العتبة العباسية المقدسة تستقبل الشباك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس عليه السلام

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
بمراسيم ولائية مهيبة.. وبمشاركة آلاف الموالين والمحبين
العتبة العباسية المقدسة تستقبل الشباك الجديد
لضريح المولى أبي الفضل العباس عليه السلام
شهدت مدينة كربلاء المقدسة بعد ظهر اليوم الثلاثاء المصادف (5جمادى الآخرة 1437هـ)، الموافق (15آذار 2016م) انطلاق مراسيم ولائية مهيبة لنقل الشباك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، شارك فيها آلاف الزائرين والوافدين من داخل وخارج العراق، وبحضور وفود دينية وثقافية وأكاديمية وأمنية وجمع كبير من العشائر الكربلائية والهيئات والمواكب الحسينية، مبتهجين بهذا الإنجاز الذي يعد مفخرة كبيرة؛ كون الشباك صنع وركُب بأياد عراقية خالصة.
انطلقت مراسيم الحفل وقافلة الحب العباسي التي تحمل قطع وأجزاء الشباك الجديد كاملة من مصنع العتبة العباسية المقدسة (السقاء/1) الى حرمه الطاهر، بمباركة المرجعية الرشيدة وبحضور المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والسيد الأمين العام محمد الاشيقر (دام تأييده) والسادة أعضاء مجلس الإدارة الموقر وجمع من مسؤولي ورؤساء أقسام العتبتين المقدستين، حيث تقدم القافلة كوكبة من حملة الأعلام العراقية ورايات خطت عليها عبارة: (يا قمر بني هاشم) محفوفة بجموع مباركة تصدح بما جادت به قرائحهم من قصائد وأهازيج عبرت عن عمق ولائهم وتعلقهم بهذه الشخصية العظيمة، لتشق هذه القافلة طريقها بصعوبة في المحطات التي تلتها عبر منطقة باب بغداد حيث تجمهرت الجموع لاستقبالها بالأهازيج ونثر قطع الحلوى ونحر الذبائح على طول الطريق حتى باب قبلة الإمام الحسين عليه السلام ، وكان المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) يرأس وفد العتبة الحسينية المقدسة الذي استقبل الشباك الطاهر.. ثم انتقل الموكب إلى منطقة بين الحرمين الشريفين وصولاً الى بوابة قبلة أبي الفضل العباس عليه السلام .
ختمت مراسيم الحفل والاستقبال عند باب قبلة أبي الفضل العباس عليه السلام والتي شهدت كلمة للمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) ليعلن فيها عن إتمام مشروع وإنجاز آخر تزامن مع هذه المراسيم ألا وهو اكتمال الواجهة الأمامية لباب قبلة ضريح أبي الفضل العباسعليه السلام وتغليفها بالكاشي الكربلائي المعرق، وبتصميم هو عبارة عن كفين مفتوحين للدلالة على كفي أبي الفضل العباس عليه السلام مستقبلة الزائرين الكرام كما تستقبل في يومها الأول الشباك الشريف للمولى عليه السلام .

وقد ابتدأ سماحته الكلمة قائلاً:
الحمد لله الذي أرانا هذا المشهد المبارك في هذا الشهر الشريف - شهر الزهراء عليها السلام - ونحن نحاول أن نكحل أعين صاحب الثأر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بأن نقدم هذا العمل الذي دأب فيه الإخوة سنين عديدة، نقدمه الى ساحة ولي الله الأعظم وهو ضريح أبي الفضل العباس عليه السلام .
مضيفاً: أنا أشكر جميع الإخوة الحاضرين والسادة الأفاضل والعلماء وكل من لبى هذه الدعوة المباركة والعفوية، وحقيقةً إن دل هذا على شيء إنما يدل على عظم هذا الولاء الكبير للإخوة الأعزاء مع الأئمة الهداة عليهم السلام ، فقد كان أبو الفضل عليه السلام ولا زال هو موئل الحاجات ومطلب الغايات وعنده تجثو الركب.
وبين سماحة السيد الصافي (دام عزه):
هذا العمل حقيقة بذل الإخوة فيه جهداً متواصلاً ليلاً ونهاراً الى أن وصل الى هذه الحلة القشيبة، وهي المرحلة الثانية بوصول هذا الشباك الشريف الذي توجته هذه المدينة المباركة بهذا الاستقبال الرائع، وما أشبه اليوم بالبارحة فقبل خمسين عاماً استقبل هذا الشباك أيضاً من أهالي هذه المدينة وكانت صناعته في ذلك الوقت تحت عناية ورعاية مرجع الطائفة سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم قدس سره .
وتابع: تعلمنا من العلماء ومن السادة الأفاضل أننا لابد أن نعتمد على أنفسنا، وفعلاً شمرنا عن ساعد الجد بمعية فريق مؤمن يحب الأئمة الأطهار عليهم السلام ويحب أبا الفضل عليه السلام وكان هذا العمل هو بمثابة تحد حقيقي للإرادة الوطنية العراقية، وبحمد الله تعالى انتصرت هذه الإرادة ونحن اليوم نشاهد ما كان حلماً نشاهده حقيقة.
واستدرك سماحته: سنكون على موعد معكم - إن أبقانا الله تعالى - في ذكرى ولادة أمير المؤمنين عليه السلام وهو اليوم المقدر والمقرر أن يكون فيه افتتاح هذا الشباك الشريف، وتزامناً مع هذا اليوم ارتأينا أيضاً أن نكمل هذه الفرحة بإزاحة الستار عن هذه البوابة الكريمة بوابة قبلة حرم أبي الفضل العباس عليه السلام التي أيضاً بذل فيها الإخوة الكرام جهداً كبيراً ليلاً ونهاراً، وارتأينا أيضاً أن تكون هذه المناسبة - إزاحة الستار - هي بمثابة استقبال من كفي أبي الفضل عليه السلام .
ولوحظ في هذا الباب الشريف أنه على شكل كف تستقبل الزائرين، ولعله سيكون أول استقبال لهذه الكف ولهذه الصورة هو استقبال هذا الضريح المبارك.
وذكّر السيد الصافي (دام عزه) الحاضرين بأبطال الحشد الشعبي المقدس وقواتنا الأمنية وهم يقارعون قوى الشر والظلام بقوله:
لا أنسى ولا تنسون أن في هذه اللحظات هناك أعزة من فلذات أكبادنا على سوح القتال وهم في أمس الحاجة الى دعائكم وأمس الحاجة الى أن نعضدهم بما نتمكن، بعض الإخوة يبذلون الغالي والنفيس بأجسادهم الكريمة هناك، وهذه أجساد وأيادٍ تقبل، والبعض الآخر يدعمهم بما جادت به أياديه من دعم مادي وهم بحاجة لذلك، ومن خلالكم ومن خلال هذا المكان وهذا المنبر أيضاً أتقدم لهم جميعاً بالشكر الكبير والعرفان والوفاء، ولعل كلمة الشكر لا تساوي شيئاً إزاء دماء تراق من أجل هذا البلد ومن أجل عراقنا الحبيب.
داعياً الحكومة والجهات الرسمية أن لا تنسى المعركة الأصلية والأساسية وهي معركتنا مع الدواعش، عليهم أن لا يغفلوا، عليهم أن لا يتسامحوا ويكونوا في ترقب، فإن هذه المعركة هي معركة وجود بالنسبة لنا، وما هذا العمل الذي قام به الإخوة إلا تحد حقيقي أمام جميع التحديات التي يمر بها البلد.
مبيناً: أنا أقف هنا خجلاً من جميع الإخوة الذين آزرونا ووقفوا معنا وسددونا برأي وبعلم وبفكرة حتى نرى هذا الشباك الكريم الماثل أمامنا بهذه الحلة الجميلة التي رأينا فيها أن تبقى تلك النقوش كما كانت عليه في السابق، شباك جميل فيه آيات من الفن طرز بها، وحرصت الأمانة العامة للعتبة المقدسة على أن تبقى هذه المعالم محفوظة.
واختتم السيد الصافي: رجاؤنا من الإخوة الأعزاء وهذا دعائي أنا شخصياً أقول: إنكم ضيوف على أبي الفضل العباس عليه السلام ونحن – إن قبلنا - لا نعدو أن نكون خدماً صاغرين أذلاء بدعائكم، والضيف بلا شك له حظوة عند من يقصده، فادعوا لنا الله تعالى أن يتجاوز عن سيئاتنا ويكفر عنا إنه سميع الدعاء..
دعواتي لكم ولهذا البلد أن نرى فيه خيراً كثيراً ونرى فيه أمناً، ونرى الظالمين والدواعش الإرهابيين في ذلة دائمة، ونرى الرفعة لأبناء هذا البلد المعطاء الكريم الذين ما بخلوا يوماً بسواعدهم إليه.
ومن الجدير بالذكر أن المراسيم شهدت حضوراً كبيراً لوسائل الإعلام العراقية والعربية والأجنبية أيضاً، من أجل نقل وتسجيل هذا الإنجاز التأريخي الكبير وإيصاله الى كل بقاع الأرض التي صارت اليوم تمتلئ بشيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام والتي تتوق لزيارة هذه البقعة الطاهرة والمشاهد المشرفة.