المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: تقرّر جعل الخطبة السياسية حسب ما تقتضيه المناسبات
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا:
تقرّر جعل الخطبة السياسية حسب ما تقتضيه المناسبات والمستجدّات في الشأن العراقيّ وليس بشكلٍ أسبوعيّ..
قرّرت المرجعيّةُ الدينيةُ العُليا أن لا تكون الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (السياسية) بشكلٍ أسبوعيّ، ولكن بحسب مستجدّات الأمور ومتطلّباتها.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة لهذا اليوم25 ربيع الثاني 1437هـ الموافق 5 شباط 2016 م التي أُقيمت في الصحن الحسيني الشريف، والتي كانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) حيث بيّن:
كان دأبنا في كلّ جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصّاً مكتوباً يمثّل رؤى وأنظار المرجعيّة العُليا في الشأن العراقيّ، ولكن قد تقرّر أن لا يكون ذلك أسبوعيّاً في الوقت الحاضر، بل حسبما يستجدّ من الأمور وتقتضيه المناسبات، ومن هنا نكتفي بتلاوة مقاطع من دعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام لأهل الثغور:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ المُسلِمينَ بِعِزتِكَ، وَأَيِّدْ حُماتَها بِقُوتِكَ، وَأَسبِغْ عَطاياهُمْ مِن جِدَتِكَ.
أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشحَذْ أَسلِحَتَهُمْ، وَاحرُسْ حَوزتَهُمُ، وَامنَعْ حَومَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمعَهُمْ، وَدبِّرْ أَمرَهُمْ، وَواتِرْ بَينَ مِيَرِهِم، وَتَوَحَّدْ بِكِفايَةِ مُؤَنِهِم، وَاعضُدْهُمْ بِالنصرِ، وَأَعِنْهُمْ بِالصبرِ، وَالطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ.
أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلهِ، وَعَرِّفهُم مايَجهَلُونَ، وَعَلِّمْهُم ما لايَعلَمُونَ، وَبَصِّرهُم ما لا يُبْصِرُونَ.
أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَنْسِهِم عِندَ لِقائِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْياهُمُ الخَداعَةِ الغَرُورِ، وَامْحُ عَن قُلُوبِهِم خَطَراتِ المالِ الفَتُونِ، وَاجعَلِ الجَنةَ نَصْبَ أَعيُنِهِم، وَلَوِّحْ مِنها لاَبصارِهِمْ ما أَعْدَدْتَ فيها مِنْ مَساكِنِ الخُلدِ، وَمَنازِلِ الكَرامَةِ، وَالْحُورِ الْحِسانِ، وَالاَنهارِ المُطرِدَةِ بِأَنْواعِ الاَْشْرِبَةِ، وَالاَْشْجارِ الْمَتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ، حَتّى لايَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالاِدبارِ، وَلا يُحَدِّثَ نَفسَهُ عَنْ قِرنِهِ بِفرِار.
أَللّهُمَّ افلُلْ بِذلِكَ عَدُوَّهُم، وَأَقلِم عَنهُم أَظفَارَهُم، وَفَرِّقْ بَينَهُم وبينَ أَسلِحَتِهِم، وَاخلَع وَثائِقَ أَفئِدَتِهِم، وَباِعِدْ بَينَهُم وَبَينَ أَزوِدَتِهِم، وَحَيِّرهُم في سُبُلِهِم، وَضَلِّلهُم عَن وَجهِهِم، وَاقطَع عَنهُمُ المَدَدَ، وَانقُص مِنهُمُ العَدَدَ، وَاملاَ أَفئِدَتَهُمُ الرُّعبَ، وَاقبِضْ أَيدِيَهُم عَنِ البَسطِ، وَاخزِم أَلسِنَتَهُم عَنِ النطقِ، وَشَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم، وَنَكِّلْ بِهِم مَن وَراءَهُمْ، وَاقطَعْ بِخِزيِهِمْ أَطماعَ مَنْ بَعدَهُم.
أَللّهُمَّ عَقِّمْ أَرحامَ نِسائِهِمْ، وَيَبِّسْ أَصلابَ رِجالِهِم، وَاقطَعْ نَسلَ دَوابِّهِم وَأَنْعامِهِم، لاتَأذَنْ لِسَمائِهِم في قَطر، وَلا لأرضِهِمْ في نَبات.
أَللّهُمَّ وَقَوِّ بِذلِكَ مَحالَّ أَهلِ الإسلامِ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيارَهُم، وَثَمِّرْ بِهِ أَموالَهُم، وَفَرِّغهُم عَن مُحارَبَتِهِم لِعِبادَتِكَ، وَعَن مُنابَذَتِهِم لِلخَلوَةِ بِكَ، حَتى لا يُعبَدَ في بِقاعِ الارضِ غَيرُكَ، وَلا تُعَفَّرَ لأحَد مِنهُمْ جَبهَةٌ دُوَنَكَ.
أَللّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ ناحِيَة مِنَ المُسلِمينَ عَلى مَنْ بِإِزائِهِم مِنَ المُشرِكينَ، وَأَمدِدهُم بِمَلائِكَة مِنْ عِندِكَ مُردِفينَ، حَتى يَكْشِفُوهُمْ إِلى مُنقَطَعِ التُّرابِ قَتْلاً في أَرْضِكَ وَأَسْراً، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ.
أَللّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذلِكَ أَعداءَكَ في أَقطارِ الْبِلادِ مِنَ الهِنْدِ وَالرُّومِ وَالتُّرْكِ، وَالخَزَرِ وَالحَبَشِ، وَالنُّوبَةِ وَالزّنْجِ، وَالسَّقالِبَةِ وَالدَّيالِمَةِ، وَسائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ، الَّذينَ تَخْفى أسْماؤْهُمْ وَصِفاتُهُمْ، وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدرَتِكَ.
أَللّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكينَ بِالْمُشْرِكينَ عَنْ تَناوُلِ أَطرافِ الْمُسلِمينَ، وَخُذهُمْ بِالنقصِ عَن تَنَقُّصِهِم، وَثَبِّطهُم بِالفُرقَةِ عَنِ الاحتِشادِ عَلَيهِم.
أَللّهُمَّ أَخلِ قُلُوبَهُم مِنَ الأمَنَةِ، وَأَبدانَهُم مِنَ القُوَّةِ، وَأَذهِل قُلُوبَهُم عَنِ الاِحتِيالِ، وَأَوهِنْ أَركانَهُمْ عَن مُنَازَلَةِ الرجالِ، وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الابْطالِ، وَابعَثْ عَلَيهِمْ جُنْداً مِنْ مَلائِكَتِكَ بِبَأس مِن بَأسِكَ، كَفِعلِكَ يَومَ بَدر، تَقطَعُ بِهِ دابِرَهُم، وَتَحصُدُ بِهِ شَوكَتَهُم، وَتُفَرِّقُ بِهِ عَدَدَهُمْ.
أَللّهُمَّ وَامْزُجْ مِياهَهُمْ بِالوَباءِ، وَأَطْعِمَتَهُمْ بِالاَدْواءِ، وَارْمِ بِلادَهُمْ بِالخُسُوفِ، وَأَلِحَّ عَلَيْها بِالقُذُوفِ، وَافرَعْها بِالمُحُولِ، وَاجعَلْ مِيَرَهُم في أَحَصِّ أَرضِكَ وَأَبْعَدِها عَنْهُمْ، وَامْنَعْ حُصُونَها مِنْهُمْ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقيمِ وَالسُّقْمِ الاليمِ.
أَللّهُمَّ وَأَيُّما مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرابِطاً في دَارِه، أَوْ تَعَهَّدَ خالِفيهِ في غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعانَهُ بِطائِفَة مِنْ مالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعَتاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلى جِهاد، أَوْ أَتْبَعَهُ في وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعى لَهُ مِنْ وَرائِهِ حُرْمَةً، فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ، وَزْناً بِوَزْن، وَمِثْلاً بِمِثْل، وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حاضِراً، يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ ماقَدَّمَ، وَسُرُورَ ما أَتى بِهِ، إِلى أَنْ يَنْتَهِىَ بِهِ الْوَقْتُ إِلى ما أَجْرَيْتَ لَهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرامَتِكَ.
أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَآلِ مُحَمَّد، صَلاةً عالِيَةً عَلَى الصَّلَواتِ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيّاتِ، صَلاةً لايَنْتَهي مَدَدُها، وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُها، كَأَتَمِّ مامَضى مِنْ صَلَواتِكَ عَلى أَحَد مِنْ أَوْليِائِكَ، إِنَّكَ الْمَنّانُ الْحَميدُ، الْمُبْدِئُ الْمُعيدُ، الْفَعّالُ لِما تُريدُ.
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.