ضمن برنامج (في كل بيت منقذ) العتبة العباسية المقدسة تحتفل بتخرج الدورة الأولى من منتسبي لجنة الكفيل للإسعاف الفوري

30-12-2018
احمد الخالدي
أقامت العتبة العباسية المقدسة حفلاً بهيجاً بمناسبة تخرج الدورة الأولى لمنتسبي لجنة الكفيل للاسعاف الفوري، وضمن برنامج (في كل بيت منقذ) يوم الثلاثاء (13ذو القعدة 1435هـ) الموافق لـ(9 أيلول 2014م) وعلى قاعة الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
وقد بدأ الحفل بتلاوة عطرة في كتاب الله الحكيم، تلاها على مسامع الحاضرين القارئ عمرو العلا الكفائي، وقف بعدها الحاضرون لقراءة سورة الفاتحة، وأهدوا ثوابها الى أرواح شهداء العراق.
ثم جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها الشيخ (علي الأسدي) والتي أكد فيها على ضرورة الحفاظ على حياة الانسان؛ لأن الله تعالى جعل لحياة الانسان حرمة في جميع الاديان.
وأكد الشيخ الأسدي على أهمية تعلم العلوم التي تنفع البشرية، ومنها هذه العلوم التي تهتم باسعاف المصاب، إذ وصفها بأنها ثقافة يحتاجها الجميع, مبيناً:
الله تعالى خلق الإنسان وكرّمه وجعل له عقلاً ينفع به البشرية، وينير له الطريق، فالقرآن الكريم يحثّ على أن يكون الإنسان نافعاً في الحياة، ويجب على كلّ إنسان أن يقف متأمّلاً، ما الذي ينفعنا؟ لأنّ الحياة الدنيا هي دار العمل، وللإنسان أيام معدودات عليه أن يسخّرها لعمل الخير ومساعدة الآخرين، فهذا العمر البسيط إن اغتُنِم في الاتجاه الصحيح من قبل الشخص يُمكن أن يعطيه حياة خالدة طويلة، ومن أهمّ أعمال الخير هي الأعمال التي تُنقذ الإنسان وتحافظ على حياته.
ثم جاءت كلمة الوفد الطبي التي ألقاها الدكتور أسامة كاظم، والتي بيّن فيها:
إنّ دعم مشروع فتية الكفيل الوطني من قبل الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وتبنّي شعبة العلاقات الجامعية له، شجّعنا على أن نطوّر العمل أكثر في هذا المشروع، حيث تمّ بحمد الله تعالى تخريج الدورة الأولى من منتسبي لجنة الكفيل للإسعاف الفوري، ونحن نطمح الى تثقيف أكثر من خلال العتبة المقدسة ومن خلال أبناء المجتمع الذين يفدون الى كربلاء المقدسة للزيارة، ونسأل الله العلي القدير أن يوفّقنا لتقديم ما هو أفضل لمجتمعنا العراقي.
وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين من مدربي الدورة وخريجيها، وكذلك على المتدربين من الاخوة النازحين.
صدى الروضتين حضرت هذا الحفل البهيج، وكان لها بعض الوقفات، فكانت هذه اللقاءات:
الأستاذ (أزهر علي الركابي) مسؤول شعبة العلاقات الجامعية:
بمباركة من الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد الصافي (دام عزه) وبالتعاون مركز الامام الحسين عليه السلام للاسعاف الفوري في النجف الاشرف، تم تشكيل لجنة الكفيل للاسعافات الاولية، وتم ترشيح (12) مقدماً، ليتدربوا من قبل مدربي المركز المذكور على تقديم مهارات الاسعافات الاولية.
وها نحن اليوم نحتفل بتخرج خمسة من هؤلاء المقدمين؛ ليمارسوا دورهم في نشر ثقافة الاسعافات الاولية، خصوصا ونحن نمر بظروف نحتاج فيها لمثل هذه المهارات. وقد وقع الاختيار على مجموعة من المتدربين من الاخوة النازحين الساكنين في مجمع ام البنين عليها السلام التابع للعتبة العباسية المقدسة، وكذلك نحن نحتفل اليوم بهؤلاء الشباب المتدربين لإنهائهم دورة تدريبية في كيفية انعاش القلب الرئوي.
علما أن هناك برامج تخص الاجراءات التي يتخذها المسعف في ارض المعركة، تنضوي تحت برنامج (المسعف الحربي) وسيوضع بعد ايام إن شاء الله برنامج تدريبي بالتنسيق مع اللجنة لغرض تدريب المتطوعين في فرقة العباس القتالية، وكذلك مراكز تدريب المنتسبين على مهارات برنامج المسعف الحربي، فضلا عن تدريب منتسبي العتبة العباسية المقدسة على المهارات العامة للاسعاف الفوري.
الأستاذ المدرب ابراهيم محمد ابو طحين - مركز الحسين عليه السلام الدولي للإسعافات الأولية في النجف الاشرف:
هذه الدورة لتأهيل مقدمي برامج الاسعافات الاولية ومهارات الانقاذ، وقد شملت عدة برامج حاولنا فيها اعداد مقدمين لبرنامج (في كل بيت منقذ) وبرنامج (المسعف الحربي) وهو برنامج الاسعافات الاولية في الحروب، بالاضافة الى برنامج تحريك ونقل المصاب استمرت الدورة لمدة عشرة ايام بواقع (56 – 58) ساعة تدريبية، وفق معايير عالمية. وقد ضمن المشاركون في هذه الدورة تأهلهم ليكونوا مقدمين (مدربين) وفق المعايير الموضوعة والمتفق عليها عالمياً.
وتأتي هذه الدورة ضمن عمل مركز الامام الحسين عليه السلام الدولي للاسعافات الاولية في النجف الاشرف, ومن ضمن المعايير التي وضعناها في مقدمي هذه الدورة، انهم يجب ان يقدموا المهارات التي اكتسبوها على جمهور لم يتعرف سابقا على هذه المهارات. وهؤلاء الذين نحتفل اليوم بتخرجهم مع تخرج المقدمين، هم نخبة ممن وقع الاختيار عليهم؛ لغرض أن يتلقوا التدريب على ايدي مقدمي (في كل بيت منقذ) وهم مجموعة من الشباب من العوائل النازحة الموجودين في مدن الزائرين التابعة للعتبة العباسية المقدسة.
والتدريب ضمن هذه الدورة، شمل مهارات عملية ونظرية، وتقييم عملي، وتقييم لقدرات المدربين، والسيطرة على قاعة التدريب، بالاضافة الى المعلومات العلمية وصحة تطبيق المادة العلمية عمليا. ورغم أن البرنامج المقدم في هذه الدورة برنامج مضغوط، ورغم عدم تفرغ البعض منهم، لكنهم ابدوا اهتماما كبيرا بالدورة، فحضروا وواكبوا الدروس، وكانت لديهم حماسة كبيرة.
وأعتقد أن هذه المهارات تمس حياة الانسان، ومن يتعلم هذه المهارات يستطيع ان ينقذ حياة انسان، قد يكون في البيت او في الشارع او اي مكان آخر، خصوصا ونحن نمر بظرف عصيب، نحتاج فيه الى مثل هذه المهارات، والى مثل هذا النوع من العلم.
أما بالنسبة للمقدمين، فقد اعدوا دورة تدريبية لشريحة مختارة من الشباب، قدموا فيها مهارات كيفية التعامل مع شخص فاقد التنفس او متوقفة عنده عضلة القلب، وهذه الحالات دائما ما تحصل، ولكن نادرا ما تجد من يحسن التصرف ازاءها.
الأستاذ ماهر خالد شعبة العلاقات الجامعية:
نحتفل اليوم بتخرج دورة مقدمي ومدربي دورة (في كل بيت منقذ) التي اقيمت برعاية الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وقد سبق الحفل دورة استمرت لمدة عشرة ايام وبواقع خمس ساعات يوميا على ايدي اساتذة اكفاء في مجال الاسعاف الاولي، حيث تم اختيار مجموعة مؤهلة من شعبة العلاقات الجامعية لغرض تحملهم مسؤولية القيام بمهام لجنة الكفيل للاسعاف الاولي.
واذ نحتفل اليوم بتخرج هذه النخبة من مقدمي برنامج (في كل بيت منقذ)، فأننا فعلاً كنا بحاجة لما تلقيناه من دروس عديدة في دورة اعداد المقدمين، أهمها كيفية انعاش القلب الرئوي للرضع والاطفال والبالغين، فضلاً عن دروس اخرى في الاسعاف الاولي. وما يميز هذه الدورة اننا تعلمنا فيها الاسعاف الاولي في ظروف الحرب، حيث تعلمنا كيفية ايقاف النزيف، واخلاء الجريح، والامور التي تختص بالمعركة، نظرا للظروف الراهنة التي يمر بها البلد.
علما أن المتخرجين من هذه الدورة سيكونون مدربين على الاسعاف الاولي، والاسعاف الاولي الذي يختص بالمعركة، وسيشمل نطاق عمل هؤلاء المدربين ثلاثة محاور رئيسية الأول: منتسبو العتبة المقدسة. الثاني: متطوعو فرقة العباس القتالية. الثالث: النازحون من المناطق الشمالية.
وإذ نحتفل في نفس الوقت بتخرج الدورة الاولى للاسعاف الأولي والتي أقامها هؤلاء المدربون من أعضاء لجنة الكفيل, والتي تتضمن كيفية انعاش القلب الرئوي لمختلف الاعمار. اشتملت الدورة على عدد من المتدربين من اخواننا النازحين من مدن العراق الشمالية للحاجة الماسة لمثل هذه المهارات في الظروف الراهنة.
الأستاذ أزهر زهير داود النواب:
قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَمن أَحياهَا فَكأَنمَا أَحيَا الناسَ جَميعًا) تقيم الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة اليوم حفلها البهيج بمناسبة تخرج الدورة الأولى من مقدمي برنامج (في كل بيت منقذ) حيث يتضمن هذا البرنامج مهارات متعددة للاسعاف الفوري نحتاجها جميعا، وخصوصا ونحن نمر بظروف صحية استثنائية، فلابد لكل شخص أن يتعلم بعض المهارات الاساسية: كإنعاش القلب الرئوي، ومعالجة حالات الاختناق، وغيرها... كذلك هناك برنامج المسعف الحربي. وقد استفدنا كثيرا من المعلومات التي قدمت لنا في هذه الدورة، وسنكون عند حسن ظن مدربينا إن شاء الله، وسنعد في المستقبل القريب دورات لإعداد المدربين على هذه المهارات إن شاء الله.
المتدرب زين العابدين محمد جواد أحد النازحين من مدينة الموصل:
تمت دعوتنا للاشتراك بهذه الدورة من قبل كادر برنامج (في كل بيت منقذ) وبكل فرح لبينا هذه الدعوة، لنكون أحد المتدربين على مهارات الاسعاف الاولي. وقد استفدنا من معلومات هذه الدورة استفادة كبيرة، حيث تعلمنا كيفية انقاذ المحتاجين الى انقاذ، من خلال بعض المهارات في انعاش القلب الرئوي، وايقاف النزيف، وبعض المهارات الأخرى. وانا اعتقد ان مثل هذه الدورات مهمة لكل عراقي، خصوصا والعراق يمر بظروف امنية صعبة، لذا يتوجب على الجميع السعي لتعلم هذه المهارات، فقد تكون سببا في انقاذ حياة الكثيرين.