المرجعيّةُ الدينيّة العُليا تذكّر وتعظ أصحابَ القرار بكلمات أمير المؤمنين عليه السلام

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّة العُليا تذكّر وتعظ أصحابَ القرار بكلمات أمير المؤمنين عليه السلام في النّهيِ عن الظلم والتعدّي على الناس..

تناول ممثّلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) أثناء الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (1جمادى الآخرة 1437هـ) الموافق لـ(11آذار 2016م) التي أُقيمت في الصّحن الحسينيّ الشريف بعضاً من كلمات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام التي يتبرّأ فيها من الظّلم والتعدّي على حقوق الناس داعياً أصحاب القرار الى الاستفادة من تلك الدروس المهمّة حيث قال:

في هذه الخطبة، نقرأ وفق دأبنا في الأسابيع الأخيرة بعض كلمات إمامنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أيّام خلافته، وفيها دروس مهمّة لمَنْ هم في مواقع المسؤولية، فمن كلامٍ له عليه السلام يتبرّأ فيه من الظلم والتعدّي على حقوق الناس قوله:
(وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السعدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الأَغلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَن أَلقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعضِ العِبَادِ وَغَاصِباً لِشَي‏ءٍ مِنَ الحُطَامِ وَكَيفَ أَظلِمُ أَحَداً لِنَفسٍ يُسرِعُ إِلَى البِلَى قُفُولُهَا وَيَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا).
ثم وصف عليه السلام كيف تعامل مع أخيه عقيل عندما طلب من بيت المال أزيد من استحقاقه: (وَاللَّهِ لَقَد رَأَيتُ عَقِيلًا وَقَد أَملَقَ حَتى استَمَاحَنِي مِن بُرِّكُم صَاعاً وَرَأَيتُ صِبيَانَهُ شُعثَ الشُّعُورِ غُبرَ الأَلوَانِ مِن فَقرِهِم كَأَنَّمَا سُوِّدَت وُجُوهُهُم بِالعِظلِمِ وَعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَأَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَلَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى).
ثم حكى عليه السلام ما قاله لمن أراد أن يستميله بتقديم هديّة اليه: (وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ فِي وِعَائِهَا وَمَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا فَقُلْتُ أَ صِلَةٌ أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَقَالَ لَا ذَا وَلَا ذَاكَ وَلَكِنَّهَا هَدِيَّةٌ فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ أَ عَنْ دِينِ اللَّهِ أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي أَ مُخْتَبِطٌ أَنْتَ أَمْ ذُو جِنَّةٍ أَمْ تَهْجُرُ وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيٍّ وَلِنَعِيمٍ يَفْنَى وَلَذَّةٍ لَا تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وَقُبْحِ الزَّلَلِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ).
ومن كلامٍ له عليه السلام خاطب به مَنْ أكثروا الثّناء عليه: (لا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ، ولا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ - أي عند أهل الغضب - ولا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ - أي بالمجاملة - ولا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ولا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ فَلا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إلاّ ان يكفيَ الله من نفسي ما هوَ أملكُ به مِنّي فإنّما أنا وانتم عبيدٌ مملوكونَ لِربَّ لا رَبَّ غيرُه – يملكُ مِنَّا ما لا نملكُ من أنفُسِنَا).