(الجنة تحت أقدام الأمهات)
30-12-2018
عقيل الحاج
(الجنة تحت أقدام الأمهات)
إذا كانت تحت أقدام الأمهات هي الجنة، فما قيمة القدم التي فوق الجنان، وبالتالي ما قيمة الأم التي تكون الجنان تحت أقدامها بين القرآن الكريم قيمة الأم وأصل قيمة الأم، فأطلق القرآن على كلمة الأم على كل أصل مقدس وعظيم مثلاً مكة المكرمة ام القرى؛ لأنها مهبط الرسالات السماوية التي اختارها الله تعالى.
كما اطلق الله (عز وجل) على سورة الفاتحة وخزائن علمه أمّ الكتاب، ونصّ القرآن الكريم على عظمة الأم بآيات عديدة منها: ((وَوَصَّينَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيهِ حَمَلَتهُ أُمُّهُ وَهنًا عَلَى وَهنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَينِ أَنِ اشكُر لِي وَلِوَالِدَيكَ إِلَيَّ المَصِيرُ)) (لقمان/14)
الأم لها مقام عظيم عند الله تعالى هي التي حملت وأنجبت وربت وضحت وتحملت ما تحملت من الاذى تشقى؛ كي تسعدنا، وسعت واجتهدت على أن تخرج جيلاً فاضلاً مؤمنا مليئاً بالخير والحب.. ولمعرفة قدر شأن الأم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ جاء رجل يسأله فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.. (عوالي اللآلي: ج1/ ص136)، فقد كرر كلمة أمك ثلاث مرات للتأكيد على عظمتها.. فمهما قيل عنها لن نوفيها حقها أبداً، فالأم ليست مدرسة فقط بل عالم بأجمعه، فهي وراء كل تقدم وكل عظيم وكل بطولة وكل ولاء لآل البيت عليهم السلام قال الشاعر بحقها:
لا عذب الله أمي إنها شربت * حب الوصي وغذتنيه باللبن
فهي خارطة طريقنا الى الخير والجنان، ليس هناك وسادة في الدنيا أنعم وأرق من حضن الأم، فهي الدفء والقلب الحنون، هي من تعب وسهر الليالي لراحتنا، هي من ضحت بنفسها من أجلنا، هي الانسانة التي عجز اللسان عن وصفها، وهي ذات الكم العظيم من العطاء الذي ليس له حدود.. ماذا نفعل امامها وهي التي قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بحقها: يا علي، رضا الله كل الرضا في رضا الوالدين، وسخط الله في سخطهما.. ولمن فاته بر امه في الحياة لا يحزن على ما فاته، فإن برها بعد موتها أعظم عند الله تعالى، فهنيئا لمن عرف قدر هذه الأم العظيمة، وأخلص في حياتها وبعد موتها، فإن تذكرها بعد الموت وخصوصا في جوف الليل، فليبكِ؛ لأنها طالما سهرت وهي تبكي لأجلنا.
بل يقف اجلالاً لها بين يدي الله تعالى، ويبدل بكاءه بالتوجه لله (عز وجل) بالدعاء والصلاة لها عوضاً عن رضاعتها وسهرها في الليالي والناس نيام، لعلي احظى برضا الله ورضا رسوله؛ لأن برضاها أنال الجنة التي سجدت تحت اقدامها.
وروي أن الانسان اذا ماتت امه ينادي ملك فيقول: اعمل يا بن آدم فقد ماتت من كنت تكرم من اجلها.. ويكفي أن دعوة الأم تخرق السماوات السبع، فهنيئاً لمن كانت امه تدعو له وهي راضية عنه، فمن برها وعرف قدرها فقد فاز، ولو انه مهما قدم لها لم يوفِّ طلقة من طلقات ولادتها؛ لأنها هي الجنة بل الجنة تحت اقدامها.