حلم مواطن عراقي
30-12-2018
عفاف محمد الجبوري
حلم مواطن عراقي
أنا مواطن عراقي، أحلم كما يحلم الناس في ازدهار العراق وتقدمه، فوطني عزيز وعظيم بما يضمّ من ثروات وأجساد أشرف وأعظم الناس.. المهم في أحد الأيام نمت نوماً عميقاً، وكأنه قد حلّ يوم من أيام عام 2015م السوداء، وبعد غرق الألوف من أبناء بلدنا في البحر ما بين تركيا واليونان بعد هجرة دعت إليها الأيادي الاسرائيلية، وكأنه قد جاء إلى إحدى الساحات الرياضية وزير الرياضة والشباب مخاطباً قائلاً: علينا الاعتبار بما حدث في البحار، ولكي لا يتكرر ما حل بأبناء شعبنا، فعلينا أن نعلّم الشباب على الرياضة؛ لأنها تربي الشعور بالقوة وبالفتوة، وتنمي عند الإنسان روح الصبر والشجاعة والثقة بالنفس.
وبما أننا مسلمون، فديننا يدعو إلى القوة والنشاط، ويحارب الميوعة والتحلل والكسل فـ(لعبة الشطرنج، وكرة السلة) وغيرها من الألعاب لن تربي الشباب على الوقوف بوجه الأعداء، وحتى في لعبة كرة القدم فأننا نظلم فيها؛ لأننا دائماً نحقق ما نحقق من انجازات فيها، وإبداع وأهداف، ولكن يدس إلينا حكام غير عادلين، فتوصلنا إلى أمر مهم وهو ما أوصانا به نبينا الأعظم صلى الله عليه واله وسلم حيث قال: (علموا أولادكم السباحة والرماية) فلو كان شبابنا يعرفون السباحة لما غرقوا، ولوا كانوا ينمون هواياتهم ويمارسونها سوف لن يفكروا بالهجرة.
إذن، فلنحافظ على ما تبقى من الشباب.. وأضاف أيضاً مدير مركز شباب محافظتنا: يقول الإمام الصادق عليه السلام : (الرمي سهم من سهام الإسلام) (ميزان الحكمة – الريشهري: ج4/ ص125).
لذا.. سوف نفتتح هذه الساحة ونخصصها للرماية بالسهام والبنادق.. فرحنا كثيراً بما قال هؤلاء المسؤولون، وبدأ البناء لافتتاح هذه القاعة الخاصة بالرماية، وخصصت أرض إلى جانبها لافتتاح (مركز سباحة).
وفعلاً بدؤوا بإعداده وتجهيزه.. والحمد لله بدأ التسجيل في هذه المراكز، وبدأت التدريبات وخصصت مجاميع متطوعة لتلتحق بالحشد المقدس ممن يحب وطنه ليفتديه بنفسه وهو غاية الجود.. وبين هذا وذاك ما وجدت نفسي إلا وقد استيقظت على صوت رنين المنبه.. فعلمت أنني كنت أحلم حلماً جميلاً قد لا يتحقق وقد يتحقق.. ولكن متى..؟!