وفد من كنائس واشنطن يزور العتبة العباسية المقدسة

30-12-2018
سجاد طالب الحلو
وفد من كنائس واشنطن
يزور العتبة العباسية المقدسة
ويلتقي بالمتولي الشرعي
سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)
منار يشع في ربوع المعمورة، يحمل في جنباته عطر الأرض التي باركها الله (جل وعلا) بالأجساد الطاهرة من أهل بيت النبوة عليهم السلام ، لتتنسم على قلوب البشر كافة، فتشعرهم بقضية السماء الخالدة (القضية الحسينية)، ليسيروا بعدها قاطعين المسافات الشاسعة من أجل الوصول الى تلك البقة المباركة، وتذكر تاريخها العريق, فنجد أديانهم واعتقاداتهم مختلفة، وبلدانهم توزعت بين شرق الكرة الارضية وغربها.
وكان لواشنطن نصيب من زيارة الأرض المباركة، وهذه المرة من قبل شخصيات دينية مسيحية مهمة في العاصمة المذكورة، لزيارة أبي الأحرار وأخيه قمر العشيرة عليهما السلام ، ضمّ الوفد مجموعةً من الأساقفة الكاثوليك والأنجيلكان على رأسهم الكاردينال ثيودور ماك كاريك كاردينال الروم الكاثوليك ورئيس الأساقفة الخامس، ووليام كريف ميلر وهو سفيرٌ أمريكيّ لدى أوكرانيا، والمطران جون برايسون شين من الكنيسة الأنجيلكانية، وأسقف واشنطن والكاتدرائية الوطنيّ.
ومن ثم استقبلهم سماحة المتولي السيد احمد الصافي (دام عزه) ورحب بهم في العتبة العباسية المقدسة، وبدأ حديثه معهم بحديث أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول:
(الناس صنفان إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، فالحقّان محفوظان حقّ الأخوّة وحق الدين، ونحن نمتثل بهذه المقولة، وجعلناها دستوراً لنا ومنهجاً لعلاقتنا مع إخوتنا من الطوائف الأخرى، ومنهم المسيحيون.. كما أشار سماحته إلى أهمية التعايش السلمي الذي تؤكد عليه المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف.
بعدها تحدث الكاردينال ثيودور ماك كاريك من الكنيسة الكاثوليكية في واشنطن عن كرم الضيافة، وأبدى اندهاشه لمساعدة الناس له بصورة كبيرة؛ كونه كبير السن, وذكر بأنه كتب في ذكريات متحف ابي الفضل العباس عليه السلام بأن هذا المكان يشع طاقة عظيمة، ويعطي للبشرية حيوية وقوة كبيرة.
مضيفاً: قبل كلّ شيء أودّ أن أعبّر عن امتناننا لإتاحة الفرصة لنا لزيارة هذا المكان المقدّس، وأنا أؤكّد بأنّ سماحة السيد السيستاني محترمٌ ومحبوبٌ ومكانته عالية جدّاً ليس فقط في المجتمع أو في العراق، وإنّما في الكنيسة، ومن قبل قداسة البابا خاصّة.
موضّحاً: غمرتنا فرحةٌ كبيرة وانتابنا شعورٌ روحانيّ ونحن نتشرّف بزيارة هذا المكان المقدّس من جهة، ومن جهة أخرى لقاء أناس مقرّبين من السيد السيستاني، ونتمنّى منكم إيصال سلامنا الحارّ له، وأمنياتنا الطيّبة بدوام السلامة والعافية، وحقيقةً كنّا نتمنّى لقاءه في هذه الزيارة، لكنّنا نتفهّم مدى انشغاله بأمور البلد، وإنّنا نقدّر ونحترم كثيراً جهوده الجبّارة، وما يبذله من دور قياديّ كبير ومؤثّر.
مشيراً: مسيحيّو العراق بجميع طوائفهم خلال لقائنا معهم بيّنوا أنّ لديهم أملاً كبيراً ومعقوداً بشخصيّة عظيمة، وهي شخصيّة السيد السيستاني والطيّبين في هذا البلد بالرغم ممّا ألمّ بهم من مشاكل ومواجع، ونحن متفهّمون دوره الأبويّ للعراق بمختلف طوائفه ومدى تألّمه لما يحصل ويجري على العراقيّين، ومن ضمنهم المسيحيون.
ليتحدث بعده المطران جون برايسون شين من الكنيسة الأنجليكانية:
في هذا اليوم نزوركم سوية ونحن نمر بأيام الصيام المسيحي، ونتذكر أيام الجيوش الكبيرة، عندما جاء نبي الله عيسى عليه السلام وتوقع الناس بانه سيكون قائداً عسكرياً يحارب اليهود, لكنه لم يستعمل العنف والقوة وانما جاء من أجل إنقاذ البشرية.
ونحن هنا في هذا المكان المقدس ليس لتذكر حقيقة وجود الموت فقط، وإنما وجود قيم الناس العظماء, وأنا في العادة اكون يوم الجمعة في الكنيسة، أما هذه الجمعة فأنا معكم وهذا شيء جميل.
بينما تحدث السفير الامريكي السابق مستر ملر فقال:
هذا المكان العظيم يحمل ملحمة كبيرة خالدة، والتي استقرت في قلوب واذهان الناس بشكل كبير، وهو شيء رائع وجميل بأن يكون للإنسان اعتقاد متين، وأنا أثمن اعتقادكم الكبير بهذه الشخصيات العظيمة، واكن لكم الاحترام, ونحن نتعاطف مع الضحايا الذين يسقطون في العراق, ونأسف لهم متمنين وقوف نزف الدم في العراق.
وختم السيد احمد الصافي (دام عزه) لقاءه معهم بثلاث نقاط قال فيها:
عندما توفي البابا (يوحنا) أنا حملت رسالة خطية وهي تعزية من سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) سلمتها الى سفارة الفاتيكان في العاصمة بغداد, والشي الآخر أود أن اخبركم بأننا نتعاطف مع كل الطوائف في العراق ونشعر أن المسيحيين تضرروا كثيرا في الموصل، وتفجرت بعض كنائسهم، لاسيما في بغداد (كنيسة النجاة)، ولا زلنا نبدي تعاطفنا مع جميع الضحايا, ونتمنى أن يتحسن وضع العراق، فمن خلال موقعكم في العالم نأمل أن يكون لكم تأثير كبير على ساسة العالم، فهم جزء مما يحدث الآن في وطننا الحبيب.
والنقطة الأخيرة، أحب أن اذكر كلمة لعله لم يتطرق لها الاعلام, في زمن النظام البائد قبل عام 2003م تهجر الكثير من ابناء العراق الى اوربا وامريكا واستراليا ودول مختلفة وعندما يذهبون الى هناك بعنوان لاجئ (انساني, سياسي) وبعضهم كانوا يرجعون بمسائلهم الى سماحة المرجع السيد علي السيستاني (دام ظله) فنظام تلك الدول كان لا يسمح لهم بالعمل, فسألوا السيد السيستاني (دام ظله): (هل يجوز لنا العمل وتحصيل الاموال من دون علم الدولة؟), وقد رفض السيد واكد على ضرورة احترام وتطبيق قوانين الدول, فنحن من العراق وبالتحديد في النجف الأشرف نحافظ على أنظمة تلك الدول، حيث لابد أن تحترم القوانين, وبعد الاحتلال للأسف لم يحترم المحتل أنظمة البلد، وساعد في تلف اموال هائلة من العراق، وهذا فارق كبير, ومراعاة الناس هو امتداد للمواقف التي كانت لأهل بيت الرحمة عليهم السلام .
وفي نهاية اللقاء قدم سماحته بعض الهدايا التذكارية لهم.