مشروع تسقيف الصحن العباسي الشريف
عمل مستمر في مراحله النهائية
تطورات سريعة يشهدها العالم في مختلف مجالات الحياة المدنية، وهي نتيجة طبيعية لما أحدثته الثورة العلمية والصناعية التي اجتاحت العالم، بعد الاكتشافات والابتكارات التي توصل إليها العقل البشري، لإعمار الأرض وخدمة الإنسانية، وذلك بوضع النظريات المدروسة، وتقديم التجارب العملية لها، وتطبيقها على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق بمجال فن العمارة والتصاميم الهندسية التي عجّ بها العالم، فكثير من البلدان أخذت تتسابق في ما بينها من أجل إبراز نتاجها في هذا المجال، وخير مثال على ذلك هي الأبراج الزجاجية التي أخذت تعانق السماء، والأمثلة كثيرة بخصوص هذا الميدان الواسع.
ومن أجل الاستفادة من هذا التطور، سعَت الدول إلى تناقل الأفكار فيما بينها، ولاشك أن ما شهدته العتبة العباسية المقدسة من تطور في مجال الإعمار، يقف له التأريخ إجلالاً، فضلاً عن الجانب الروحي المُستوحى من هذه الرقعة المقدسة؛ كونها جنة الخالق في الأرض، وكعبة يقصدها الموالون، لينهلوا من بركاتها تقرّباً إلى مرضاة الله تعالى، فقد دأبت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وبجهود مضاعفة من أجل أن تكون مشاريعها كافة تصبّ في خدمة زائري هذه البقاع الطاهرة، ولغرض إيواء الجموع المليونية، عملت الأمانة العامة بواسطة كوادرها الهندسية على توسيع وتسقيف صحن المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، لتوفير مساحة كافية من أجل استيعاب الأعداد المليونية، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة من المشروع، وهي في طور تركيب المرايا الخاصة بالسقف...
صدى الروضتين تابعت المراحل المنجزة من المشروع، والتقت بالمهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، ليتحدث عن أهم مراحل هذا المشروع قائلاً:
يشهد مشروع تسقيف صحن أبي الفضل العباس عليه السلام المراحل الأخيرة من اعمال إنشائه، والذي يعتبر حرماً إضافياً للحرم الطاهر، إذ يشهد المشروع اعمال اللمسات النهائية له بعد أن تم انجاز المشروع بمراحله الأولى والمتمثلة بأعمال الهيكل الحديدي الخاص بالمشروع، بعدها تغليف هذا الهيكل بواسطة مادة (السندويج بنل) لتكون المراحل اللاحقة هي اعمال التغليف من الداخل بمادة (الفايبر كلاس) وأيضا اعمال النقوش والمرايا الخاصة بالديكور النهائي للمشروع.
وأضاف: شمل المشروع أيضاً تركيب القباب وتغليفها بالكاشي الكربلائي، وقد استكملت جميع مراحل مشروع تسقيف صحن أبي الفضل العباس عليه السلام والتي استخدمت فيها مواد أولية ذات جودة عالية تعتبر الأولى من نوعها في انشاء هكذا مشاريع داخل العراق والتي تمتاز بالخفة نظراً لنوعية المشروع، اذ الغاية من استخدامها هو لتخفيف الوزن ليكون أكثر أماناً.
مبيناً: تم انجاز الجزء الأكبر من المشروع لكل المراحل الخاصة به، ولم يتبق الا القليل من الاعمال الخاصة بتركيب المرايا التي تغطي النقوش المصنوعة من مادة الفايبر كلاس التي تم تركيبها على الهيكل الحديدي للمشروع من جهة الداخل، ويتواصل العمل الآن في تركيب مرايا السقف في جهة الطارمة الامامية لحرم المولى ابي الفضل العباس عليه السلام .
والحقيقة أن المشروع يشهد تقدماً في العمل بشكل مستمر إلا في بعض التوقفات التي تعتبر أمراً طبيعياً نتيجة توافد الجموع المليونية خلال أيام الزيارات التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة، وهذا الأمر قد وضع في الحسبان من خلال السقف الزمني للمشروع.
وتابع الصائغ قائلاً: إن فترة انجاز المشروع قياساً بالأعمال الواضحة للعيان هي فترة قياسية جداً نتيجة التوقفات التي تحدث في المشروع والذي يشهد فترة ثلاثة اشهر توقف في كل سنة، منذ أن تم المباشرة بالمشروع قبل ثلاث سنوات.
وإضافة الى الاعمال التي ذكرت آنفاً، هنالك أعمال أخرى ملحقة بالمشروع وهي اعمال الانارة والامدادات الكهربائية وعملية تنسيقها وربطها بشكل محكم، بحيث يتم انارة المكان بالكامل فضلاً عن ذلك فأن هنالك أعمالاً أخرى تمثلت بمراحل نصب الدكتات الخاصة بالتبريد المركزي الموجود على الصحن الشريف وهي تعتبر من ضمن مراحل انجاز المشروع، إذ تم الانتهاء منها في فترة مبكرة لتوفير الاجواء المناسبة للزائرين الكرام اثناء تأدية الزيارة، خصوصاً في فصل الصيف مع ما نشهده من ارتفاع في درجات الحرارة.
هذا بالإضافة الى أن المشروع تم تغليف سطحه بمواد عازلة، وأيضاً استخدام كل ما هو متطور لأجل أن يكون هذا المشروع متكاملاً من جميع جوانبه.
يذكر أن قسم المشاريع في العتبة العباسية المقدسة قد انجز العديد من المشاريع الحيوية التي كانت لها بصمة واضحة في تقديم الخدمة للزائرين الكرام وهو ما تسعى اليه إدارة العتبة المقدسة من اجل توفير أجواء مناسبة تليق ومكانة هذه البقعة المطهرة.