العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية تستمران بقافلة العطاء والجود لعوائل الشهداء

30-12-2018
طارق الغانمي
بإيعاز من المرجعية الدينية العليا
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية
تستمران بقافلة العطاء والجود
نحو عوائل شهداء الحشد المقدس
للأمم مقاييس واضحة في إبراز مدى تعلقها بالدفاع عن أوطانها، وإصرارها على الحياة الحرة الكريمة، ويأتي على رأس تلك المقاييس مقدار التضحيات التي قدمها أبناؤها البررة من أجل الأرض والمقدسات، وضحوا بدمائهم في ساحات القتال من أجل الانعام بالحرية والأمان والكرامة والحفاظ على الممتلكات، والوحدة لكافة المكونات. ولرد الجميل لهذه الدماء الطاهرة ولو بشيء يسير؛ قامت العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية، وبالتعاون مع مؤسسة الإمام السجاد عليه السلام الخيرية، وضمن منهاجهما المتواصل؛ بتكريم وجبة جديدة من عوائل ذوي شهداء الحشد الشعبي المقدس من محافظة بغداد الحبيبة.
وقد أقيم الحفل الذي شهد تكريم أكثر من (150) عائلة شهيد على القاعة المركزية لنصب الشهيد، بحضور واسع لشخصيات دينية وسياسية، وممثلين عن فصائل المقاومة في الحشد الشعبي، والمؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني. الحفل استهل بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ فلاح زنكنة، ثم استمع الحاضرون بعدها إلى النشيد الوطني، وأنشودتي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية: (نداء العقيدة، وأنشودة الإباء).
لتعقبهما كلمة العتبتين المقدستين التي ألقاها فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه)، مبيناً فيها:
كل يعلم بالآهات والآلام التي مرت علينا منذ عشرات السنين، والعدو مهما اختلف شكله هو عدو واحد يستهدف العراق من أقصاه إلى أقصاه، إلى أن وصلت الأمور إلى حد أذن الله تبارك وتعالى على لسان عبد من عبيده أن أطلق تلك الفتوى المقدسة العظيمة التي غيرت مجرى تاريخ العراق، وبسبب تلك الفتوى من جهة وبسبب من يمتثل للفتوى، فلا قيمة للفتوى إذا لم يكن لها رجال يتلقونها ويسمعونها، وإذا لم يكن هناك شعب أصيل قد تربى على مفاهيم النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام ليتفاعل مع تلك الفتوى المقدسة، فبهذين العنصرين العظيمين نقول: انتصرنا - إن شاء الله - وأول من أذن بذلك النصر هي دماء الشهداء.
مضيفاً: الكلمة ليست لنا وإنما للعوائل الكريمة، لآباء وأمهات الشهداء وتلك البيوت الطاهرة التي أنجبت مثل هؤلاء الشباب بتلك الروح الفدائية والإقدام والمروءة والغيرة، الذين بذلوا ما أوزعهم الله تبارك وتعالى بحفظه وصيانته في سبيل الله تعالى، منذ سنة يتجول إخوانكم خدمة أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام في كل مدن العراق، ولكن لا يستطيعون أن يستوعبوا ويصلوا إلى بيت كل عائلة شهيد، ولو أنه يحصل ذلك فالشهداء وعوائلهم هم أصحاب الفضل، وهذه الهدية المتواضعة مادياً والكبيرة معنوياً تأتيكم من جنة كربلاء من حرم سيد الشهداء وقمر العشيرة عليهما السلام ، والحمد لله تواصلنا حتى الآن مع (90%) تقريباً من عوائل الشهداء في كافة أنحاء العراق.
بعدها تم عرض فلم وثائقي جسد بطولات أبناء القوات الأمنية والحشد الشعبي في المعارك التي يخوضونها مع قوى الشر والضلال، وقصائد شعرية تغنت بهذه البطولات القتها الطفلة الموهوبة نوره فؤاد الطائي، ثم قام بعد ذلك الشيخ ماجد السلطاني من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة ببيان وتوضيح آلية توزيع الهدايا من قبل العتبتين المقدستين لعوائل الشهداء، ليختتم الحفل بقصيدة حماسية لشاعر الحشد الشعبي علي الفرطوسي، وتوزيع الهدايا المالية والعينية على العوائل الكريمة.
السيد فاضل الحسيني رئيس مؤسسة الإمام السجاد عليه السلام الخيرية:
يعجز اللسان وتقصر العبارات وتشح المعاني أمام من كتب بالدماء حقيقة الولاء وقصة الإباء، وقد يحتاج المرء إلى عمر بأكمله حتى يبلغ مجدهم، ولعله لا يبلغ المرام، فالكلمة لها أفق محدود قد لا ترقى لمستوى أن تحاكي مقام الجهاد والشهادة، لذا وفقنا الله (عز وجل) في هذا اليوم بخدمة عوائل الشهداء في محافظة بغداد العزيزة، وهذا شيء قليل نقدمه باتجاه هذه العوائل المجاهدة، وإن شاء الله تعالى سنستمر في كل المدن العراقية إلى أن يتم تحرير كل أرض العراق من أيدي الدواعش المجرمين.
الحاج فاضل عوز عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة:
بناءً على توجيهات المرجعية الدينية العليا بتواصل مع عوائل الشهداء، حيث هناك برنامج معد من قبل العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بالتواصل مع مختلف المحافظات العراقية، واليوم تشرفنا بزيارة عوائل شهداء محافظة بغداد، وتم تكريم أكثر من (150) عائلة شهيد.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم برحمته الواسعة وفسيح جناته، ويعطي ذويهم الصبر والسلوان.
الحاج قاسم العواد معاون رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة:
نقف جميعاً وقفة إجلال وإكبار لأمهات الشهداء اللواتي قدمن فلذات أكبادهن لأجل عزة وكرامة هذا الوطن الغالي، ولن ننسى موقف تلك الأم التي قدمت ابنها الشهيد دفاعاً عن الوطن عندما قالت الابن غالٍ لكنّ الوطن أغلى من الابن، فهذا الشعب رائع برجاله، ونسائه، وأبنائه الذين يتدافعون ليبذلوا أغلى ما عندهم من أجل الوطن.
فهذا التكريم قليل بحقهم إزاء قطرة واحدة من دمائهم الطاهرة، وكان لنا الشرف بالتواجد في محافظة بغداد العزيزة وتكريم عوائل شهدائها الأبطال، وهي حالة تشعرك بمزيد من السرور والفخر الممزوج بالحزن الكبير على فقد إخوة أعزاء لنا.. لذا نسأل الله (عز وجل) أن يرحم شهداء العراق ويسكنهم فسيح جناته وأن يمنّ على جرحانا بالشفاء والعافية.
الأستاذ السيد علي ماميثة من قسم السادة الخدم في العتبة العباسية المقدسة:
لا شك أن للوطن قدسية خاصة، وعندما يدرك كل منا تلك المسألة بذهنية نقية وعقلية متقدة بالتأكيد سنكون في وضع أفضل مما نحن عليه اليوم، لذا تعني الشهادة في هذا الإطار وفي سبيل الأهداف السامية مناجاة دم الشهيد وقيمة وطنية ينشد فيها حب الوطن التي صاغ الحنين والشوق والرقة كلماتها، ويمتزج فيها الإحساس العميق والحب الصادق، وتتواصل فيها تنهدات العاشق وتتلاحق أنفاس اللهفة فيها.
وعليه في هذا اليوم المبارك تشرفنا بخدمة عوائل شهداء الحشد الشعبي والقوات الأمنية وحسب توجيهات المرجعية الدينية العليا، وهذا يزيدنا فخراً وعزاً ونحن نلامس هذه الأيادي الطاهرة والمجاهدة في سبيل الدين والأرض والمقدسات.
الأستاذ معين الكاظمي عضو مجلس محافظة بغداد:
نثمن الجهود الرائعة لخدام العتبات المقدسة على هذه المبادرة الإنسانية بالتواصل مع عوائل الشهداء في كافة مدن العراق، ولا بد من أن يكون هناك همة كبيرة من كل المؤسسات الحكومية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني بالالتفات إلى هذه العوائل المجاهدة التي ضحت بأبنائها، فلولا دماء الشهداء لما كانت هناك حياة إلى الآن.
وقد تم تأسيس مؤسسة تضامن مع عوائل الشهداء في داخل هيئة الحشد الشعبي تهتم بحث المؤمنين برعاية عوائل الشهداء والجرحى، ويكون هذا وفاء بسيطاً لشهدائنا الذين قدموا كل ما تجود به أيديهم وأنفسهم من أجل الشعب العراقي وهذا الوطن.
والد الشهيد حسن وناس الخرساني الذي استشهد في قاطع بيجي:
نحن بدرجة عالية من الفخر بهذه الشهادة الذي قدمها ابننا البار من أجل الدين والوطن، ونحن على أهْبة الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات.. لذا نشكر العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية على هذه الالتفاتة الوطنية والخيرية لهذه العوائل المضحية.
أم الشهيد حيدر علاوي عاصي الذي استشهد في قاطع الاسحاقي:
أشكر الله سبحانه وتعالى كثيراً على هذه المكانة التي جعلنا فيها من ذوي الشهداء على ما قدمناه من فلذات أكبادنا في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدسات، نحن نفتخر بأبنائنا الذين لبوا نداء مرجعيتهم المباركة، لذا نسأل الله تعالى أن يتقبل منا هذا، ويجعله شفيعاً لنا في الآخرة.
والد شهيد عبد الجليل فالح عبد الحسين الكعبي الذي استشهد في قاطع بيجي:
نشكر العتبات المقدسة على مبادرة التواصل مع عوائل الشهداء، وهذا ليس بغريب عليهم فهم دائماً يسعون إلى فعل الخير، وتنفيذ أوامر المرجعية الدينية المباركة التي تؤكد من خلال خطب الجمعة المباركة على حسن الاهتمام بعوائل الشهداء وذويهم، فنحن نشكرهم كثيراً، وإن شاء الله تعالى يسجل في ميزان أعمالهم في الآخرة.