وفسدت أحلامهم المريضة
30-12-2018
د. منهال جاسم السريح
وفسدت
أحلامهم المريضة
هكذا في ساعات تنهار أكاذيب صنعت من العراقيين على مدى قرن من الزمان، دخلت مطابخ ومختبرات، وعاينها اختصاصيون وعلماء نفس، وفلاسفة أعلام،
هكذا كل شيء ينهار..
فالوجه الآخر للمحتل، والصهيونية، ومن يتلفع بالعباءة الخليجية من عملائهم، بذلت درة ما تملك ماكنة صيرفتها؛ لتشوه سمعة المقاتل العراقي مستغلة ظروفاً مختلفة.. لتشيع عن العراقيين أنهم شعب تندر فيه الشجاعة، ويهزل فيه المقاتلون..
ثم إذا جاء الغرباء وخوارج العصر الجديد بجلابيبهم المنقوصة البالية رددوا ذلك وبذلوا الكثير في سبيله..
لكنهم لا يعرفون أن أحمد وكرار وزين وجاسم ومحمد وعباس ورفاقهم الآخرين الذين توزعوا على ظهر دبابة ومربض مدفع.. لم يكن لديهم وقت كافٍ طوال أعوام التدريب والتهيؤ ليقرؤوا أكاذيب الأعداء عنهم.. ولكنهم كانوا يقرؤون تاريخ الأجداد، ويعرفون أمير المؤمنين علياً عليه السلام ، وجعفر الطيار عليه السلام ، وأبا ذر والمقداد وعماراً وسلمان.. وإذا رفعوا رؤوسهم ابتسم لهم وجه المولى أبي الأحرار الحسين عليه السلام ، وحامل لوائه المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، فيعودون إلى خنادقهم ودباباتهم، ويحلقون نسوراً في السماء؛ لتبتلع خطواتهم الأرض التي دنسها العدو.. فالواحد منهم مجبول على خصائص كل هؤلاء العظام، وممتد إليهم بروحه ووجدانه..
وحين يتطلع العالم إليهم، يرى فيهم مقاتلين أشداء وشرفاء وجسورين.. ففي ساعات تتغير صورة الأكاذيب.. واذهبي ياماكنة الغدر.. لاختراع أكاذيب من نوع آخر.. فقد أفسد المقاتلون العراقيون أحلام الظهيرة المريضة..