برعاية الأمانة للعتبة العباسية لمقدسة أقامت دائرة البيطرة في كربلاء مؤتمرها السنوي
30-12-2018
احمد الحسناوي
برعاية الأمانة للعتبة العباسية لمقدسة
أقامت دائرة البيطرة في كربلاء مؤتمرها السنوي
تعد الأمراض الوبائية من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الانسان داخل البيئة التي يسكن فيها، فهي سريعة الانتقال بواسطة الهواء والماء والاطعمة وغيرها.. لذلك نجد هنالك عدة طرق يضعها المختصون للحيلولة دون انتشار الأوبئة بين افراد المجتمع، من جهة أخرى الاهتمام بالجانب التثقيفي للمواطن من أجل أن يعمل على اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية؛ وذلك من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات التعريفية بهذه الامراض.
ولعل من ابرز ما انتشر من هذه الامراض في السنوات الأخيرة هو وباء انفلونزا الطيور الذي يصنف كأخطر مرض وبائي يمكن أن ينتقل بين الافراد بعدة طرق مختلفة خصوصاً الدواجن والطيور باختلاف أنواعها، مما يستخدمه الانسان في الأكل أو التربية في المنازل.. الأمر الذي أدى الى الاستنفار الكامل من قبل الجهات المختصة في جميع الدول من اجل السيطرة عليه، ومحاولة توفير العلاج وطرق الوقاية منه...
ففي هذا الاطار، شهدت مدينة كربلاء المقدسة إقامة المؤتمر السنوي لدائرة البيطرة وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي تسعى الى احتضان مثل هذه المؤتمرات؛ كونها من الجهات التي تحرص على سلامة المواطن، فقد شهدت قاعة الإمام الحسن عليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسيّة المقدّسة إقامة مؤتمرٍ علميّ حول الآثار الاقتصادية والسلبية لمرض أنفلونزا الطيور، وأُقيم بالتنسيق بين العتبة المقدّسة ودائرة البيطرة في محافظة كربلاء المقدّسة تحت شعار: (الاحتواء والسيطرة على مرض أنفلونزا الطيور حفاظاً على الصحة العامة والاقتصاد الوطني) ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بهدف وضع الخطط الكفيلة للسيطرة على المرض ومنع انتشاره.
استُهِلَّ المؤتمر الذي شهد حضوراً واسعاً من ذوي الاختصاص في الجانب البيطري بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، جاءت بعدها كلمة العتبة العباسيّة المقدّسة التي ألقاها بالنيابة الشيخ عادل الوكيل معاون رئيس قسم الشؤون الدينية، وجاء فيها:
دأبت العتبة العبّاسية المقدّسة على عقد المؤتمرات والندوات التي تخدم هذا البلد العزيز، ومن مظاهرها هذا المؤتمر الذي يُعقد للمرّة الثالثة وسيستمرّ ونتمنّى له كلّ النجاح إن شاء الله تعالى، حيث انطلقت العتبة المقدّسة الى إقامة المشاريع العملاقة في مختلف المجالات ومن هذه المشاريع مشاريع تربية الأغنام ومشاريع الحقول لتأمين أعلاف هذه الأغنام ومراعاة الطرق العلمية الحديثة في الإنتاج الزراعي، وإقامة البيوت المحميّة لإنتاج الخضروات المنتشرة اليوم في الأسواق.
مضيفاً: كما تعلمون العراق بحاجة الى الطاقات الخلّاقة، فالعقول العراقية عقول راقية ومبتكرة، ونحن لدينا صفة الجدّية في التعامل مع الأمور، وإن شاء الله تعالى بجهودكم وعقولكم أيّها الإخوة الأعزّاء سنصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتيّ من خلال إقامة هذه المؤتمرات التي تُعقد في سبيل تأمين الوضع الصحّي للدواجن الموجودة في العراق ولبقيّة الأمور المتعلّقة بالأمن الغذائيّ للعراقيّ.
لتأتي بعدها كلمة وزارة الزراعة التي ألقاها مستشار الوزارة لشؤون الثروة الحيوانية الدكتور حسين علي سعود والتي بيّن فيها:
إنّ وضع الخطط الكفيلة بالسيطرة على الأمراض وتهيئة اللازم لعمل الفرق الفنية المختبرية والفرق الميدانية، يجعل من دوائرنا الفنية تتحوّل من أسلوب العمل التقليدي الذي كان سائداً في السابق والمتمثّل بردّ الفعل عند حدوث المرض الى أسلوب الفعل المباشر بدراسة وبائية المرض، ووضع الخطط لمنع وصوله الى الثروة الحيوانية، ويضعنا في مصافّ الدول المتطوّرة، ويشهد على ذلك التجربة العراقية في السيطرة واستئصال مرض الطاعون البقري والمسارات المتقدّمة التي تتحقّق في السيطرة على الأمراض الأخرى، والنجاحات التي تحقّقها مختبراتنا الوطنية من خلال التطابق العالي لنتائج التحليلات مع المختبرات العالمية، بحيث أصبح لدينا كادرٌ فنّي يشار اليه بالبنان.
نتمنّى من خلال هذا المؤتمر إن شاء الله تعالى تحقيق ما نصبو اليه من خلال الخروج بتوصيات فعّالة تخدم واضعي الخطط بالسيطرة على المرض ومنع انتشاره.
جاءت بعدها كلمةُ مدير عام دائرة البيطرة في محافظة كربلاء الدكتور صلاح عباس التي بيّن فيها:
أيّها الإخوة الأعزّاء، نعقد اليوم هذا المؤتمر لمناقشة إحدى المشاكل العالمية المهمّة التي تهدّد الثروة الحيوانية والبنية الاقتصادية، إضافةً الى تأثيرها على الصحة العامة، فبعد التطوّرات الأخيرة لحدوث البؤر المرضيّة لأنفلونزا الطيور عالي الضراوة، كان لابدّ لنا من وقفة جدية إزاء هذه التطوّرات الوبائية.. وفعلاً.. ما إن علمنا بتسجيل الإصابة بالمرض في الإقليم حتى استنفرت كلّ الجهود في دائرة البيطرة لوضع الخطط الكفيلة لاحتواء المرض والسيطرة عليه، حيث صدرت عدّة أوامر إدارية بتشكيل غرف عمليّات لمتابعة تطوّر المرض ومعالجته..
بعدها أُلقيت سلسلةٌ من المحاضرات التي ناقشت كيفيّة معالجة هذا المرض ومنع انتشاره، خرج بعدها المؤتمرون بجملة من التوصيات ليتمّ في نهاية المؤتمر توزيع الدروع والشهادات التقديرية على المشاركين في المؤتمر.