ضمن البرامج المستمرة لتكريم شهداء الحشد الشعبي

30-12-2018
احمد الخالدي
ضمن البرامج المستمرة لتكريم شهداء الحشد الشعبي
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية
تكرمان مجموعة جديدة
من عوائل الشهداء في محافظة ميسان
تزامناً مع ذكرى استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وضمن البرامج المستمرة للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بتكريم عوائل شهداء الحشد الشعبي، زار وفد من العتبتين المقدستين مدينة العمارة لتكريم ذوي الشهداء ودعمهم معنوياً، وتقديم الهدايا العينية لهم خلال حفل تكريم حضره محافظ ميسان، وعدد من المسؤولين الحكوميين، ومعتمد المرجعية الدينية في محافظة ميسان، وعدد من السادة والمشايخ والفضلاء وجمع غفير من عوائل الشهداء وممثلي القنوات الاعلامية وتضمن الحفل عدة فقرات بدأت بتلاوة عطرة في كتاب الله العزيز تلاها على مسامع الحاضرين القارئ حيدر الخزاعي، ثم وقف الحاضرون للاستماع الى النشيد الوطني العراقي ولقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء العراق، تلتها كلمة الأمانتين العامتين الحسينية والعباسية تفضل بإلقائها فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي (دامت توفيقاته) والتي جاء فيها:
يسرنا في هذا اليوم وفي الزيارة الثالثة لهذه المحافظة المعطاء الكريمة والتي وصل بها حد الكرم انها تنافس المحافظات الاخرى في اعداد القوافل الكبيرة من الشهداء السعداء، وذلك بفضل التربية العلوية الحسينية الكريمة, تلك العوائل التي جادت بفلذات اكبادها ولا زالت تعطي انسجاماً وتفاعلاً مع الفتوى المقدسة لسماحة لمرجع الأعلى للطائفة السيد علي السيستاني (أعلى الله مقامه) وحفظ علماءنا العاملين جميعاً.
هذه الزيارة الثالثة والتي نحاول وبجهد متواضع مع شعور بالتقصير أن نشارك وأن نتفاعل مع تلك العوائل الكريمة بأن نشعرها بأنها في وجداننا اضافة للدعاء لها والتواصل معها بالزيارات, وحاولنا أن نقدم شيئاً ملموساً يمكن الشعور به لتكون العتبات المقدسة أسوة لكافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني كي تحذو حذو هذه المبادرات.
وأثنى فضيلة الشيخ الكربلائي على رجال هذه المدينة المعطاء الذين ضحوا بأنفسهم فأثبتوا أنهم موالون بصدق لأهل البيت عليهم السلام ، وذكر فضيلته تلك الفترة التي تخلف فيها عن أمير المؤمنين عليه السلام معاصروه متعذرين بالحر والبرد.
وذكر أن هذه المواقف والأفعال والتضحيات من رجال الحشد الشعبي تفرح قلب امير المؤمنين عليه السلام ، ثم ذكر المواقف المشرفة لعوائل الشهداء في هذه الفترة او في الفترات التي سبقتها استجابة لأمر الله تعالى ولنبيه وللمرجعية الدينية العليا.
وبين الكربلائي أن الفتوى من غير رجال لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، وان المرجعية العليا تعلم ان في العراق رجالا فأطلقت هذه الفتوى التاريخية لخبرتها في معرفة هذا المجتمع بكل صنوفه.
وأكد الشيخ الكربلائي خلال كلمته على عمق التفاعل بين ابناء هذا الشعب الصابر مع اوامر المرجعية الرشيدة وقوة التلاحم والأخوة بين شرائحه، فأثبت أنه شعب لا تكسره رياح الطائفية، ولا يفت في عضد وحدة ابنائه مكر الماكرين.
ثم تفضل الشيخ ماجد الكربلائي بكلمة توضيحية لآلية التكريم قدمها بذكر مناسبة استشهاد السيدة الزهراء (سلام الله عليها) وبفضيلة الشهداء والشهادة، وأنهم سائرون على نفس الطريق الذي سار عليه سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام .
ثم ذكر آليات التوزيع وذكر مصادر الاموال التي تعطى كتكريم لعوائل الشهداء والتي لا تأتي من اي جهة حكومية او حزبية.. وأكد الشيخ ماجد الكربلائي على اهمية دعم عوائل الشهداء.. وكان كلامه موجها لكل المسؤولين الحكوميين الحاضرين حفل التكريم لتخفيف العبء عن عوائل الشهداء.
وكان الشعر حاضرا في هذا الحفل حيث قرأ الشاعر مسلم التميمي من مدينة العمارة قصيدة في حب الوطن ومكانة الشهيد، ثم تلاه الشاعر نوري حداد وقصيدته الحماسية في حق الشهيد التي ألهبت مشاعر الحاضرين.
بعد ذلك بدأت قراءة اسماء ذوي الشهداء لاستلام التكريم والهدايا العينية..
صدى الروضتين كانت حاضرة في حفل التكريم وكان لها هذه اللقاءات:
الحاج فاضل عوز عضو مجلس ادارة العتبة الحسينية المقدسة:
بناءً على توجيهات المرجعية الدينية العليا، تشرف وفد العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين بلقاء عوائل شهداء محافظة ميسان، وهذه ليست هي الزيارة الأولى لهذه المدينة فقد سبقتها زيارتان ضمن منهاج تم اعداده من قبل الامانتين العامتين لزيارة مختلف المحافظات العراقية في مناطق الجنوب والفرات الاوسط وبعض مناطق الشمال وتكريم كل الذين شاركوا في التصدي لهذه الهجمة الداعشية.
وهناك تواصل من قبل ممثلي العتبتين المقدستين بعوائل الشهداء، بالإضافة الى متابعة الجرحى من مختلف الفصائل ولكافة المحافظات، وهذه المبادرة انطلقت مع انطلاق فتوى المرجعية الدينية العليا وأصبح للعتبات المقدسة تواصل مع هذه الشريحة التي لبت نداء المرجعية الشريفة والذين كان لهم وقفة مشرفة للدفاع عن المقدسات ضد كيان داعش التكفيري الذي ارتكبوا كل الجرائم من هتك للأعراض وقتل الابرياء وتهجير آلاف العوائل من مدنهم؛ بسبب معارضتهم لهذا الكيان الارهابي.
نحمد الله تعالى على تحقيق الانتصارات الكبيرة على أيدي هؤلاء الأبطال في العام الماضي والعام الحالي وتم تحرير معظم الاراضي التي تحت سيطرة داعش بفضل تضحيات شهدائنا الابطال وان شاء الله تعالى سنزف للعالم بشرى تحرير كل شبر من ارض العراق من دنس هؤلاء التكفيريين.. نسأل الله العلي القدير ان يتغمد شهداءنا الابرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه برحمته ويسكنهم فسيح جناته وان يلهم اهلهم الصبر والسلوان.
الشيخ أحمد الجبراوي معتمد سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في مركز محافظة ميسان:
بداية.. عظم الله اجورنا وأجوركم وعظم الله اجر مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وجميع مراجعنا الكرام (حفظهم الله) بهذه الذكرى الاليمة الذكرى الاولى لشهادة سيدتنا الزهراء (سلام الله عليها) وتزامناً مع هذه الذكرى وفد الينا إخوتنا من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية والذين جاؤوا لتكريم عوائل الشهداء في محافظة ميسان وهذه هي المرة الثالثة لمثل هذه الزيارة المباركة وهذا إن دلّ على شيء انما يدل على ان الشهداء خالدون عند الله تعالى وكذلك عندنا خصوصا أن مراجعنا العظام (حفظهم الله) وعتباتنا المقدسة دائما ما يوصون بقضية الشهداء وابناء الشهداء وعوائل الشهداء أن لا يضيعوا.
وفي وصية اوصاني بها آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) قال لي (حفظه الله): (إننا لو قدمنا ماء العين لهؤلاء فأننا مقصرون بحقهم), نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لخدمة عوائل الشهداء.
الحاج رضا عيدان مسؤول مؤسسة اليتيم الخيرية فرع ميسان:
على هامش حفل تكريم عوائل شهداء محافظة ميسان الذي تقوم به الامانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، أقامت مؤسسة اليتيم الخيرية معرضاً للصور تخليداً لذكرى شهداء الحشد الشعبي الشجعان، وكذلك لإبراز انجازات نشاطات المؤسسة تجاه ذوي شهداء الحشد الشعبي، علماً أن كل ما نقدمه للشهداء وعوائل الشهداء لا يساوي شيئاً أمام تضحياتهم ولا بقطرة دم واحدة.
نتمنى أن تبادر الجهات الحكومية بالإسراع بتشريع قانون التقاعد لضمان حقوق هذه الشريحة المهمة من المجتمع، ولا ننسى ما للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية من فضل كبير في دعم هذه الشريحة المهمة مادياً ومعنوياً حيث نعيش اليوم يوما آخر من ايام تكريم عوائل الشهداء والذي سبقته ايام اخرى في محافظة ميسان والمحافظات الاخرى.. نسأل الله دوام التوفيق للقائمين على عتباتنا المقدسة وان يسددهم الى ما يحبهم ويرضاه.
عبد الكريم خزعل حسن والد الشهيد مصطفى:
انضم ولدي الى كتائب سيد الشهداء للدفاع عن مرقد السيدة زينب عليها السلام وظل لمدة ثلاث سنوات، وأصيب خلال تلك الفترة خمس مرات ثم تم نقله الى قاطع بيجي وأصيب مرتين واستشهد في 3/9/2015 ملبياً نداء المرجعية العليا في الدفاع عن مقدساتنا, وكلنا مشاريع للاستشهاد في سبيل الوطن والمقدسات.
وقد رأينا ان العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية هما الجهة الوحيدة التي تتواصل مع عوائل الشهداء وخصوصا ونحن في المحافظات الجنوبية وهذا دليل اهتمام من العتبتين رغم ان ممثلي العتبتين يقولون انهم مقصرون بحق الشهداء وعوائلهم, والحقيقة انهم لم يقصروا وحضروا الى محافظة الميسان للمرة الثالثة لتكريم ذوي الشهداء.
نسأل الله تعالى ان يمد بعمر مرجعياتنا الدينية وبالأخص آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) الذي حافظ على العراق ومقدساته من التكفيريين المجرمين بهذا الفتوى التاريخية المباركة, وما هذه التضحيات التي قدمها أبناؤنا إلا لأجل حفظ هذا الدين وحفظ المقدسات, علماً انه لدي ابن ثان في جبهات القتال وقد ذهبت انا للانضمام الى أحد الفصائل لأكون مع المجاهدين وأرجعني ممثل المرجعية وأنا مستعد حتى هذه اللحظة ان اكون مشروعاً استشهادياً تحت مظلة المرجعية الرشيدة.
باسم حسن كريدي التميمي والد الشهيد مرتضى:
ولدي مرتضى هو من خريجي السادس العلمي وبمعدل 81% وبعد تخرجه التحق مباشرة الى صفوف الحشد الشعبي تلبية لنداء المرجعية الرشيدة للدفاع عن الوطن والمقدسات, وقد مضى على قضية حق وانأ افتخر بذلك ولست حزيناً لاستشهاده ولدي ولديّ آخران أحدهما يقاتل أيضاً في صفوف الحشد الشعبي والأصغر منه طالب فقضيتنا قضية حق للدفاع عن حمى اوطاننا ومقدساتنا واعراضنا.
ودائماً أقول: يا ليتنا كنا معهم فكلنا مشاريع للاستشهاد وقد شاركت فعلاً في بعض المعارك في سامراء, أما بالنسبة لزيارة وفد العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, فهو لا يقاس بما يقدم من تكريم، وإنما هو دعم معنوي يدل على انهم ليسوا ناسين هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل الدفاع عن المقدسات والأعراض, وهذه المبادرة المباركة ليست غريبة على العتبتين المقدستين، فهما يمثلان دور الابوة لكل الشهداء وذوي الشهداء.