مشاركة فاعلة للعتبة العبّاسية المقدّسة في معرض مسقط الدوليّ للكتاب
30-12-2018
مصطفى الباوي
مشاركة فاعلة للعتبة العبّاسية المقدّسة
في معرض مسقط الدوليّ للكتاب
ضمن سلسلة مشاركاتها الدولية، وللسنة الثانية على التوالي، شاركت العتبةُ العباسيّة المقدّسة في فعاليات معرض مسقط الدوليّ للكتاب بنسخته الحادية والعشرين والذي أقيم في سلطنة عمان. وتأتي هذه المشاركة من أجل توثيق عُرى التعاون الفكريّ مع الباحثين والعلماء وخدمة الحركة الثقافية، وتُعدّ من ضمن خطّة العتبة المقدّسة ومنهاجها للانفتاح على العالم كوسيلة للتعريف بالعتبة العبّاسية المقدّسة ونشاطاتها بصورة عامة، المراكز التي اشتركت في هذه الفعالية ونتاجاتها حقّقت طفرات كبيرة ونوعيّة، وهي كلٌّ من: (مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات – مركز ترميم المخطوطات – مركز تصوير المخطوطات).
الدكتور كريم حسين ناصح مستشار مركز العميد الدوليّ ورئيس الوفد المشارك في معرض مسقط للكتاب بيّن من جانبه:
يُعدُّ هذا المعرض من المعارض الدوليّة المهمّة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي على وجه الخصوص، ويُعتبر ظاهرةً ثقافيةً وفرصةً كبيرة للالتقاء والحوارات الثقافية وتلاقي الأفكار والمبدعين عبر الفعاليات المتنوّعة التي تُقام في المعرض.
مضيفاً: إنّ المشاركة كانت متنوّعة بحسب نتاجات كلّ مركز, فمركز العميد اشترك بباقةٍ متنوّعة من إصداراته من المجلّات المحكّمة (العميد – الباهر)، أمّا مركز ترميم المخطوطات ومركز تصوير المخطوطات فقد اشتركا بعددٍ من النتاجات تمثّلت بالمخطوطات المتنوّعة التي تعود لحُقب زمنيّة مختلفة، فضلاً عن فولدرات تعريفية تخصّ أعمال المركزين والتقنيات المستخدمة فيهما مع عرض مجموعة من الإصدارات الخاصة بقسم الشؤون الفكرية والثقافية.
وعلى هامش مشاركة العتبة العبّاسية المقدّسة في فعاليات معرض مسقط الدوليّ للكتاب، كان هناك حضورٌ لمركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات الى فعاليات المؤتمر الدوليّ الرابع لقسم التربية والدراسات الإنسانية في جامعة نزوى الذي انعقد تحت شعار: (المعلّم: الإعداد والتعلّم مدى الحياة في عالم متغيّر) والمُقام بالتعاون مع الجمعية العلمية لكلّيات التربية في اتّحاد الجامعات العربية.
الحضور كان بناءً على دعوةٍ وجّهت لمركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات، وشهد المؤتمر طرح العديد من البحوث التي تطرّقت للتجارب العربية والعالمية في إعداد المعلّم وتدريبه والتربية العملية وآليات تطويرها وإعداد المعلّم في عصر تقنية المعلومات ومجتمع المعرفة، فضلاً عن دور كليات التربية في ضوء مدرسة المستقبل وتمهين التعليم (ربط إعداد المعلّم بسوق العمل، إجازة مزاولة مهنة التعليم، قواعد السلوك وأخلاقيات مهنة التعليم، المعايير المهنية للتعليم).
كما عقد مركزُ الفراهيديّ للدّراسات العربيّة التابع لجامعة نزوى ندوةً تعريفية حول المخطوطات وطرق صيانتها - مخطوطات مكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة أنموذجاً -، وقد حاضر فيها الأستاذ ليث علي لطفي من مركز ترميم مخطوطات العتبة المقدّسة، وجاءت من أجل تأكيد سبل التعاون المشترك بين المؤسّسات الأكاديمية والثقافية في صيانة المخطوطات وطرق وآليات المحافظة عليها.
الندوة كانت مدعمةً بعرض مرئيّ وتمحورت حول إعطاء لمحة عن صيانة الوثائق الأرشيفية والمخطوطات في العتبة العباسيّة المقدّسة بتسليط الضوء على ما تقتنيه مكتبةُ العتبة المقدّسة من المخطوطات والكتب النادرة وبيان مراحل وآليات صيانتها والأوراق الخاصّة بالترميم، وتقنيات ترميمها والتعرّف على كيفية حفظ وصيانة المخطوطات والكتب النادرة، فضلاً عن التعرّف على الطرق التي يعتمدها مركز ترميم المخطوطات في العتبة المقدّسة عند القيام بعملية علاج وترميم مجموعة المخطوطات والكتب النادرة في المكتبة، كذلك حثّ المحاضرُ ذوي الخبرة والاختصاص على بذل الجهد وتسخير الإمكانيّات في المحافظة على هذا الإرث، وقد عُرضت بعض النماذج لصيانة المخطوطات القديمة وكيفية التعامل معها.
وفي زيارة لها لجناح العتبة العباسية المقدسة أعربت سفيرةُ العراق في سَلْطنة عُمان آمال موسى حسين عن سعادتها البالغة لمشاركة العتبة العباسيّة المقدّسة في فعاليات معرض مسقط الدوليّ للكتاب بدورته الحادية والعشرين المُقامة فعالياته حالياً في العاصمة العُمانية مسقط، مبيّنةً أنّها قد مثّلت العراق في هذا المحفل الدوليّ خير تمثيل وكما يليق بسمعة ومكانة هذا البلد المعطاء من جهة وتمثيل عتبات العراق المقدّسة من جهةٍ أخرى، جاء ذلك خلال الزيارة التي قامت بها السفيرةُ لجناح العتبة المقدّسة في المعرض.
وبعد إجرائها جولةً في أروقة الجناح الذي اشترك فيه كلٌّ من (مركز العميد الدوليّ للدراسات والبحوث ومركز تصوير المخطوطات ومركز صيانة وترميم المخطوطات) واستماعها لشرح مفصّل من قبل القائمين عليه عمّا يحتويه من نتاجات وإصدارات وما أضافته العتبةُ المقدّسة على مشاركاتها السابقة التي كانت مقتصرةً على نتاجات مركز العميد الدوليّ للدراسات والبحوث فحسب.
بيّنت قائلةً: إنّ المشاركة في هذه الفعّاليات الثقافية تُعدّ أحد أهمّ نقاط الاتّصال والتواصل بين العتبة المقدّسة ومؤسّساتها مع نظيراتها في العالم، فضلاً عن أنّها فرصةٌ من أجل التعريف بهذا المكان المقدّس وإيصال رسالةٍ مفادها أنّ هذه الأماكن المقدّسة ليست فقط لأداء مراسيم الزيارة والدعاء وتقديم الخدمات للزائرين والوافدين، وإن كان هذا أمراً مهمّاً فإنّها قد أصبحت اليوم أحد أهمّ مناهل العلم والتعلّم بكافة فروعه الدينية والأكاديمية، وذلك بفضل ما تضمّه من مراكز ومنشآت بحثية.
وفي الختام تمنّت سعادةُ السفيرة أن تتكرّر مثل هذه المشاركة لما لها من أهمية بالغة، هذا وقد وُدِّعت بمثل ما استُقبِلَت به وقُدِّمت لها مجموعةٌ من الهدايا من قبل القائمين على الجناح.
وفي لقاء مع الأستاذ أسامة بدر عضو وفد العتبة المقدسة تحدث فيه قائلاً:
نعتقد بأنّ الثقافة هي غذاء الروح، لذلك عندما نرى أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة تدخل ضمن هذا الإطار فهو لاعتبارها منبراً ثقافياً، ومنار إشعاعٍ فكريّ وثقافي؛ فهي عندما تشترك في هذه المعارض ومنها معرض مسقط الدوليّ للكتاب فهذا غاية ما نطمح اليه من تواصلٍ وتعاون، باعتبار أنّ هذه العتبات المقدّسة هي منار للأجيال، ومحطّة فكر للإنسانية جمعاء.. وهو ما أجمع عليه كلّ من ارتاد وتجوّل في أروقة جناح العتبة العبّاسية المقدّسة المشارك في معرض مسقط الدوليّ للكتاب بدورته الحادية والعشرين... هذا بحسب ما بيّنه عضو وفد العتبة المقدّسة المشارك في هذه الفعالية الأستاذ أسامة بدر.
وأضاف: نحن نسعى الى المشاركة في جميع المهرجانات العلمية والمؤتمرات البحثية والمعارض الدوليّة والإقليمية، لإيصال صوت العتبات المقدّسة أوّلاً، وللاستفادة من الخبرات الأخرى ثانياً، فمن خلال هذه المشاركات، لاحظنا انبهار الزائرين بجناح العتبة المقدّسة، خصوصاً وأنّ البعض كان يتوقّع أنّ المراقد المقدّسة هي أماكن للزيارة والصلاة ليس إلّا، لكنّ ما ضمّه الجناح من نتاجات فكرية وثقافيّة متنوّعة عكست هذه الصورة والتصوّر، كذلك كان للوفد والقائمين على الجناح دورٌ بتقديم شرحٍ وافٍ ليس فقط عمّا يحويه الجناح وحسب، إنّما عن مراحل التطوّر التي مرّت بها العتبة المقدّسة، خصوصاً ما شهدته من توسّعٍ في المشاريع الخدمية والعمرانية في السنوات الأخيرة، بعد عودة الإدارة الشرعية لها سواءً داخل المعرض أو من خلال الزيارات والجولات التي قام بها الوفد لبعض الجامعات والمراكز البحثية.
يُذكر أنّ معرض مسقط الدوليّ للكتاب ظاهرةٌ ثقافيّةٌ وفرصةٌ كبيرة للالتقاء والحوارات الثقافية وتلاقي الأفكار والمبدعين عبر الفعاليات الثقافية المتنوّعة التي تُقام في المعرض، حيث شاركت فيه أكثر من (650) داراً للنشر، من (27) دولة عربية وأجنبية.