الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تفتتح مركز الإمام الحسين التخصصي للصم

30-12-2018
احمد الحسناوي
الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة
تفتتح مركز الإمام الحسين عليه السلام التخصصي للصم
افتتحت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة مركز الإمام الحسين عليه السلام التخصصي للصم في كربلاء، حيث يهدف المركز إلى إنشاء قاعدة بيانات تضم جميع المعلومات التي تخص شريحة الصم في العراق، وتقديم الرعاية اللازمة لهم. وكانت العتبة الحسينية المقدسة قد أقامت العديد من الدورات والبرامج لشريحة الصم بلغة الإشارة، فيما أعلنت العام الماضي عن بدئها بتأليف القاموس الإشاري الديني بإشراف خبراء مختصين.
وخلال كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح، أكد ممثل المرجعية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه) على ضرورة الاهتمام بشريحة الصم في العراق، وتوفير الرعاية اللازمة لهم.. ورأى الكربلائي أن شريحة الصم في العراق تعاني الإهمال ما جعلها عرضة للخطر وللاستغلال من قبل التنظيمات الإرهابية، إذ تعمل الجماعات التكفيرية المتشددة على تجنيد المئات من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة ضمن صفوفها للقيام بعمليات انتحارية ضد القوات الأمنية والمدنيين..! وقال سماحته: إن الجهات الإرهابية تستغل حتى هذه الشريحة لتنفيذ أجندتها الإرهابية في مجالات العنف المختلفة..
وأضاف: ينبغي أن نهتم بهذه الشريحة لسد الأبواب أمام الإرهابيين؛ ولكي لا تكون هدفاً سهلاً لتلك الجماعات التكفيرية.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت لقاء مع الأستاذ حيدر السلامي رئيس قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة، ليتحدث عن طبيعة عمل هذا المركز قائلاً:
برعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تم افتتاح مركز الامام الحسين عليه السلام التخصصي للصم، وهو أحد تشكيلات قسم الاعلام في العتبة المقدسة، حيث تعول من خلال هذا المركز رعاية هذه الشريحة الكبيرة الموجودة داخل المجتمع، وهي من الفئات التي عانت ومازالت تعاني من الإهمال وعدم الرعاية وتوفير متطلباتها من أجل اتاحة الفرصة أمامها لأخذ دورها داخل المجتمع. إننا نعمل جاهدين من خلال هذا المركز على دمج هذه الشريحة المظلومة مع المجتمع، خصوصاً أنها عانت طيلة الحقب التاريخية من الحكومات المتعاقبة وعدم الاهتمام بها، ونحن من خلال هذا المركز، وضمن خططه، سنعمل لرفع المستوى الثقافي والديني لهذه الشريحة، فضلاً عن الجوانب الأخرى التي تحتاجها هذه الفئة المهمة.
وفي لقاء آخر كان مع مدير مركز الإمام الحسين التخصصي للصم والخبير بلغة الإشارة الأستاذ باسم العطواني ليتحدث قائلاً:
يعد افتتاح المركز عيداً وطنياً لشريحة الصم المهمشة في العراق.. لقد وجد الأصم العراقي اليوم الحضن الدافئ والملاذ الأمن والاهتمام والرعاية الأبوية من قبل العتبة المقدسة، بعد أن كان يعاني التهميش والظلم، ويأمل القائمون على المركز إنجاز قاموس خاص بلغة الإشارة، والذي يعتبر الأول من نوعه في العراق.
وأضاف أيضاً: إن المركز ليس لديه إحصائية كاملة عن عدد الصم في العراق، ولكن هنالك إحصائية تعتبر تخمينية لأعدادهم، والتي تشير الى أن عدد هذه الشريحة حوالي أكثر من ألف شخص، والمركز قد تبنى مشروع القاموس الاشاري والذي يعد الركيزة الأساسية لهذه الشريحة التي عانت ما عانته من تهميش وظلم وقع عليها.. أما اليوم فأن العمل يسير باتجاه انتشال هذه الفئة المهمة ورفع مستواها المعرفي من خلال مركز الامام الحسين عليه السلام لشريحة الصم.
مبيناً: إن الهدف الآخر بعد عمل القاموس الاشاري هو تأهيل مدربين يتم تخريجهم من هذه الشريحة بعد أن يتم تأهيلهم ليتصدوا الى مهمة تقديم الخدمة لكثير من الأشخاص داخل إطار هذه الشريحة، وكل هذا العمل من أجل تقريب شريحة الصم من المجتمع؛ ليشاركوا في أنشطته في مختلف الجوانب.. ولا تقتصر هذه الجوانب على اتجاه واحد، بل في اتجاهات متنوعة منها: الثقافية والدينية، فضلاً عن التعايش الأسري.. نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة هذه الشريحة المهمة.