المؤتمر الدولي حول التجديد في فكر الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره
30-12-2018
احمد صالح
بالتعاون مع مؤسسة بحر العلوم الخيرية
أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة المؤتمر الدولي
حول التجديد في فكر الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره
بحضورٍ علمائيّ وحوزويّ واسع لشخصيّات دينيّة وثقافية من داخل وخارج العراق، انطلقت فعاليات المؤتمر الدوليّ حول التجديد في فكر الشيخ محمد رضا المظفّر قدس سره على قاعة مؤسّسة بحر العلوم الخيرية، الذي تُقيمه العتبة العباسيّة المقدّسة بالتعاون معها تحت شعار: (الحَوزَةُ العِلمِيةُ رَائِدَةُ التجدِيدِ)؛ وذلك من أجل إبراز الجانب التجديدي في فكر الشيخ المظفّر قدس سره ، وما تركه من آثار علمية وفكرية أغنت الساحة الإسلامية والحوزة العلمية.
ابتدأ افتتاح المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ جاسم النجيفي، أعقبتها كلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والذي بين فيها قائلاً:
أيّها السادة الأفاضل.. لاشكّ أنّ الاهتمام بالعلماء بعلمهم بسيرتهم بأخلاقهم من الأمور المهمّة التي لابُدّ من الوقوف عليها، حتّى نقرأ من خلالها ما يُستبطن في شخصيّة هذا العالم أو ذاك، ولقد كان شيخنا المظفّر طاقةً عملاقة أنجبتها النجف، وهو العالم الأصوليّ والمنطقي والكلامي والمدافع عن الحقّ والحقيقة وهو المصلح العمليّ وليس الناقد المتشنّج.
فلقد كان كما جاء على لسان المرحوم الشيخ الآصفي (رضوان الله تعالى عليه) إذ يقول: كان المظفّر يحتلّ القمّة من النشاط الإصلاحيّ في النجف الأشرف، فقد ساهم في جميع الحركات الإصلاحية، وكان فيها عضواً بارزاً يشار اليه بالبنان.
مضيفاً: إنّ الاحتفاء بعلمائنا ومفكّرينا لابُدّ أن لا يقتصر على ما بعد حياتهم، بل لابُدّ أن نحتفي بهم في حياتهم؛ لما لهم من أثرٍ طيّب في نفوسهم ونفوس مريديهم بل وعوائلهم أيضاً...
مؤكداً: إنّ الشيخ المظفّر (قدّس الله نفسه) قد حمل أعباء المشروع الإصلاحي على عاتقه، وتحمّل في سبيل تحقيق ذلك الشيء الكثير، لكن النقطة المهمّة التي ميّزته أنّه بعد أن شخّص بعض المشاكل خصوصاً في تنظيم الدراسة بمرحلة المقدّمات بدأ بوضع الحلول لها، وهو بذلك طبّق بشكل عمليّ ما تعوّدت عليه مدرسة النجف من النقض.
وقد ختم سماحته حديثه قائلاً: فهنيئاً لنا بأمثال الشيخ المظفّر (قدّس الله نفسه)، وهنيئاً لكم بحضور هذا الجمع العلميّ المبارك الذي سيُتحفنا إن شاء الله ويعطينا شخصيّةً أخرى عن الشيخ المظفّر قدس سره .
وكانت هناك من ضمن فعاليات الافتتاح، كلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعيّ سماحة السيد علاء الموسوي (دام عزه) بيّن فيها قائلاً:
هنالك أمران لافتان في سيرة هذا العلم الكبير، الأمر الأوّل: الدرجة العالية من الإخلاص الذي كان يتحلّى به في عمله ومشروعه التجديدي الإصلاحيّ، فإنّ المصلح المجدّد إذا كان له هدف محدّد، وأراد أن يصل إلى ذلك الهدف، لابُدّ أن يضع وراء ظهره كثيراً من الاعتبارات الشخصية والاجتماعية ليصل إلى هدفه.. إنّ هذا ليس بالسهل خصوصاً في النجف التي لها منزلةٌ في العلم وتاريخ في الكفاءات المختلفة.
وتابع السيد الموسوي: إنّ الشيخ المظفّر كان في الطبقة الأولى والطراز الأوّل من العلماء في النجف فقهاً وأصولاً ومنطقاً وعلوماً أخرى، كان كفاءةً متميّزةً بين أقرانه وأبناء جيله، ولا يقلّ عن الآخرين ممّن قد يكون في مرتبة التصدّي للمرجعية العامة في وقتٍ من الأوقات، إلّا أنّه سلك مسلك التجديد والإصلاح، وترك كثيراً من الاعتبارات التي تحكم ذلك الجوّ العلميّ والاجتماعي، وما يُحكى وكتب عنه على يد تلاميذه ومحبّيه يدلّ على ذلك، وإنّ الشيخ المظفّر كان متميّزاً في إخلاصه، ونتيجة الإخلاص جيل كبير من المفكّرين والكتّاب تخرّج من هذه الحركة الإصلاحيّة التي قادها.
وأوضح: إنّ الأمر الثاني اللافت في آثاره وحياته تلك المبدئيةُ الواضحة في أعماله وإنتاجه التي اقترنت بالإصلاح والتجديد، فالتجديد قد يُفهم أنّه هدفٌ بحدّ ذاته، ولابُدّ من الوصول اليه بأيّ ثمن، وهذا من سطحيّة الفهم للتجديد، فهو ليس إلّا وسيلةً من وسائل الإصلاح والتقديم الأفضل للناس والوصول إلى الحقائق، هكذا وجدنا في آثاره فهو رائد التجديد والإصلاح، فقد كان يبني العقيدة والفكر على القرآن الواضح، دون أن يتأثّر بالأجواء التي تطلب منه المزيد، فهو مجدّد مصلح ومبدئيّ في نفس الوقت، وعلميّ مهنيّ لا يتبنّى فكرة، ولا يدع أخرى إلّا على أساس البرهان والدليل.
أعقبتها كلمة الأستاذ الدكتور محمد كاظم البكاء من جمعية منتدى النشر والتي بين فيها قائلاً:
نحتفي في هذا المؤتمر بأحد أبرز الاعلام في الحوزة العلمية ورجل من رجال الإصلاح ذلك هو الشيخ المظفر قدس سره الذي اتخذ منهجاً تطويرياً، إذ أنه طور المقررات الدراسية في الحوزة العلمية، وأضاف اليها ما يواكب روح العصر، وأن هذا المؤتمر دليل واضح على اهتمامنا بعلمائنا من خلال طرح الأفكار والرؤى التي وضعها الشيخ المظفر قدس سره وبدورنا نتقدم بالشكر الجزيل الى كل من ساهم في إقامة هذا المؤتمر العلمي بدءاً من العتبة العباسية المقدسة، وأيضا مؤسسة بحر العلوم الخيرية، ندعو الله تعالى أن يوفقهم، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم.
جاءت كلمة بعدها سماحة السيد محمد تقي الطباطبائي أحد تلامذة الشيخ المظفر قدس سره بين فيها قائلاً:
منذ أكثر من ستين عاماً، كتب الشيخ المظفر أصول الفقه وكذلك المنطق، وهو بذلك العلم الذي استحصله من كبار العلماء في الحوزة العلمية آنذاك، ليثمر ذلك التعلم تأليف كتاب تحت عنوان أصول الفقه للشيخ المظفر والذي أصبح كتاباً دراسياً يدرس في الحوزة العلمية حتى يومنا هذا، وقد تتطرق في كتابه عقائد الامامية الى المسائل العقائدية بشكل مختصر متخذا الجوانب الضرورية لهذا الجانب، ونحن اليوم نقف على مسيرة هذا العلم الذي خدم الدين والعلم لينعكس ذلك على المجتمع.. دعاؤنا للقائمين على هذا المؤتمر المباركة بالتوفيق والسداد.
لتختتم كلمات الافتتاح بكلمة لسماحة السيد محمد علي بحر العلوم من مؤسسة بحر العلوم الخيرية والذي بين فيها قائلاً:
النجف اسم حفر في ذاكرة التاريخ مكاناً خاصاً، إذ تربعت هذه المدينة المقدسة على العرش الفكري والعلمي والادبي، ألف عام تكاد تمضي ولا تنضب الحركة ولا تتكسر الأقلام، ويستمر العطاء بالرغم من المعوقات التي واجهت هذه المدينة المعطاء، ونحن في هذا المقام نحتفي بأحد المجاهدين والعلماء الذين أخذوا من العلم، وأعطوا الكثير في هذه المدينة المقدسة ألا وهو شيخنا المظفر قدس سره ، ندعو الله تعالى أن يوفقنا الى خدمة الدين والمذهب انه سميع الدعاء.
هذا وشهد المؤتمر انطلاقَ الجلسات البحثية الصباحية والمسائية وفقاً للمحاور التي حدّدتها اللجنة التحضيرية له، حيث تضمّن الأوّل منها السيرة الشخصية التي تشمل التنشئة والتكوين لشخصية الشيخ المظفّر (قدّس سرّه)، والبعد الحوزوي والأكاديميّ، وتأسيس جمعية منتدى النشر وكلّية الفقه ورحلاته وزياراته.
أمّا المحور الثاني عن الدين والفكر، ويشمل نظريات ورؤى الشيخ المظفّر العلميّة (الفقه وأصوله والمنطق)، ودور الشيخ المظفّر في تطوير مناهج الحوزة العلمية، ومطارحات الشيخ المظفّر في المسائل العقائدية والتاريخية، أمّا المحور الثالث والأخير فهو عن السياسة والاجتماع عند الشيخ، ويشمل دور الشيخ المظفّر في مواجهة التيّارات المعاصرة وموقف الشيخ المظفّر من قانون الأحوال الشخصيّة العراقي، وعلاقة الشيخ المظفّر بجماعة العلماء ونشاطه فيها، وموقف الشيخ المظفّر من الأنظمة السياسية الحاكمة والأحزاب.
حيث ألقيت البحوث تباعاً على مدار جلسات المؤتمر الستة وهي كالآتي:
سماحة السيد محمد رضا الجلالي، عنوان البحث: (الحوزة العلمية في النجف الأشرف ودور العلّامة المظفّر فيها).
الدكتور عبد الرحيم عمر مدير مؤسّسة موفّق الخيرية السودان، عنوان البحث: (فلسفة التقريب عند الشيخ محمد رضا المظفّر من خلال كتابه عقائد الإمامية) سماحة السيد منير الخبّاز الحوزة العلمية السعودية، عنوان البحث: (حول الجوانب الأصولية. التحسين والتقبيح العقليّين).
الأستاذ الدكتور عبد الأمير زاهد جامعة الكوفة – العراق، عنوان البحث: (الرؤيا المستقبلية للشيخ المظفّر في جدلية الواقع والتنظير).
سماحة الشيخ يحيى السعداوي الحوزة العلمية في العراق، عنوان البحث: (الشيخ محمد رضا المظفّر وتعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي ثبوتاً وإثباتاً).
الدكتور إبراهيم العاتي الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن، عنوان البحث: (العلّامة الشيخ المظفّر وتجديد التعليم الديني بين الحفاظ على الثوابت والانفتاح على العصر).
سماحة الشيخ محمد الكوثراني لبنان، عنوان البحث: (تجربة الشيخ محمد رضا المظفّر أمثولة واجتهاد).
الدكتور علي القريشي مركز إحياء التراث - جامعة بغداد – العراق، عنوان البحث: (الجهود الريادية لتجسير الهوّة بين الحوزة والجامعة لدى الشيخ المظفّر).
الدكتور علي الأسدي جامعة مشهد - إيران، عنوان البحث: (الحسّ الحركيّ عند الشيخ محمد رضا المظفّر).
الدكتور عبدالكريم الأعرجي العراق، عنوان البحث: (الإصلاح الحوزوي عند الشيخ محمد رضا المظفّر).
الدكتورة خولة الجرّاح جامعة الكوفة - العراق، عنوان البحث: (مفهوم الشرق في مدرسة النجف الأشرف.. دراسة مقارنة بين الشيخ المظفّر والسيد الخوئي).
الدكتور خليل إبراهيم الموسوي جامعة ميسان – العراق، عنوان البحث: (العلّامة المظفّر.. ثقافة استيعاب وبلورة نظم).
سماحة الشيخ نزار سنبل الحوزة العلمية السعودية، عنوان البحث: (التأديبات الإصلاحية في فكر الشيخ المظفّر عرض واشكال).
الدكتور علي خضير الحجّي جامعة الكوفة – العراق، عنوان البحث: (بناء مناهج كلّية الفقه في منظور الشيخ المظفّر).
الدكتور الشيخ هادي قشقاوي إيران، عنوان البحث: (العلّامة محمد رضا المظفّر محيي الدين).
الأستاذ هاشم المحنّك جامعة الكوفة – العراق، عنوان البحث: (الفكر الإنساني ومعالجاته عند العلّامة الشيخ المظفّر.. مجلّة النجف أنموذجاً).
الشيخ أسامة العتابي الحوزة العلمية في العراق، عنوان البحث: (المثل الإفلاطونية عند الشيخ الرئيس.. دراسة تحليليّة نقدية لفكرة المثل الفلسفية في منظور الشيخ محمد رضا المظفّر).
فضيلة الشيخ مرتضى فرج الكويت، عنوان البحث: (منطق الشيخ المظفّر.. دراسة مقارنة مع حاشية الملّا عبد الله).
الدكتور أحمد الإدريسي العلمي فرنسا، عنوان البحث: (خواطر حول آفاق التجديد المنتظر في مؤتمر المجدّد الشيخ المظفّر قدس سره ).
الشيخ عبد الحليم شرارة لبنان، عنوان البحث: (الإصلاح في بيئة المظفّر علاج أو مشكلة).
الدكتور حيدر عبدالزهرة جامعة الكوفة – العراق، عنوان البحث: (البحث الدلالي عند الشيخ المظفّر قدس سره ).
الدكتور محمد علي الحسيني إيران، عنوان البحث: (نظرة نقدية في الآراء اللّغوية لشيخنا المظفّر في مقدّمة مباحث الألفاظ في ضوء علم اللّغة التوحيدي).
الشيخ محمد الخراساني من الحوزة العلمية في إيران.
الدكتور محمد العربي الحوات تونس، عنوان البحث: (ماذا يمكننا أن نتعلّم اليوم من الشيخ محمد رضا المظفّر قدس سره ؟).
الأستاذ حسين محمديان ومحمد فتاحي جامعة سبزوار – إيران، عنوان البحث: (الشيخ محمد رضا المظفّر قدس سره في الكتّاب والشعراء).
الدكتور ثامر نعمة مصطاف جامعة واسط – العراق، عنوان البحث: (الشيخ محمد رضا المظفّر وجهوده في تطوير الحركة الفقهية في النجف).
الدكتور هادي الكرعاوي جامعة الكوفة – العراق، عنوان البحث: (الشيخ محمد رضا المظفّر في دراساته التحليلية).
الدكتور مرتضى الشاوي جامعة البصرة – العراق، عنوان بحثه: (نظرة الشيخ المظفّر قدس سره في أهمّية الأدعية).
الدكتور سلمان الخفاجي الكلية الإسلامية الجامعة – العراق.
الدكتورة ابتسام النوري والدكتور عبد الرحمن الغنطوسي - الجامعة المستنصرية – العراق، عنوان البحث: (الشيخ المظفّر ودورهُ في تجديد البرامج الدراسية للحوزة العلمية).
الدكتور طالب محيبس الوائلي والدكتور فهد عويد جامعة واسط – العراق.
الدكتور فيصل غازي والدكتورة زينب عبد المهدي جامعة بغداد – العراق، عنوان البحث: (فلسفة التجديد في الفكر الدينيّ.. الشيخ المظفّر أنموذجاً).
ليختتم المؤتمر بكلمة للوفود المشاركة تصدى لإلقائها سماحة السيد عبد الكريم القزويني والذي بين فيها قائلاً:
نبارك للقائمين على إقامة هذا المؤتمر الذي ركّز وسلّط الضوء على شخصيّة علميّة هامّة، وقامة من قامات مدينة النجف الأشرف العلمية التي عُرفت بأنّها منبع ومنجمٌ علمائيّ، وأنجبت العديد من العلماء، ولا زالت في رفدها للأمّة الإسلامية والحوزات العلمية، فهذه المدينة المقدّسة قد أثرت الساحة العلمية بمئات المؤلِّفين والمؤلَّفات، وهذه الخصوصية؛ لكونها تضمّ بين خافقيها باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، ففي هذه البيئة العلمية وُلد شيخنا المظفّر ونشأ نشأةً علميّة منذ نعومة أضفاره، فتربّى في بيت علم ومعرفة، وتدرّج هذا الشيخ في الحوزات العلمية وتدرّجاتها حتى وصل الى ما وصل اليه، وتخرّج من حلقاته الدراسيّة جملةٌ من العلماء الأعلام، وألّف العديد من المؤلّفات بمختلف المجالات حتى أصبحت منهجاً علمياً رصيناً يتداوله جيلٌ بعد جيل في الأصول والفقه والمنطق والفلسفة، وتبنّى حركة إصلاحيّة وتجديديّة، وبادر لإعادة تطوير المناهج الدراسية وفتح الآفاق الجديدة لطالب العلم، وهذا الفتح لم يسبق الشيخ المظفّر اليه أحد، فأصبح رائداً من روّاد الإصلاح وروّاد الصحوة الإسلامية الحديثة، فأسّس الشيخ جمعيّة منتدى النشر وكلّية الفقه.
واختتم السيد القزويني: نعلن من هذا المكان المقدّس، ومن هذا المؤتمر العلميّ المنعقد لشخصيّة فذّة خدمت الإسلام والمسلمين، أنّ الإرهاب والإرهابيّين لا يمتّون للإسلام بصلة، فالإسلام ومنهجه القرآن الكريم هو براء منهم، فهم لا يمثّلون إلّا أنفسهم وبعيدون عن هذا النهج القويم.. ثم تلت كلمته توصياتُ اللّجنة العلميّة.
ليطل الدكتور عمّار نصّار على الحضور ملقياً التوصيات التي خرج بها المؤتمر وهي:
1. الإشادة بدور الحوزة العلمية في نشر الفكر والثقافة في المجتمع ودور المرجعيّة الدينية في ترشيد حركة الأمّة والدفاع عن مصالحها العامّة.
2. الدّعوة الى دراسة التجارب التجديدية في الحوزات العلمية وتقييم أثرها في المعارف والمناهج والاستفادة من عناصرها الإيجابية والعمل على تطويرها بما يحفظ الإصلاح.
3. التشجيع على إشاعة ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر، ممّا يُساهم في خلق مرونة من أجل إيجاد مناخ حاضن للوسطيّة والاعتدال في الفكر والسلوك، وقادر على مواجهة العنف ونبذ الكراهية.
4. دعوة المعنيّين على إعادة النظر في المناهج التربوية والدينيّة للناشئة، لترسيخ فكر سليم وإبعادهم عن مخالب الفكر المتطرّف.
5. دعوة منظمّات المجتمع المدني لأخذ دورها الرياديّ في توثيق العلاقة بين الشرائح المختلفة لتعزيز الثقة واللُّحمة الوطنية ومواجهة الإرهاب ومحاربة الطائفيّة، وتقوية المشتركات بين الأديان والمذاهب.
6. إنّ التجربة التي خاضتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة في رعاية التعليم الأهلي الجامعيّ من خلال كلّية الدراسات الإنسانية الجامعة أو تجربة معهد العلمين للدراسات العُليا التابع لمؤسّسة بحر العلوم أثبتت مدى علميّتها ونجاحها، لذا نهيب بالجهات ذات العلاقة لتطوير التعليم الأهلي في كافة مراحله من حيث المخرجات والمدخلات.
7. الإعلان عن عنوان المؤتمر القادم الذي سيتناول إسهام الحوزة العلمية في تجديد المنبر الحسينيّ.
وفي ختام هذه الفعاليات، تمّ تكريم الباحثين المشاركين في المؤتمر ولجان المؤتمر والقنوات الإعلامية التي كان لها الدور الفاعل في تغطية ونشر فعالياته.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدة لقاءات كان أولها مع الدكتور عباس الدده عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ليتحدث قائلاً:
المؤتمرُ هو باكورةُ أعمال المشروع الذي تبنّته العتبةُ العباسيّة المقدّسة ومؤسّسة بحر العلوم الخيرية للتعريف بالفكر الإسلامي التجديدي والتعريف بروّاده من العلماء في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وتسليط الضوء على دورهم الفعّال الذي قاموا به للحفاظ عليه وتجديده بما يحفظ ثوابته واحتوائه للمستجدّات على الساحة بشتّى المجالات وتهذيبه من الانحرافات، فقد كان للشيخ المظفّر (رحمه الله) دورٌ فعّال في خلق جيل كانت أولى سماته حمل راية التجديد وشموليته، فكان كلّ واحد منهم عالماً فقيهاً مفكّراً شاعراً أديباً سياسياً فيلسوفاً مبدعاً في الدور الذي أُلقي على عاتقه.
وتابع: من هذا المنطلق، فقد كانت محاور المؤتمر بجلساته البحثية التي كان عددُها ستّ جلسات بحثيّة، كانت حصّة اليوم الأوّل التي احتضنتها قاعة مؤسّسة بحر العلوم الخيريّة ثلاث جلسات بواقع جلسة صباحية وجلستين مسائية.
أمّا اليوم الثاني للمؤتمر الذي احتضنته قاعة الإمام الحسن عليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسيّة المقدّسة فكانت ثلاث جلسات أيضاً بواقع جلستين صباحية وأخرى مسائية، وتناول الباحثون في ورقيّاتهم البحثية محاور عديدة كانت قد أقرّتها اللّجنة التحضيرية للمؤتمر وهي كما يلي:
المحور الأوّل: السيرة الشخصية، وتشمل: التنشئة والتكوين لشخصيّة الشيخ المظفّر (قدّس سرّ).
البعد الحوزويّ والأكاديميّ لشخصيّة الشيخ المظفّر (قدّس سرّه (تأسيس جمعية منتدى النشر وكلية الفقه ..رحلاته وزياراته.
المحور الثاني: الدين والفكر، ويشمل :نظريات ورؤى الشيخ المظفّر العلمية (الفقه وأصوله والمنطق (دور الشيخ المظفّر في تطوير مناهج الحوزة العلمية .مطارحات الشيخ المظفّر في المسائل العقائدية والتاريخية.
المحور الثالث: السياسة والاجتماع، ويشمل دور الشيخ المظفّر في مواجهة التيارات المعاصرة. موقف الشيخ المظفّر من قانون الأحوال الشخصية العراقيّ. علاقة الشيخ المظفّر بجماعة العلماء ونشاطه فيها. موقف الشيخ المظفّر من الأنظمة السياسية الحاكمة والأحزاب.
الدكتور احمد الادريسي العلمي أستاذ جامعي من فرنسا تحدث قائلاً:
خطوة جيدة لإقامة مؤتمر يسلط الضوء على فكر الشيخ المظفر وتجديده، إذ لابد من مواصلة هكذا تظاهرات فكرية ثقافية لإبراز دور الحوزة العلمية في المجتمع، وما قدمته من منجزات إصلاحية كبيرة.
حقيقة تنظيم المؤتمر كان جيداً جداً، وأيضاً المشاركات البحثية كانت مثمرة في طرحها لرؤية الباحثين، ونحن بدورنا نشد على ايدي القائمين على هذا المؤتمر التوسع في هذا المجال، ومن جانب آخر نشكرهم لدعوتنا للمشاركة ولما لقيناها من حسن الضيافة.
لقاؤنا الآخر مع الدكتور محمد العربي الحوات من تونس تحدث قائلاً:
أرى أن دور الشيخ المظفر في الحركة العلمية انه عمل على مسألة التقريب بين الأمم، إذ أنها في ذلك الوقت الذي عاشه الشيخ المظفر سابقة لأوانها، واليوم علينا أن نعمل بمنهجه؛ كونه يمتلك رؤية بعيدة المدى.
ونحن اليوم بأمس الحاجة لهذه الحركة التجديدية؛ لأنها ستكون المفتاح للخروج من الازمات التي نعاني اليوم منها في مجتمعاتنا خصوصا بعد الهجمات الفكرية والعنصرية التي اصطبغت بالمظهر الطائفي المقيت، وفي الختام نقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذا المؤتمر المبارك.. وندعو الله تعالى أن يوفقهم ويسدد خطاهم.
كما كان لنا لقاء آخر مع الشيخ الدكتور وفقان خضير من جامعة الكوفة ليتحدث قائلاً:
نشكر الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لتبنيها هكذا مشاريع فكرية تهدف الى ابراز الدور الكبير الذي لعبته الحوزة العلمية من خلال اعلامها الذين نذروا انفسهم لخدمة الدين والمذهب، ونحن نخص في هذا المقام الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره ، إذ يعتبر رائداً للتجديد، لما عمل عليه، ورفد المجتمع من أفكار غُيّبت بسبب الحكومات السابقة.. نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة الدين والمذهب انه سميع مجيب.
فيما تحدث سماحة السيد منير الخباز الأستاذ في الحوزة العلمية في قم المقدسة قائلاً:
إن هذا المؤتمر كغيره من المؤتمرات التي يراد بها أن تستعيد مدينة النجف الاشرف موقعها القيادي والريادي في مجال العلم والمعرفة؛ وذلك بالاعتماد على هكذا مؤتمرات مباركة بالعمل وفق عناصر ثلاثة هي النقد للماضي، والبناء للحاضر، والتخطيط للمستقبل.. فهذه الموجهات اذا اجتمعت كانت كافية لأن تستعيد النجف الاشرف مكانتها.. دعواتنا للقائمين على هذا المؤتمر بالموفقية والنجاح الدائم.
ولنا وقفة مع سماحة السيد محمد رضا الجلالي ليتحدث قائلاً:
الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره شخصية علمية جهادية منتجة وزاخرة بالعلم والمعرفة الرصينة التي بواسطتها نستطيع اليوم اذا ما انتهجناها أن نحصن مجتمعنا، وأن نبني جيلاً متنوراً بالعلم الرصين وفق الأحكام الشرعية التي جاء بها أهل البيت عليهم السلام .. نسأل الله تعالى التوفيق للجميع، وأن يوفق العاملين على هذه المؤتمرات؛ لما فيه الصلاح والخير ان شاء الله.
ومع الدكتورة زينب عبد المهدي من جامعة بغداد والتي بدورها تحدث قائلة:
أتقدم بالشكر والعرفان الى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وأيضا مؤسسة بحر العلوم الخيرية لإتاحة الفرصة للباحثين الاكاديميين بالمشاركة في هكذا مؤتمرات وهي خطوة مباركة من اجل الجمع بين المنهج الحوزوي والأكاديمي خصوصاً وان الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره كان من المتوجهين الى هذا الجانب، وقد لاحظنا المشاركات الفعالة التي ستثري المكتبة المعرفية بجوانب مهمة في اطار البحث العلمي.
أما الدكتور عمار نصار عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحدث قائلاً:
خطوة مباركة وجهود ملحوظة في هذا المؤتمر المبارك الذي يتناول شخصية علمائية كبيرة، كانت له