ندوة ثقافية عن الحرب الناعمة وكيفية مواجهتها
30-12-2018
أحمد الخالدي
قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة
يقيم ندوة ثقافية عن الحرب الناعمة وكيفية مواجهتها
أقام قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ندوة ثقافية عن الحرب الناعمة، وكيفية تحديد ملامحها، وكيفية مواجهتها، وذلك في قاعة القاسم ابن الإمام الحسن عليهما السلام ، تضمنت الندوة محاضرتين: الأولى ألقاها الأستاذ علي البدري من شعبة الطفولة والناشئة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بيّن فيها مفهوم (الحرب الناعمة) من خلال نموذج يبيّن أهدافها وتأثيراتها على المجتمع العراقيّ في تغيير ثوابته الأخلاقية والوطنية من خلال تسطيح الوعي لدى عامّة الناس وإفراغ القيم الأخلاقية من محتواها، وافتعال الصراعات الداخلية وإنشاء مجموعة من المؤسّسات الإعلامية التي تروّج إلى الأفكار الهدّامة داخل المجتمع.
والثانية ألقاها الدكتور زمان الكناني، حيث شدد على أهمية التفريق بين الحرب الناعمة وغيرها من الحروب: كالحرب الاعلامية والحرب النفسية، فهناك تداخل في المصطلحات والمفاهيم ينبغي الالتفات اليها.
ووصف الكناني أن أخطر ما في الحرب الناعمة أنك لا تعلم بوجودها.. كما أوضح أن الدول الاستكبارية تهيمن على العالم باستخدام الحرب الناعمة أكثر من اعتمادها على القوة الصلبة وهي القوة العسكرية.
وقد تطورت ادوات الحرب الناعمة مع تطور التكنولوجيا، حيث صار الانترنيت ومدوناته ومواقع التواصل الاجتماعي من اهم الأشكال ذات التأثير الناعم والتي تحقق مكاسب كبيرة لصالح الحرب الناعمة.
وأكد الكناني أن الحرب الناعمة أكثر ما تستهدف طبقة الشباب؛ لأنهم الشريحة الأكثر تأثراً بالمصطلحات الحديثة.. ثم بين الكناني بعض صور الحرب الناعمة التي تتعرض لها مجتمعاتنا.. وعرض بعض الوسائل الدفاعية التي يمكن من خلالها تقليل تأثير هذه الحرب.
صدى الروضتين كانت حاضرة والتقت بالأستاذ الدكتور زمان الكناني فبين قائلا:
في الحقيقة موضوع الحرب الناعمة موضوع طرأ على الساحة الاجتماعية والسياسية قبل سنوات قليلة، ومؤخرا بدأ يبرز أكثر وهو موضوع حساس وهام جداً، وأهميته مكتسبة من اثره في سلوك المجتمع، وفي مواجهة الحرب الخشنة والصلبة؛ لأنه اذا لم نكن واعين بدرجة كافية بأدوات ووسائل هذه الحرب والتي هي حرب غير محسوسة، ولذلك يجب أن يكون هناك من يستطيع أن يلفت نظرك اليها على عكس الحرب الخشنة (العسكرية) التي هي واضحة المعالم، ولا تحتاج الى التفات، ولذلك كان من المهم أن نعرف ونوضح ونبرّز معالم هذه الحرب والتي هي حرب ناعمة.
ونحن اليوم وسط هجوم كاسح من الحرب الناعمة موجهة الى كل الفئات العمرية من الأطفال والشباب والكبار، ومن كلا الجنسين ومن مواردها وأدواتها التلفزيون والقنوات الفضائية والانترنيت بشكل عام من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، وغيرها من الصفحات، وتهدف هذه الحرب الى تغيير مفاهيم كثير عند الفرد المستهدف وعلى المجتمع المستهدف دون جهد وعناء كبيرين، فإذا تبنى الفرد المفاهيم الدخيلة الموجهة اليه فأنه سيكون مسانداً وداعماً للعدو دون أن يشعر من خلال اقتناعه بما يصدره اليه العدو من أمور تخالف تقاليده ودينه.