مراحل تفكيك شباك المولى أبي الفضل العباس عليه السلام
30-12-2018
طارق الغانمي
العتبة العباسية المقدسة تعلن انتهاء
مراحل تفكيك شباك المولى
أبي الفضل العباس عليه السلام القديم..
بعد بقائه لأكثر من نصف قرن
أعلنت الكوادر العاملة في مصنع العتبة العباسية المقدسة لصناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة، وبمساعدة بعض الأقسام الأخرى؛ انتهاء مراحل تفكيك الشباك القديم الذي يبلغ من العمر أكثر من نصف قرن من الزمن، ليحل محله شباك آخر صنع بأيادٍ عراقية خالصة، مصنوع من الذهب والفضة، مزين بأروع النقوش الإسلامية وبدائع الصور النباتية المنقوشة بالذهب الخالص، والذي سيكون شاهداً على حقبة زمنية أخرى ستمر على تاريخ المرقد الطاهر للمولى أبي الفضل العباس عليه السلام .
السيد ناظم جاسم محمد مسؤول مصنع الشبابيك في العتبة العباسية المقدسة، تحدث لجريدة صدى الروضتين، قائلاً:
بعد وضع خطة تفكيك خاصة بالشباك الشريف نفذتها وأشرفت عليها نفس الكوادر العاملة بصناعة الشباك الجديد، والتي بدأتها بعمل قواطع داخلية وخارجية، وعمل شبابيك مؤقتة للمرقد الطاهر؛ لغرض المحافظة على انسيابية حركة الزائرين، وإتمام أعمال التفكيك داخل هذه القواطع بدون أي عائق يعيق حركة عمل الكوادر.
مبيناً: بعد ذلك عملت الكوادر صندوقاً خشبياً يحيط بالقبر الشريف؛ وذلك للمحافظة عليه من أضرار أعمال التفكيك، أو تلف يصيبه نتيجة الأعمال الدورية اليومية كتفكيك الأجزاء المعدنية والهيكل الخشبي بالجزء العلوي للقبر الشريف.
وبعد ذلك تم تفكيك كافة الأجزاء العُليا للشباك القديم التي شملت سقف الشباك وملحقاته من (وردات) و(طرر) و(زهريات) وصولاً إلى الإفريز الزخرفي بكافة المقاطع المعدنية المصنوعة من النحاس المطلي بالذهب، والكتيبة القرآنية التي تعلوه.
عملية التفكيك هذه جرت وفق خطوط متوازية منها تفكيك الأجزاء التي تجري بعناية فائقة من أجل الحفاظ على كل جزء من هذه القطع من الضرر الذي قد يصيبها، مما استدعى جلب أدوات خاصة بتفكيك كل قطعة وحسب نوعية كل معدن وسمكه ومكانه وطريقة تثبيته، حيث إن بعض القطع مثبتة بطريقة المسامير تتطلب دقة متناهية في أعمال التفكيك.
ليتم بعدها ترقيم هذه الأجزاء بـ(كودات رقمية) خاصة حسب كل قطعة، وبعدها تغلف بشرائط بلاستيكية وقطعة قماشية ووضعها داخل صناديق صنعت وفقاً لقياس كل جزء وقطعة، ويوضع رقم كود آخر على الصندوق ليتم نقلها بعد ذلك إلى مخازن العتبة المقدسة.
مضيفاً: بعد تلك المرحلة بوشر بأعمال التفكيك للأجزاء الأخرى من الكتيبة الشعرية التي تعتلي مشبكات الشباك (الدهنات)، والكتيبة القرآنية التي تعتلي الكتيبة الشعرية مع بعض من أجزاء المشبكات وأعمدتها الجانبية.
ونتيجة لإصابة الهيكل الخشبي الحامل لهذه الأجزاء المعدنية بأضرار كبيرة فضلاً عن تضرر القطع المعدنية المركبة عليه، أخذ القائمون على التفكيك بتوخي الحذر في فك أي جزء أو قطعة منه.
متابعاً: أما المرحلة الأخرى هي مرحلة تفكيك المشبكات الكبيرة (الدهنات)، وأعمدتها الجانبية المحيطة بها، والكتيبة الشعرية التي تعلوها، وقد طرأت على هذه الخطة بعض التغييرات، فهناك قطع تحتاج إلى تفكيك أكثر من سابقتها لإصابتها بأضرار كبيرة، فتحولت بوصلة أعمال التفكيك تجاهها مع إبقاء الأجزاء الأكثر صلابة ومتانة للمراحل التالية؛ تفادياً لأي ضرر طارئ بأي جزء من المتبقي.
أعقبتها عملية تفكيك الهيكل الخشبي بالكامل الذي يعاني من أضرار كبيرة، وتلف بأجزائه بشكل كثيف؛ لكون هذا الهيكل قديماً جداً، وبعض أجزائه متآكلة بل متناخرة جداً.
موضحاً: وجدنا أثناء عملية تفكيك الهيكل الخشبي الرابط للمشبكات الكبيرة، أن نسبة الضرر فيه كبيرة جداً، وقد لوحظت أمور عديدة منها؛ أن الخشب المصنوع منه الهيكل القديم ليس بالمستوى المطلوب، ومن نوعيات ليس فيه متانة قياساً بذلك الوقت، وتبعاً للإمكانيات المحدودة، وأيضاً طريقة تركيب ذلك الهيكل طريقة بدائية جداً سواء من ناحية ترابط الأجزاء الخشبية فيما بينها أو على الأرضية، كما أن الأُسس التي نُصب عليها الهيكل الخشبي لا تستطيع مقاومة المؤثرات الخارجية: كالمياه الجوفية والرطوبة وغيرها من الأمور.
ولعل من أسباب تآكل هذا الهيكل الخشبي والأخشاب المصنع منها لها عمر زمني محدد، ولعدم وجود إدامة وصيانة دورية، أدى ذلك إلى ضعف مكوناتها قياساً بالأحمال الموضوعة عليها، بالإضافة إلى نزول كميات كبيرة من الماء الذي يستخدمه الزائرون، ويرشونه على الشباك للتبرك، مما يجعله يتجمع على أسس الهيكل ويزيد من كمية الرطوبة التي تعمل على تآكل الأجزاء الخشبية.
أما بخصوص الأعمال الإنشائية والمدنية من حفر الأسس وصب الخرسانات وغيرها من الأمور، فقد وضحها لنا مدير قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ، قائلاً:
بعد الانتهاء من عملية تفكيك كافة الأجزاء الخشبية للشباك القديم لضريح المولى قمر بني هاشم عليه السلام التي رافقته بعض الأعمال المدنية والانشائية، وذلك وفق مخططات هندسية أشرف على تنفيذها قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة. هذه المخططات الإنشائية وضعت من أجل نصب الشباك الجديد الذي سيحل محل القديم والذي تم تصنيعه من قبل خدمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام في مصنع العتبة العباسية المقدسة لصناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة.
وأضاف الأستاذ الصائغ: الأعمال الإنشائية شملت عدة فقرات منها: رفع المرمر القديم، وحفر أُسُس جديدة بقياسات خاصة؛ لتتحمل أوزان الشباك الجديد، آخذين بعين الاعتبار القياسات الخاصة بالشباك الجديد، فضلاً عن حسابات الأوزان للشباك الجديد كلياً بكافة أجزائه (المعدنية والخشبية).
موضحاً: تم حفر أُسس تحيط بالصندوق الخشبي للضريح المقدس بقياس (4,12 ×5,40)م، أُضيفت إليهما (5) سم من كافة الجوانب لإعطاء حرية أكبر، ومجال أوسع للتحكم بحركة الشباك، وقد بلغ عرض هذه الأسس (60)سم وبعمق (50)سم، ووضع في داخل هذه الأساسات مشبك حديدي من حديد التسليح، وقد ركبت عليها قواعد من الحديد (الاستنلس استيل) يبلغ عددها أربع عشرة قاعدة، منها أربع قواعد رئيسية لتركيب الأعمدة الركنية الأربعة للشباك الشريف، وعشر قواعد لتركيب الأعمدة الجانبية التي تربط بين المشبكات، وقد سبقت هذه الأعمال أعمال أخرى مثل: مكافحة الأسس بمادة تمنع انتشار حشرة الأرضة ولمقاومة الرطوبة، ومواد أخرى للصق الخرسانة الحديثة بالقديمة.
مؤكداً: أن كل الأُسس التي تم تنفيذها أخذت لها حسابات عديدة بعين الاعتبار منها: أوزان الشباك بكافة قطعه وأجزائه المعدنية والخشبية، وما يتعرض له الشباك من قوة ضغط ناجمة عن تدافع الزائرين وغيرها من الأمور، وأيضاً تم وضع خطوط كهربائية مخفية من ضمن الأسس من أجل إنارة الشباك الجديد بإنارة زاهية، وكذلك رفع قاعدته الأرضية عن سطح الحرم الطاهر بحدود (29)سم؛ وتغليفها بالمرمر الإيطالي لأجل عدم تأثر الشباك بأعمال غسل الأرضيات.
وقد رافقت هذه الأعمال رفع المرمر القديم المحيط بالشباك الشريف تمهيداً لتغليفه بمرمر من نوع آخر خاص يحل محل القديم. واستبدال المرمر القديم الذي يغلف أرضية الحرم الطاهر بمرمر جديد ذي مواصفات هندسية عالية ومن مناشئ عالمية.
مضيفا: بعد أن تم الانتهاء تماماً من أعمال تفكيك الشباك القديم بجميع أجزائه المعدنية والخشبية، وإتمام الأعمال الخرسانية الخاصة بقاعدة الشباك الجديد، وقلع بلاطات المرمر القديم، ولإظهاره برونق جميل وجديد للزائرين والناظرين، باشرت الكوادر العاملة الخاصة بالشباك الجديد بعملية تطبيق وإكساء مساحة تقدر بـ(120)م2 من محيط الشباك الشريف لغاية حدود أبواب الحرم الداخلية من أربع جهات.
هذا المرمر الجديد الذي تم إكساء أرضية الحرم به استورد من إيطاليا، وهو من نوع (ملتي اونكس)، بقياس (40×60)سم، وبسُمك (3)سم، وبثلاثة ألوان جميلة، وزعت بطريقة فنية جميلة تسر الناظر إليها، حيث تم إكساء الأرضية بوضع شريطين من هذا المرمر، الأول يكون باللون الأصفر المعرق بالأحمر ويبلغ عرضه (20)سم يوضع عليه الشذر، وهو شكل أيضاً من المرمر ومن نفس نوعية المرمر، يتخذ شكله مجموعة أقواس بطول (29)سم وعرض (18)سم، وداخلها يكون على شكل زاوية قائمة، ليكون هذا الشكل ملاصقاً للشباك من الداخل ويرتبط به، أما الثاني فيبلغ عرضه (40)سم وهو ذو لون أحمر معرق بالأبيض، ويحيط هذان الشريطان بالشباك من جهاته الأربع.
وفي نهاية إكساء هذه المساحة ستتم المباشرة بإكساء باقي أرضية الحرم الطاهر وبنفس نوعية المرمر، لكن باللون الأصفر المعرق بالبني (الجوزي).