شعراء ورواديد المنبر الحسيني في كربلاء المقدسة يخرجون بموكب عزائي توديعاً لشهري الأحزان

30-12-2018
علاء سعدون
شعراء ورواديد المنبر الحسيني في كربلاء المقدسة
يخرجون بموكب عزائي توديعاً لشهري الأحزان
وتجديداً لعهدهم بالخدمة والولاء

طالما كان لشعراء ورواديد كربلاء المقدسة حضور وعطاء مميز في مسيرة الخدمة الحسينية، ومنذ البذرة الأولى لإحياء الشعائر، فكربلاء هي الصمود والعطاء، وهي الصوت الخالد والكلمة الصادقة. ولا يخفى على متتبعي خدمة المنبر الحسيني أن كربلاء المقدسة أنجبت العديد من المبدعين الذين أصبحوا مدارس يقتدى بهم، ولا حاجة منا لذكر بعض الرواديد والشعراء دون آخرين، فحتى حاضرنا اليوم يشهد أن كربلاء المقدسة بشعرائها ورواديدها يتسابق عليها القريب والبعيد لينال حضورهم ومشاركتهم في داخل وخارج العراق خلال شهري الأحزان محرم الحرام وصفر الخير.
ونظراً لانشغال الشعراء والرواديد خلال الموسم الحسيني بعيداً عن كربلاء المقدسة متشرفين بالخدمة الحسينية أينما وجد الموالون والمحبون.. فقد اعتادت هيأة الشعراء والرواديد الحسينيين في العراق والعالم الإسلامي الكائن مقرها في كربلاء المقدسة وللسنة العاشرة على التوالي بأن تخرج بموكب عزائي يضم كل أعضائها من الشعراء والرواديد الكربلائيين وغيرهم ليودعوا شهري الأحزان عند مرقد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام وليجددوا العهد بالخدمة والولاء ناذرين حناجرهم وكلماتهم لهذه القضية الخالدة.
انطلق الموكب من شارع قبلة الإمام الحسين عليه السلام دخولاً الى مرقد الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام متوجهين بعد ذلك الى مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام ليختتم العزاء في صحنه الشريف ببعض القصائد والأصوات الولائية.
الشاعر والإعلامي فراس الأسدي بيّن لصحيفة صدى الروضتين قائلاً:
دأبت هيأة الشعراء والرواديد الحسينيين في العراق والعالم الإسلامي في كل عام على الخروج بموكب عزائي موحد يضم جميع الشعراء والرواديد الحسينيين في نهاية شهر صفر، وجاءت هذه الفكرة لانشغال جميع الشعراء والرواديد خلال شهري محرم وصفر بخدمة المنبر الحسيني سواءً كان في كربلاء المقدسة والمحافظات العراقية الأخرى أو في بقية البلدان، ويكون عملهم مضاعفاً بحيث ينقطعون حتى عن أهلهم خصوصاً وأن اللهجة الكربلائية مطلوبة في القصائد.
وبعد هذه الخدمة نخرج بهذا الموكب لنعاهد سيد الشهداء عليه السلام بأن نبقى متواصلين وعلى العهد باقين في خدمة نهضته المباركة التي أنارت درب جميع المؤمنين، فالشاعر يبقى قلمه يكتب لسيد الشهداء والرادود تصدح حنجرته لسيد الشهداء.. ونؤكد دائماً على ضرورة استلهام الأصالة والتراث في القصائد الحسينية، وأن نحافظ عليها بالإضافة الى طرح كتابات متجددة تحاكي الظرف والوضع العام سواءً على الصعيد الاجتماعي أو السياسي.
وفي لقاء مع الرادود الحسيني حسين العكيلي تحدث بدوره قائلاً:
نحن في كل عام نختم الليلة الأخيرة من شهر صفر بعزاء خاص بهيأة الشعراء والرواديد الحسينيين في كربلاء، فكما تعلمون أنّ كل الرواديد يلتزمون بعزاءات وفي أماكن مختلفة سواء في محافظة كربلاء المقدسة وبقية المحافظات أو خارج العراق، ونحن في هيأة الشعراء والرواديد لدينا كل يوم خميس أمسية نقدم فيها الرواديد الشباب للناس، بعد ذلك نقوم بعمل اختبار لهم ليتم اختيار الأفضل ليقوموا بالقراءة في مجالس العزاء، والذي يحتاج منهم الى تدريب نقوم بتدريبه.. ودائماً في حديثنا معهم نؤكد على الالتزام بالتراث من ناحية نوعية القصائد واختيار كلماتها وطورها، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا هذا القليل في خدمة القضية الحسينية.
وحفاظاً على الموروث الحسيني في القصيدة والأطوار، ونظراً لشيوع العديد من الرديات الغريبة من حيث الكلمات والألحان، فقد تحدث الشاعر علي المعمار عن هذا الموضوع قائلاً:
اهتمت هيأة الشعراء والرواديد الحسينيين في العراق والعالم الإسلامي ومنذ انطلاقها وتأسيسها على يد خدمة المنبر الحسيني بتبني القضية الحسينية من حيث الشعر والردات وعلى مدى أعوام طويلة.. ونظراً لما يشاع اليوم من الخروج عن المألوف والموروث من قبل بعض الشباب، تقوم الهيأة بتبني الشعراء والرواديد الشباب الموهوبين؛ حفاظاً على مسيرتهم ورغبتهم السليمة بخدمة القضية الحسينية.
كما تقوم الهيأة بإشراكهم في اجتماعاتها الاسبوعية ودوراتها التنموية رغبة منها لرفد المجتمع بمن هم أهل للخدمة الحسينية، وكذلك لتضييق المساحة على من أطلق عليهم (رواديد الطرب) الذين عاثوا فساداً بهذا الموروث بعد إدخالهم الحاناً غريبة وأجهزة حديثة أشبه ما تكون بالغناء.
وقد باركت المرجعية لنا ما نقوم به من محاربة المخالفين ومقاطعتهم وإيصال الاصوات والكلمات الحسينية الاصيلة الى المجتمع، ولم يقتصر هذا الامر على محافظة كربلاء المقدسة فقط، بل تعدى الامر الى المحافظات والمدن الاخرى بالاتفاق مع الهيئات الحسينية ودعمها.. ولله الحمد نرى اليوم وعياً حسينياً لدى المتلقي باختياره القصائد المناسبة والرواديد الجيدين.
كما أوضح الشاعر حسين عبد الهادي الطرفي:
إن كربلاء المقدسة وبقية المحافظات تمتلك اليوم رصيداً ثميناً من حيث الشعر والرواديد الحسينيين الذين سرعان ما ينتشرون في بقاع الارض بحلول شهري محرم وصفر؛ وذلك لتميز الصوت والأطوار الكربلائية بشكل خاص والعراقية بشكل عام.
مبيناً: إن الموروث لا يزال حاضراً لدى غالبية شيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام من حيث الخدمة والمجمهور، ولكن لا ننكر غياب بعض الانواع والأطوار مثل (الكعدة) التي كانت تشكل محوراً مهماً في المجلس الحسيني، وكما يقال هي (فاكهة المجلس)؛ لأنها تتمتع بنفس طويل يتيح للشاعر طرح مواضيع مهمة وإيضاحها أكثر مما في غيرها من القصائد، وربما نعلل السبب أن الرادود اليوم صار يميل للأطوار السريعة، وأيضاً لصعوبة إجادة قصيدة (الكعدة) التي تحتاج لصوت جهوري ورادود متمكن ذي نفس طويل، ونحن كشعراء نأمل أن تعاد لقصيدة (الكعدة) مكانتها وأهميتها في الوسط الحسيني.