المرجعيّة الدينيّة العُليا: انتصار الرمادي حصيلة تضحيات وبطولة الآلاف من مختلف القوّات الأمنية

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّة الدينيّة العُليا: انتصار الرمادي حصيلة تضحيات وبطولة الآلاف من مختلف القوّات الأمنية، وفنّد المزاعم بعدم امتلاك الجيش العراقي لإرادة القتال
أشادت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا بالبطولات والانتصارات التي سطّرها مقاتلو القوّات المسلّحة ومن يساندهم في معارك تحرير الرمادي التي عكست ما يتحلّى به هؤلاء المقاتلون الشجعان من مقوّمات الانتصار بامتلاك الإرادة الوطنية والعقيدة الدينيّة للدفاع عن العراق ومقدّساته مفنّدين مزاعم البعض من عدم امتلاك الجيش العراقي لإرادة القتال.
كما دعت المرجعيةُ الدينيّة العُليا مع بدء العام الجديد جميع الأطراف الى استلهام الدروس والعبر ممّا مرّ على العراق والمنطقة برمّتها في السنين السابقة موضحةً إن على القيادات العسكرية في قوّاتنا المسلّحة ومن يساندهم من المتطوّعين ومقاتلي العشائر وأبناء المناطق الرازحة تحت سطوة عصابات داعش أن يستثمروا ظروف الهزيمة النفسية والعسكرية لهذه العصابات ويضعوا وينفّذوا خططاً محكمة لتحرير بقية المناطق.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (20ربيع الأوّل 1437هـ) الموافق لـ(1كانون الثاني 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، وقد تعرّض الشيخ الكربلائيّ (دام عزه) لقضايا عدة منها:
الأمر الأوّل:
لقد تحرّر في الأيام الأخيرة معظم مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، حيث سطّر فيها مقاتلو القوّات المسلّحة ومن يساندهم من مقاتلي العشائر الأصيلة ملاحم البطولة والتضحية التي عكست ما يتحلّى به هؤلاء المقاتلون الشجعان من مقوّمات الانتصار بامتلاك الإرادة الوطنية والعقيدة الدينيّة للدفاع عن العراق ومقدّساته مهما غلت التضحيات.
إنّ هذا الانتصار الكبير إنّما هو حصيلة تضحيات وبطولات الآلاف من أحبّتنا في الجيش والشرطة الاتّحادية وأبناء العشائر الغيورة، بالإضافة الى ما مهّد له أعزّتنا من المتطوّعين ورجال العشائر بمختلف عناوينهم خلال الأشهر السابقة، حيث دارت معارك شرسة امتدّت على مساحات واسعة في المناطق المحيطة بمدينة الرمادي استنزفت كثيراً من قدرات عصابات داعش الإرهابية.
ويأتي هذا الانتصار المهمّ ليفنّد مزاعم البعض من عدم امتلاك الجيش العراقي لإرادة القتال وأنّه لا يتمكّن من تحقيق تقدّم مهمّ على الأرض، فقد ثبت أنّه متى توفّرت القيادة الحكيمة والشجاعة وتهيّأت المعدّات الضرورية لأيّة معركة وإن كانت كبيرة فإنّ رجال القوّات المسلّحة ومن يساندهم من المقاتلين الآخرين سيخوضونها بكلّ ما أوتوا من عزمٍ وإرادة، وسيكون الانتصار حليفهم لا محالة، ونحن إذ نبارك لهؤلاء الأبطال انتصارهم على الإرهابيّين ونبدي حزننا وأسفنا لما تسبّبت فيه المعارك الأخيرة من دمار مناطق واسعة من مدينة الرمادي، نحثّ القيادات العسكرية في قوّاتنا المسلّحة ومن يساندهم من المتطوّعين ومقاتلي العشائر وأبناء المناطق الرازحة تحت سطوة عصابات داعش على أن يستثمروا ظروف الهزيمة النفسية والعسكرية لهذه العصابات ويضعوا وينفّذوا خططاً محكمةً لتحرير بقية المناطق، خصوصاً المدن المهمّة لكي تخلّص أهاليها وتفوّت الفرصة على بعض الأطراف في محاولتهم تحقيق مكاسب غير مشروعة في العراق بالتحكّم ببعض مناطقه.
ومع انقضاء عام وبدء عام جديد يجدر بالجميع أن يستلهموا الدروس والعبر ممّا مرّ على العراق والمنطقة برمّتها في السنين السابقة وبهذا الصدد نذكر أموراً:
1_ قد آن الأوان للأطراف الداخلية والخارجية التي حاولت أن تتّخذ من العنف وسيلةً لتحقيق أهدافها السياسية من خلال استهداف المدنيّين بالسيارات المفخّخة والعبوات الناسفة والمجرمين الانتحاريّين لغرض إشاعة الفوضى وإشغال الأجهزة الأمنية وتعطيل العملية السياسية، ثم جرّبت الظاهرة الداعشية كوسيلةٍ لتحقيق هذه الأهداف وقد فشلت في كلّ ذلك.
2_ لاشكّ أنّ بعض السياسات الخاطئة التي انتهجتها بعض الأطراف الحاكمة وسوء الإدارة وتفشّي الفساد قد وفّر أجواء مساعدةً لنموّ وتفاقم الظاهرة الداعشية، ومن هنا فقد آن الأوان للقوى السياسية التي تُمسك بزمام السلطة أن تعزم على مراجعة سياساتها وأدائها للفترة السابقة، وأن تدرك أنّه لا سبيل أمامها لإنقاذ البلد من المآسي التي تمرّ به إلّا المساهمة في إقامة الحكم الرشيد المبنيّ على تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.
3_ إنّ من الضروري لإعادة الاستقرار الى المناطق التي تحرّرت من الإرهاب الداعشي هو وضع خطّة لإعمارها، خصوصاً البنى التحتية والخدمات الأساسية كالمستشفيات والمدارس ومحطّات الكهرباء والماء ونحوها، وأيضاً إعادة النازحين وفق آلية يُنسّق فيها بين القوّات الأمنية وأهالي هذه المناطق وعشائرها بما يضمن عدم تمكين العصابات الإرهابية من العودة اليها من جديد وتشكيل خلايا نائمة يمكن أن تشكّل خطراً عليها وعلى ما جاورها من المناطق.