السيدة زينب عليها السلام في أسانيد الرواة
30-12-2018
مرتضى الحلي
السيدة زينب عليها السلام في أسانيد الرواة
وقع ذكر السيدة زينب عليها السلام في أسانيد الرواة بكثرة (قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: أخبرنا أبو عبد الله (جعفر بن) محمد بن جعفر الحسني قال: حدثنا عيسى بن مهران، عن يونس، عن عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام قالت: لما اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة عليهما السلام فدكاً والعوالي، وأيست من إجابته لها، عَدَلت إلى قبر أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فألقت نفسها عليه، وشكت إليه ما فعله القوم بها وبكت حتى بلت تربته بدموعها وندبته) (الأمالي - الشيخ المفيد: ص41)
وقد روتْ السيدة زينب بنت علي عليهما السلام أغلب خطب أبيها في نهج البلاغة (انظر: مصادر نهج البلاغة وأسانيده - السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب: ص333)
وقد ترجمَ حياتها ابن الزهري المشهور بابن سعد صاحب كتاب (الطبقات الكبرى) فقال:
(زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فولدت له عليا وعونا الأكبر وعباسا ومحمدا وأم كلثوم) (الطبقات الكبرى - ابن سعد (المتوفى سنة 230 للهجرة): ج8/ ص465)
وذكر خطبها أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر بن طيفور (فقالت زينب بنت علي عليها السلام صدق الله ورسوله يا يزيد ((ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ)) الروم: 10... إلخ) (بلاغات النساء - ابن طيفور (المتوفى سنة 280 للهجرة)/ ص21)
وترجم لها أيضاً ابن حجر العسقلاني ما نصه:
(قال بن الأثير إنها ولدتْ في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم وكانت عاقلة لبيبة جزلة زوجها أبوها بن أخيه عبد الله بن جعفر، فولدت له أولاداً، وكانت مع أخيها لما قتل فحُمِلَت إلى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور يدل على عقل وقوة جنان) (الإصابة في تمييز الصحابة, ابن حجر العسقلاني (المتوفى سنة 852 للهجرة ): ج8/ ص167)
كانت السيدة زينب عليها السلام بحسب التحقيق تفرغُ وتصبُ العلمَ والمعرفةَ عن أبيها (علي) صبّا سعةً لعلمها وإحاطتها بالعقيدة والشريعة.
(قال بشير بن حذيم الأسدي: نظرتُ إلى زينب بنت على يومئذ - ولم أرَ خفرةً قط أنطقُ منها كأنما تنطقُ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وتفرغُ عنه - وأومأتْ إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس)
(معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري: ج3/ ص145)