إنّ رعاية أيتام الشهيد وعائلته وأداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم..

30-12-2018
لجنة البحوث والدراسات
المرجعية الدينية المباركة:
إنّ رعاية أيتام الشهيد وعائلته وأداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم هو أقلّ ما يقتضيه الوفاء لدمه الزاكي وروحه الطاهرة..
الشهيد حالة إنسانية سامية، تمثل الرقي الإنساني وتكامله بأسنا صوره، فهو عزة للأديان والأوطان، وسراج ينير الدرب للأجيال، لترى حاضرها ومستقبلها من خلال تضحيات الشهداء ودمائهم الزاكية، لذا كانت المرجعية المباركة، ومن خلال بصيرتها وحكمتها، أن تديم هذه الشجرة المعطاءة، برفدها بكل عوامل إبقائها نضرة مورقة، تعطي أكلها كل حين، وذلك بالتواصل الثر مع عوائل الشهداء، ورعاية أبنائهم..
فقد أكدت المرجعية الدينية العليا خلال خطبة الجمعة المباركة، على ضرورة إيفاء عائلة الشهيد حقوقها، ورعايتهم حق الرعاية التي تكفل عزتهم وشرفهم، فضلاً على ما عندهم من رفعة وسمو بتقديمهم التضحيات العزيزة على القلب والوطن..
فجاء في الخطبة الشريفة ما نصه:
"لقد كان ولا زال لدماء الشهداء الدور الأساس في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته، وحفظ وحدته، وحماية أعراض مواطنيه، ودرء شرّ العصابات الإرهابية التي خططت لمسخ هويته الوطنية، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، فللشهداء فضلٌ على الشعب العراقي بجميع أطيافه وطبقاته ومكوناته، وإذا كان الشهيد في غنىً عن الناس جميعاً؛ لأنّه في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فإنّ رعاية أيتامه وعائلته وأداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم هو أقلّ ما يقتضيه الوفاء لدمه الزاكي وروحه الطاهرة، وهو مسؤولية كبيرة على أعناق الجميع سواءً الحكومة بمؤسّساتها المختلفة أو غيرها من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية، بل كلّ شخص قادر على القيام بهذه المهمة ولو من بعض جوانبها.
وإذا كانت العناية الإلهية بأهل الشهيد قد بلغت حدّاً أن جعلَ اللهُ تعالى نفسه خليفة الشهيد في أهله وقال: (إنّ مَنْ أرضاهم فقد أرضاني ومَنْ أسخطهم فقد أسخطني) - كما ورد في بعض الأحاديث الشريفة - كان لزاماً على الجميع أن يفوا للشهيد حقّ الاستخلاف في أهله وأولاده، ويحفظوا لهم كرامتهم، ويؤدّوا اليهم حقوقهم المعنوية والمادية.
ومن المؤسف ما يُسْمَعُ من شكوى العديد من عوائل الشهداء من تعقيد الإجراءات الرسمية لدى بعض المؤسّسات الحكومية في إنجاز معاملاتهم لحصولهم على حقوقهم وصرف رواتبهم، وكذلك ما يُلاحظ أحياناً من تأثير الخلافات العائلية والعشائرية على إنجاز معاملاتهم، حيث يصرّ بعض أقرباء الشهيد على حجب بعض الوثائق الرسمية عن زوجته وأطفاله لأغراض خاصّة..! إنّ هذا كلّه لا يليق بمكانة الشهيد وتضحيته وما قدّمه في سبيل حفظ البلد وأهله،
ومن هنا نؤكّد مرّةً أخرى على الجهات ذات العلاقة ببذل أقصى الجهود لتسهيل معاملات عوائل الشهداء وتبسيط إجراءاتها، كما ندعو أقرباء وعشائر الشهداء أن يكونوا عوناً وسنداً لعوائلهم وأيتامهم وزوجاتهم في تحصيل حقوقهم، وأن يمدّوا اليهم يد العون والمساعدة مهما أمكنهم ذلك، ويسعوا الى احتضانهم ورعايتهم ماديّاً ومعنويّاً بحيث لا يشعرون بفقدان كافلهم ومعيلهم، فإنّ في ذلك مثوبة عظيمة وفوائد دنيوية لا تُحصى.