ثمرة الدفاع المقدس.. الحشد الشعبي
30-12-2018
الشيخ محمود عبد الرضا الصافي
ثمرة الدفاع المقدس..
الحشد الشعبي
إن حياة الشعوب والأمم بأبنائها اذا كانوا ذوي همة وايمان وطاعة وحب وولاء لبلدهم ومقدساتهم، وانهم أحياء ما داموا هكذا.. وان كانوا دون ذلك فحياتهم موت ووجودهم وبال على الأمم والشعوب، وهذا إن دلّ انما يدل على تعلقهم بالأرض التي احتضنتهم وشربوا من مائها وانسجمت جلودهم بغبار ترابها، فأصبحوا جزءاً منها لا يمكن الانسلاخ عنها حتى تدمج دماؤهم بترابها، ويكون خليطا يستخدم لبناء لبنات اوطانهم، فيكونوا سورا منيعا لحمايتها من غزو الغزاة واعتداء الاعداء.
وفي زمن ليس ببعيد، أعيد هذا المجد الخالد للوطنيين الحقيقيين من أبناء وأتباع أهل البيت عليهم السلام وعلمائهم الاعلام في التصدي للغزاة والمعتدين على أرضنا أرض العراق أرض المقدسات والأنبياء عليهم السلام , فكان لهم الدور المبرز في هذه الكرة التي ارادت بالعراق وشعبه ومقدساته بفتنة لا يمكن الخروج منها الا بإذلال العراق وشيعته والقضاء على اتباع اهل البيت عليهم السلام , حيث وصل الامر ان العالم والمجتهد والمرجع ان يتصدى لها بفتواه الجهادية كما اسلافه من قبل في ثورة العشرين انتفاضة الشعب العراقي ضد الانكليز الغزاة.
واما اليوم، فكان للعلماء دور آخر في التصدي لغزو التكفير على العراق الحبيب حيث بادر المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) للأمة في التصدي لهؤلاء بواسطة استنهاض الشعب العراقي وكل صاحب ضمير حي في مواجهة هذا الغزو الوهابي التكفيري اتباع بني صهيون وحلفائها.
وبعد اصدار واعلان الامر الكفائي في فتوى الجهاد ضد هؤلاء من قبل ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة ومن حرم الامام الحسين عليه السلام في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة المباركة كان النفير العام من قبل ابناء هذا الشعب العظيم الذي بيّن للعالم كله انه حي لم يمت، بعد كل ما مر عليه من الأزمات من سطوة حكامه والاعتداء عليه والفتنة الطائفية والتهجير القسري وكل هذا فكان له وجود حي في القتال والمشاركة في ساحات الجهاد المقدس وبأماكن اشتعل فيها فتيل الفتنة والتهجير.
ولكن ابناء الحشد الشعبي لم ينظروا الى هذا الامر، بقدر ما نظروا الى العراق والدفاع عن تربته واهله ومقدساته.
فكانت هذه الفتوى دليلاً واضحاً على أن الشعب العراقي بأطيافه وقومياته ومذاهبه هم كتلة واحدة لا تستطيع اي قوة خارجية تفكيك نسيجه وشتات مكونه، وما دام فيه رجال اشداء من علماء ومقاتلين فكان لهم الدور البارز في انقاذ العراق والعراقيين من هذا الغزو الكافر، فكان وليد هذه الفتوى اناس جاهدوا ولبوا النداء بكل ما أوتوا من قوة فكانوا (الحشد الشعبي) حياهم الله وبياهم ونصرهم على أعدائهم، ورحم الله الشهداء منهم انه نعم لمولى ونعم النصير.