بمشاركة (265) طالبة العتبة العباسية المقدسة تقيم الحفل الختامي لمخيم الطالبات المتميزات في الدراسة المتوسطة والإعدادية
30-12-2018
طارق الغانمي
دعماً للمسيرة العلمية والثقافية, ودمجها بالنهج التربوي الأصيل للدين الإسلامي, تتواصل العتبة العباسية المقدسة بإقامة المخيمات الفكرية والثقافية والأخلاقية والمعرفية لشريحة الطلبة المثقفة في العطلة الصيفية ولكلا الجنسين.لذا اختتمت وحدة النشاطات المدرسية التابعة لشعبة العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المقدسة, وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني, مخيمها الطلابي الرابع للطالبات المتميزات للدراسة المتوسطة والإعدادية, والذي شاركت فيه (265) طالبة من مدينة كربلاء المقدسة.
وتأتي هذه المخيمات من أجل تكريم الطالبات اللواتي حصلن على درجة الإعفاء، وحثهن على بذل المزيد من التفوق. وتنضوي هذه النشاطات ضمن المنهاج السنوي لمشروع فتية الكفيل الوطني الذي تبنته العتبة العباسية المقدسة، وضمن مخيمات طلابية متعددة (طلاب وطالبات).
بدأ حفل الختام بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ السيد (عمرو العُلا الكفائي), وقراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواح شهداء العراق. ثم جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة، والتي ألقاها فضيلة السيد (محمد الموسوي) قائلاً فيها:
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز الحكيم, في سورة النحل:97: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ), هذا المشروع المبارك العملاق الذي دأبت العتبة العباسية المقدسة على تطويره والقيام بفعاليات متنوعة في سبيل السمو والرقي, هو من المشاريع المهمة والحيوية التي تهتم بها العتبة المباركة، وخاصة الاهتمام بالجانب العلمي والفكري والمعرفي, وهي بذرة طيبة تستحق كل الشكر والعرفان إلى القائمين بهذا المشروع المبارك.
مضيفاً: يعد هذا الاهتمام الذي تقوم به العتبة المقدسة بهذه الشريحة من الفتيات يعكس لنا ذلك الاهتمام البالغ الذي جاء فيه القرآن الكريم بخصوص المرأة.
فالشكر المتواصل إلى كل الطالبات المتميزات المعفوات اللاتي بذلن جهداً متميزاً في طلب العلم والمعرفة, والمساهمة منهن في رفد المجتمع بكفاءات علمية لها حيزها في المستقبل إن شاء الله تعالى, فهذه المخيمات تغذي العقل بالعلم والمعرفة, وتغذي القلب بالنور والإيمان, وتعلم الإنسان التواضع, وتعلم الفتاة العفة والكرامة والغيرة على الدين, والاستقامة والصبر والعبادة, والدعاء والذكر والتهجد, والخوف من الله تبارك وتعالى, كما تعلم هذه المخيمات على قراءة القرآن الكريم بالشكل الصحيح, ومحبة الله تعالى والخشية منه.
مؤكداً: على أهمية هذه النشاطات وضرورة الاستفادة القصوى منها؛ لما لها من أهمية وأثر في بلورة شخصية الطالب؛ كون التفوق العلمي وحده لا يكفي ما لم يمزج بثقافة دينية وأخلاقية عامة، فكل واحد منهما مكملاً للآخر، ويسيران باتجاه متوازٍ، فنشكر القائمين على هذا المشروع، داعين إلى بذل المزيد خدمة لأبنائنا الطلبة.
كما كانت هناك كلمة لمديرية تربية كربلاء المقدسة، ألقاها المدير العام الأستاذ (مهدي الجبوري), والتي عبر فيها عن شكره وامتنانه للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على ما تبذله من جهد في سبيل المساهمة ببناء جيل واعِ مرتكز على القيم الصحيحة, وعلى دعمها للمشاريع التربوية والعلمية.
وأضاف: هذه المخيمات هي خطوة جيدة للارتقاء بالمستوى العلمي في محافظة كربلاء المقدسة, إضافة إلى بناء الشخصية الفردية للطلبة والطالبات من خلال التوجيهات والمحاضرات والمخيمات التي تقام سنوياً في العطلة الصيفية, وهي فرصة ثمينة جداً من أجل النهوض بالمجتمع. واختتم الحفل بتقديم الشهادات التقديرية إلى المساهمين, والكادر التدريسي, وهدايا إلى المربيات الفاضلات والطالبات المشاركات في المخيم الطلابي.
صدى الروضتين أجرت عدة لقاءات في هذا المحفل, وكان أولها مع الاستاذحسين محمود الشمري من شعبة العلاقات الجامعية, وحدة النشاط المدرسي, في العتبة العباسية المقدسة, فتحدث قائلاً:
اليوم تحتفي العتبة العباسية المقدسة بكوكبة من الطالبات المتميزات (المعفوات), البالغ عددهن (265) طالبة من مختلف مدارس مدينة كربلاء المقدسة, وهذا المخيم هو تنظيم سنوي يستمر لمدة ستة أيام, يتضمن محاضرات دينية في القرآن الكريم, والعقائد, والفقه, والأخلاق, ودروس في التنمية البشرية, بالإضافة إلى محاضرات ماهي واجبات المنتظر لمولانا الإمام المهدي f, وكذلك اقيمت محاضرات لهن من قبل الأخوات المبلغات في العتبة المشرفة بخصوص دور المرأة في المجتمع.
مبيناً: شعبة العلاقات الجامعية تحضر لهذا المخيم من أيام الفصل الدراسي, ويكون بالتواصل مع الإخوة في مديرية تربية كربلاء, ويتم التنسيق مع المشرفات على المدارس حول كيفية التواصل مع الطالبات حال انتهاء الموسم الدراسي. ونطمح في المستقبل إن شاء الله تعالى بإحتواء جميع الطالبات المتميزات على مستوى العراق؛ لأن هذه الأجواء الإيمانية في حضرة المولى صاحب الجود قمر بني هاشم عليه السلام تعطي دافعا كبيرا جداً للطالبة للتفوق والتميز والمثابرة في دراستها, والرقي بأخلاقها نحو التكامل, وخاصة في هذه الأيام حيث تكثر المغريات: كوسائل التواصل الاجتماعي, وأجهزة الاتصال... وهذه الوسائل تحاول أن تبث سمومها على الشاب والفتاة, ونسأل من الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مجتمعنا من كل سوء ومكروه.
مضيفاً: من ضمن المخيم توجد مسابقة الكفيل التي تتضمن أسئلة متعددة حول بعض الأمور الفقهية والعقائدية والأخلاقية, وبعد إجراء القرعة، فازت (12) طالبة بهذه المسابقة، وسيتم توزيع الهدايا عليهن في نهاية الحفل الكريم.
الاستاذ (أزهر علي الركابي) مسؤول شعبة العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المقدسة, تحدث قائلاً:
ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني الذي ترعاه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، تم اختتام المخيم الرابع للطالبات المتفوقات في الدراسة المتوسطة والإعدادية, ويأتي هذا المخيم ضمن المسيرة العلمية والثقافية التي تبنتها شعبة العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المشرفة لدمج هوية العلم بالأخلاق التربوية للطالب العراقي. أما الدروس التي أعطيت في المخيم فكانت في الفقه والأخلاق والعقائد والقرآن الكريم, وفي التنمية البشرية, وبعض المسائل التوجيهية للأخوات الطالبات... ونشكر قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة على تعاونه معنا بإقامة عدة محاضرات توعوية لغرض الإرشاد والنصائح التربوية التي تحتاجها المرأة اليوم, وكذلك نشكر قسم الشؤون الفكرية لمواكبته بالتغطيات الإعلامية لكل الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها شعبة العلاقات الجامعية, وهذه التغطيات لها الدور الفاعل, وتكوّن صورة واضحة لكل العالم بأن كربلاء مدينة العلم والإشعاع الفكري والإبداعي والثقافي.
كل هذه النشاطات والدورات والمخيمات التي تقوم بها العتبة المطهرة تعطي دافعا معنويا كبيرا للطلاب والطالبات ولأولياء الأمور للمواصلة نحو التفوق والازدهار والرقي والتكامل في المسيرة العلمية والتربوية في العراق.
كما أن هذا المخيم يأتي بعد النجاح الذي حققته فكرة إقامة المخيمات الطلابية في الأعوام الماضية, ونتيجة لما تحقق من تفاعل إيجابي وجدوى حقيقية لنتائجها الطيبة انعكست على الواقع العملي وعلى سلوك الطالبات المدرسية والبيتية، واستمراراً لها تتواصل العتبة المقدسة بفتح عدد من المخيمات لهؤلاء الطالبات, وعلى شكل وجبات مستثمرين بذلك العطلة الصيفية.
أما اللقاء الأخير فقد كان مع المفتشة العامة في العتبة العباسية المقدسة الحاجة أم زهراء, فتحدثت قائلة:
يعد مشروع فتية الكفيل الوطني الذي تبنته العتبة العباسية المشرفة مشروعا كبيرا, أو هو خطوات نحو مشروع متكامل لبناء المجتمع بالشكل الصحيح, وأقدم شكري وامتناني لكل من ساهم فيه, ونحن نحتاج إليه كثيراً؛ لأن بناتنا متعطشات إلى تحديث منبر يتوافق مع مستواهن, بدلا من المواضيع الجامدة والجافة, لذا ينبغي علينا أن نرى المشاكل التي تحيط بهن ونحتويها بشكل فعال.
كذلك أدعو إلى الاهتمام بالأمومة, وتثقيف الآباء والأمهات, والتنسيق مع إدارات المدارس، حتى يصبح العمل بشكل أفضل, ونتمنى من هذا المشروع الاستمرارية؛ لأنه إنبات وصقل للمواهب والمتفوقين, فبالإضافة للصلاة والصوم, وسائر العبادات، تحتاج الفتاة إلى برمجة حياتها بشكل منظم، حتى يحق لها حسن التصرف مع الآخرين, ومواجهة الأفكار الدخيلة عليها, ووضع حد للفضائيات المسمومة, فكل هذا يحتاج إلى برنامج واسع وتنظيم وبرمجة وتنسيق مع كل الجهات المختصة والمهتمة برقي المجتمع.