الصحن المطهر للشهيد زيد بن علي عليه السلام يشهد احتفالاً بهيجاً بمناسبة انتهاء الدورات الصيفية لتعليم القرآن الكريم
30-12-2018
زين العابدين ألسعيدي
ضمن سلسلة الاحتفالات التي أقامها معهد القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بمناسبة انتهاء الدورات الصيفية في مدينة كربلاء المقدسة وباقي المحافظات العراقية العزيزة, أقيم حفل بهيج في رحاب الصحن المطهر لمقام الشهيد زيد بن علي عليه السلام في محافظة بابل بمناسبة تخرّج إحدى الدورات الصيفية لتعليم القرآن الكريم والفقه والعقائد.
استُهلّ الحفل بتلاوة آيات مباركة من كتاب الله الحكيم بصوت القارئ (مرتضى العباسي)، بعدها أتت كلمة معاون مدير معهد القرآن الكريم الشيخ (ضياء الدين الزبيدي)، والتي أشار من خلالها إلى بعض النقاط، وأهمّها انطلاق معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، حيث انطلقت هذه السفينة المباركة منذ عدة أعوام بمائة وخمسين طالباً، ليصل العدد اليوم إلى ستة آلاف طالب.
وأوضح: إن المعهد يأمل في العام القادم أن يرتفع العدد إلى خمسة عشر ألف طالب، لتتّسع هذه السفينة التي نسميها "سفينة النجاة". وأكد أنّ سفينة النجاة هي سفينة أهل البيت عليهم السلام، وعندما نتكلم عن أهل البيت لابدّ أن نتكلم عن القرآن؛ لأنّ النبيّ J في حديث الثقلين جمع بين الكتاب والعترة معاً، وقال: (... لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
مبيناً: إن معهد القرآن الكريم ملتفت الى هذه النقطة، ولا يريد أن ينفرد بالقرآن بعيداً عن العترة، وإنّما يريد إبقاءهما معاً لينهل من هذا المعين الصافي، والعتبة العباسية المقدسة ممثّلة بمعهد القرآن الكريم بدأت في هذا العام بإيجاد منهج أسمته بـ(مرشد المعلم) والذي جمعت فيه الكتاب والعترة معاً، وإن شاء الله سيتّسع ليشمل القرآن الكريم من بدايته الى نهايته.
وفي نهاية الكلمة تقدم بالشكر والامتنان لكل من شارك في انجاح هذه الدورة الصيفية المباركة التي هيأها وقام بترتيبها والإعداد لها معهد القرآن الكريم من خلال توجيهات المرجعية العليا ممثلة بالأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه).
كما تقدم بالشكر الى الامانة العامة لمزار الشهيد زيد بن علي عليهما السلام وجميع العاملين في هذا المزار المبارك؛ لما قدموه من اجل هذا الحفل المبارك, جاءت بعدها كلمة المشرف على الدورات في محافظة بابل الأستاذ (منتظر سليم)، والتي قال فيها:
رغم الظروف التي يعيشها العراق الحبيب، نرى الأب يحثّ ولده على الالتحاق بالدورات الصيفية ليتعلّم القرآن الكريم، وهذا ليس غريباً على مدينة عرفت بالعلم والعلماء، وهي مدينة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، حيث انطلقنا مع معهد القرآن الكريم من دورة الأُلفة والمودة، وبعد تخرّجها وببركة أبي الفضل العباس عليه السلام ودعم معهد القرآن الكريم توسّعت الدورات لتشمل هذه الأعداد الكبيرة والمباركة. وأيضاً كان للنساء نصيبٌ كبير من الدورات القرآنية، بالإضافة الى إقامة دورات للأخوات النازحات من الموصل الحدباء تختصّ بالقرآن الكريم والمسائل الفقهية، فنقدّم شكرنا وتقديرنا للعتبة العباسية المقدسة ولمعهد القرآن الكريم لإقامة ورعاية مثل هذه الدورات المباركة، وإن شاء الله تعالى وببركة أبي الفضل العباس عليه السلام ستتّسع هذه الدورات في الأعوام القادمة.
ثمّ جاءت بعدها قراءة موشّحات دينية بحقّ المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ومسرحية بعنوان: (يا قائم آل محمد), واختتم الحفل بقراءة آيات من القرآن الكريم وتوزيع عدد من الشهادات التقديرية.
صدى الروضتين التقت مع الأمين العام لمزار (زيد بن علي) فضيلة الشيخ (قاسم الحسناوي), فتحدث قائلا:
نتقدم بجزيل الشكر إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والى معهد القرآن الكريم التابع لها على إقامة هكذا دورات في مدينة كريم أهل البيت عليه السلام, حيث لاحظنا فائدة هذه الدورات بشكل واضح من خلال المعلومات التي اكتسبها هؤلاء الفتية في الفقه والعقائد والأخلاق, فضلا عن حفظ بعض سور القرآن الكريم وتعلم القراءة الصحيحة, وكذلك لمسنا الفائدة من خلال حب الأطفال لهذه الدورة والمواظبة على الحضور فيها.
وفي نهاية حديثي اكرر شكري للقائمين على هذه الدورات والساعين في إنجاحها, ومن خلالهم الشكر موصول إلى إعلام العتبة العباسية المقدسة لحضورهم وتغطيتهم هذه الاحتفالية المباركة.
مسؤول قسم الإعلام في مزار الشهيد (زيد بن علي) الأستاذ (محمد رحيم الشمري) تحدث إلى صدى الروضتين قائلا:
تم تخريج أكثر من ألف طالب خلال هذه الدورة الصيفية، وهذا شيء نفتخر به, ونحن نثمن الجهود الجبارة التي تقدمها العتبة العباسية المقدسة من اجل خدمة الدين الحنيف وتربية هذه الثلة من البراعم وإرشادها إلى الطريق القويم، ووضعها على الجادة الصحيحة التي تؤدي إلى محبة أهل البيت عليهم السلام، حيث إن أهل البيت والقرآن الكريم متلازمان واحدهما مكمل للآخر.