افتتاح الشباك الجديد لشيخ الأنصار حبيب بن مظاهر الأسدي

30-12-2018
احمد صالح
الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة
تفتتح الشباك الجديد لشيخ الأنصار
حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه

الإمام المعصوم هو وجه الله تعالى ورضاه وخليفته في أرضه، فبمقدار القرب من المعصوم يكون القرب الالهي.. ومن هنا نجد عظمة اصحاب الحسين عليهم السلام الذين قال عليه السلام في حقهم: (أما بعد، فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من اصحابي..). (لواعج الأشجان – السيد محسن الأمين: ج1/ ص116).
لذا، كانت منزلتهم بالقرب من سيد الشهداء بالروح والجسد، حيث دفنوا بالقرب منه ويُذكرون ويُزارون كلما ذكر الحسين عليه السلام ؛ لذلك تعتبر كربلاء من اقدس وأشهر المدن الإسلامية الكبرى، إذ يؤمّها ملايين الزائرين من جميع الأقطار الإسلامية وغيرها لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس C، وباقي الآثار التاريخية فيها.. فإلى جانب هذين المرقدين المقدسين، تحتضن كربلاء عدة مزارات مقدسة وقبور أساطين العلم ومقامات رفيعة الشأن بأسماء الأئمة، لذلك أصبح مرقد سيد الشهداء عليه السلام محل البركات والرحمة الإلهية تنافس الناس وتسابقوا وحرصوا على أن يدفنوا بالقرب منه في الصحن الشريف أو في أحد أروقته المطهرة.
ومن أبرز الذين دفنوا عنده عليه السلام وخلّد ذكره هو الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه ، والذي يعد من الاعلام الشاخصة في ذاكرة التاريخ، بعد أن قدم نفسه لفداء الإسلام ونصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الامام الحسين عليه السلام .
فمن أجل أن تكون المراقد المقدسة ذات شكل وأجواء تتناسب مع اصحابها، عملت العتبة الحسينية المقدسة على تجديد شباك الامام الحسين عليه السلام والذي تم افتتاحه في وقت سابق بشكل مميز، ليشكل لوحة فنية من مادتي الذهب والفضة.
ولم تتوقف الجهود الى هذا الحد، فها هي الكوادر الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة تنتهي من اعمال شباك حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه والذي افتتح بمراسيم أجريت في العتبة الحسينية المطهرة.
استُهِلَّ الحفلُ الذي شهد حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وأمينها العام السيد جعفر الموسوي (دام تأييده) ومجموعة من السادة أعضاء مجلس الإدارة وعدد من المسؤولين بالإضافة الى جمع غفير من الشخصيّات الدينية والثقافية ووسائل الإعلام بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، جاءت بعدها كلمةُ المتولّي الشرعيّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) التي قال فيها:
في هذا اليوم، يُرفع الستار عن الشبّاك الشريف لشيخ الأنصار حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه ، هذا الرجل العظيم الذي بلغ من شدّة ولائه وعمق محبّته وتبعيّته لآل البيت عليهم السلام حيث كان من المقرّبين لأمير المؤمنين عليه السلام ، وخُصّ من بين مجموعة من أصحاب الإمام بعلم المنايا، وكان معروفاً بشدّة طاعته لله تعالى، حتى أنّه كان يختم القرآن الكريم في ليلة واحدة لتتوّج مبادئه بتضحية عظيمة مع الإمام الحسينعليه السلام ، لذلك استحقّ أن يكون له هذا القبر الذي تفرّد له وأصبح يُزارُ على وجه الخصوص، واليوم تشاهدون الشبّاك الشريف بحلّته الجديدة الذي أبدعت فيه أيادي الجهة المشرفة عليه، فلهم منّا كلّ الشكر والتقدير على تلك الجهود المباركة.
لتأتي بعدها كلمةُ مؤسّسة الكوثر، وهي الجهةُ المشرفة على تنفيذ الشبّاك الشريف، وقد ألقاها السيد شكري مسؤول المؤسّسة حيث بيّن فيها:
اليوم ومن جوار مرقد سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام أغتنم هذه الفرصة لأقدّم لكم ما هو المستخدم في إنجاز شبّاك ضريح سيّدي ومولاي حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه ، حيث استطعنا ولله الحمد أن نجمع بين خمس عشرة مجموعة فنية وخطّاطين؛ لكي نُنجز هذا المشروع المبارك في وقته المحدّد، حيث استُخدِمَ في أساس هذا الضريح (12) متراً مكعّباً من الخشب الساج الذي تمّ طلاؤه بمادّة دهنية تجعله يقاوم الظروف والتغيّرات المناخية لثلاثمائة سنة وربّما أكثر، كما استُخدِمَ (822كغم) من الفضّة و(3,5كغم) من الذّهب الخالص، و(500كغم) من النحاس، بالإضافة الى (380كغم) من مادّة السل ستيل في إنجاز الشبّاك.
كما دعونا أشخاصاً لهم خبرةٌ كبيرة لعمل نقوش الورود، كما نُقِشَت عليه عدّة سورٍ قرآنية منها سورة النور والأعلى والعاديات، وكما ترون اليوم ولله الحمد تمكّنّا من إنجاز هذا الشبّاك الشريف بأفضل ما يكون، حيث استغرقت مدّة إنجازه ثلاث سنوات, أمّا بخصوص قياسات الشبّاك الجديد، فهي نفس قياسات الشبّاك القديم باستثناء الارتفاع الذي أصبح أعلى من الشبّاك القديم حيث بلغ ثلاثة أمتار.
وفي ختام الحفل، تمّ توزيع الهدايا والشهادات التقديرية على المشاركين والعاملين في إنجاز هذا المشروع المبارك.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدة لقاءات أولها مع عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي ليتحدث قائلاً:
تم بحمد الله تعالى افتتاح الشباك الجديد لشيخ الأنصار حبيب بن مظاهر الأسدي عوضاً عن الشباك القديم.
وأضاف: تمت صناعة الشباك بدقة وروعة الفن الاسلامي في بناء الشبابيك الخاصة بالأضرحة المقدسة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الجهة المتبرعة وهم اهالي مدينة البرز، وبواسطة مؤسسة الكوثر المساهمة في اعمار العتبات المقدسة.
وأشار إلى أن مدة تصنيعه استغرقت حوالي ثلاث سنوات، أما المدة التي استغرقتها عملية استبداله بعد وصوله الى مدينة كربلاء هي بحدود عشرة أيام فقط.
من جهته، تحدث مدير مشروع صناعة ضريح حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه جمشيد فعلي قائلاً:
نفتخر بتشرفنا بهذا المكان؛ كي نخدم سيدي ومولاي أبا عبد الله الإمام الحسين عليه السلام ، وننصب ضريح الناصر الشيخ حبيب بين مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه وقد تم صناعة هذا الشباك بواسطة الناس المحبين لأهل البيت عليهم السلام من محافظة البرز.
وفي لقاء آخر كان مع المؤرخ الأستاذ سعيد رشيد زميزم ليتحدث قائلاً:
من المعروف بأن الشهيد حبيب بن مظاهر رضوان الله تعالى عليه من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وشارك في معاركه التي خاضها وبقي موالياً لأهل البيت عليهم السلام الى ان توجه الامام الحسين عليه السلام الى كربلاء المقدسة ليلتحق بركبه حيث كان من الأشخاص المقربين من الامام عليه السلام في واقعة الطف، اذ يعد الشخص الثاني بعد العباس عليه السلام ، وتذكر الروايات التاريخية ان الشهيد حبيب رضوان الله تعالى عليه كانت له جولات وصولات بقيت شاهدة الى يومنا الحاضر.
مضيفاً: افردت قبيلة الشهيد قبراً مستقلاً، بعد ان تم استحصال الموافقة من الامام زين العابدين عليه السلام ليتم بعد ذلك تشييد قبر من القصب البردي بعد ذلك بني بمادة الطابوق، ليصبح فيما بعد مشيدا من مادة الخشب.. بعد ذلك استبدل بمادة البرونز، وصولاً الى سبعينيات القرن الماضي، ليوضع الشباك الذي تم استبداله اليوم.
أما لقاؤنا الآخر كان مع المهندس احمد الكعبي من قسم الصيانة الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة ليتحدث قائلاً:
تبنى قسم الصيانة الهندسية عملية وضع التصاميم بالشباك الشريف بالتعاون مع الجهة المتبرعة بهذا العمل، وبعد ان استكملت صناعته تم العمل من قبل كوادر القسم برفع الشباك القديم وتهيئة المكان الخاص به، لتأتي مرحلة نصب الشباك الجديد.