كبيرة من كافّة المراحل، وتمّ إعداد جدولٍ خاصّ بكلّ مادة، على أن لا تتقاطع المواد فيما بينها.. كما شهدت اندفاعاً من قبل مدرّسي هذه الدورات، فالملاكات التعليمية كانت حريصة للغاية، وعملت منهاجاً خاصّاً بكلّ درس من أجل إيصال أسهل الأفكار بغزارة معلوماتية؛ لتكون خير دعم لهؤلاء الطلبة.
وقد عبّروا عن فرحهم بهذه المبادرة، مؤكّدين أنّها مبادرة يستحقّها منّا أبطال الحشد الشعبيّ الذين ضحّوا بدمائهم الزكية من أجل هذا البلد.. ونحن بدورنا حرصنا على إنجاح هذه المبادرة، وأن تكون لنا بصمات متميّزة في بناء هذا الجيل، وتقديم كلّ ما من شأنه الارتقاء به.
كما كان لنا لقاء آخر مع الأستاذ علاء سالم مدرس مادة الرياضيات، ليتحدث قائلاً:
ليس بالأمر الغريب أن تتبنى العتبة العباسية المقدسة هكذا مشاريع مهمة؛ كونها السباقة لهكذا مبادرات، وهو ما لاحظناه من خلال اهتمامها بشرائح المجتمع المختلفة ليس على مستوى مدينة كربلاء المقدسة بل تعدته لتصل الى جميع المحافظات.
حقيقة خطوة مهمة في اطار رفع مستوى الطالب العلمي، ومن جانب آخر التخفيف عن كاهل هذه العوائل المتعففة. ونحن بدورنا مهما قدمنا لهؤلاء الطلبة خصوصا من أبناء شهداء الحشد الشعبي المقدس انما هو قطرة في بحر تضحياتهم الجسام التي اليوم نحن بفضلها واقفون لنؤدي عملنا بكل انسيابية، تحية لأبطالنا في ساحات القتال، وشكر وعرفان للعتبة العباسية المقدسة لهذه المبادرة الطيبة.
أما الأستاذ احمد جواد كاظم أحد المدرسين المتطوعين في هذه الدورات لتدريس مادة اللغة الإنكليزية تحدث قائلاً:
نتقدم بالشكر الجزيل الى العتبة العباسية المقدسة على هذه المبادرة الطيبة، اذ تعد من المبادرات الإنسانية الهادفة، وأيضا بذرة خير نأمل منها التقدم والاستفادة في المستقبل، ونحن بدورنا عازمون على تطوير هذا المشروع وتوسعته ليشمل أكبر عدد من الطلبة من اجل الارتقاء بالمستوى التعليمي، ودفع العجلة التربوية الى الامام من اجل مواكبة التطور الحاصل.
كما كان لنا لقاء مع الأستاذ علي نعمة عبود السلامي مدرس مادة الفيزياء ليتحدث قائلاً:
خطوة مباركة من قبل العتبة العباسية المقدسة؛ كونها سوف تضيف للطالب الشيء الكثير؛ وذلك من خلال إقامة هذه الدورات التي تمتاز بانها تأخذ وقتا أطول مما يتلقاه الطالب في المدرسة؛ نظراً لضيق وقت الدوام وتراكم الدروس، فضلا عن التوقفات التي تحدث اثناء الدوام الرسمي، وأيضا الحافز المعنوي الموجود لدى الطالب والمدرس في نفس الوقت يكون كبيراً؛ لأن المدرس يريد أن يقدم شيئا لكسب الاجر والثواب والمساهمة في تقديم الخدمة وفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا من أجل ان يكون هذا المدرس واقفا بين طلابه ويمارس عمله بشكل يومي.
فلولا هؤلاء الابطال لما كان لنا ذكر اليوم، ونحن نشعر بأننا مهما قدمنا ومهما بذلنا من جهد في نقل المعلومة للطالب، فنحن نشعر بالتقصير.. نسأل الله تعالى أن يرحم شهداءنا، ويحفظ أرض الوطن، وأن يوفقنا لخدمته.
ولمعرفة انطباعات الطلبة عن هذه الدورات، أجرت جريدة صدى الروضتين لقاءات مع مجموعة من الطلبة، كان أولها مع الطالب حسين علي عاشور من الصف الثالث المتوسط ليتحدث قائلاً:
نتقدم بالشكر الجزيل الى العتبة العباسية المقدسة والى الأساتذة الافاضل لإتاحة الفرصة لنا من اجل الاستفادة ولزيادة المعلومات واستغلال ايام العطل أفضل استغلال في عملية مراجعة المواد الدراسية خصوصا ونحن مقبلون على امتحانات وزارية هي من تحدد مصير مستقبل الطالب، وجدنا التعامل الطيب من قبل الأساتذة المدرسين وأيضا المشرفين على الدورات وهم يسعون الى توفير كل وسائل الراحة للطلاب، فضلاً عن الجهد الكبير في نقل المعلومة.
أما الطالب سلمان ماجد من الصف الثالث متوسط تحدث قائلاً:
خطوة رائعة من قبل العتبة العباسية المقدسة، والأساتذة القائمين على إقامة هذه الدورات، ونحن كطلبة نشكرهم على هذه المبادرة؛ لأنها تعتبر إضافة كبيرة لنا خصوصا ونحن مقبلون على الامتحانات الوزارية، فهذه الدورات سوف تضيف لنا الكثير من خلال مراجعة الدروس السابقة، او شرح الدروس الأخرى.. لا يسعني إلا أن أشكر الأساتذة، وأن يجعل هذا العمل في ميزان أعمالهم.
كما تحدث الطالب مرتضى عبد الرضا من الصف السادس العلمي قائلاً:
استفدنا كثيرا من هذه الدورات؛ كونها تلقى في وقت أطول على عكس الدروس في المدارس، اذ تحدد بوقت قصير لا يستطيع المدرس ان يكمل المادة الدراسية خلال الفترة المحددة.
اما في هذه الدورات، فقد لاحظنا الجهود الكبيرة من قبل المدرسين في نقل المعلومة، وأيضاً التفاعل الملحوظ من قبل الطالب.. نشكر العتبة العباسية المقدسة على هذه المبادرة وإتاحة الفرصة لنا.
وبعد هذه الجولة الرائعة بين أروقة المدارس التي ترعى فلذات أكبادنا.. لا يسعنا القول إلا أن عجلة الحياة تسير بخطى واثقة، ما زالت هناك مؤسسات واعية لتحمل المسؤولية كالعتبات المقدسة.. وأن التعليم بخير بجهود المؤسسات الراعية، وبسواعد رجال الظل الذين لم يدخروا جهداً في سبيل تنمية قدرات شبابنا.. وأن الستار لم يسدل على هذا المشروع، بل هو بذرة حية ستنمو مع مرور الأيام.. لتكون سُنة حسنة تقتدي بها كل المؤسسات والطاقات المتحمسة بشتى توجهاتها وانتماءاتها لخدمة وطننا وأبنائنا الأعزاء.