إمّا النصر أو النصر..
30-12-2018
أحمد الخالدي
إمّا النصر أو النصر..
هذا ما تعلمناه من الإمام الحسين عليه السلام ...
الحسين عليه السلام خرج لينتصر فانتصر...
خرج لينتصر، فأعد عدة النصر، وجهز جيشاً رغم قلة عدده، إلا أنه كان على أعلى مستوى من التنظيم..
الحسين عليه السلام عبأ جيشه القليل العدد، حتى صار المقاتل منهم يعادل مائة مقاتل أو أكثر.. وقد خطط للحرب تخطيطاً استراتيجياً لم يتسرب اليه الضعف أو الوهن.. وقد كبد هذا العدد القليل قياساً بالآلاف من الأعداء خسائر هائلة... وفوق كل ذلك لم يقتصر تخطيط الحسين عليه السلام على الجانب العسكري من المعركة.. فهو قد أسقط أقنعتهم، وكشف خبث سرائرهم حين اصطحب حريمه وأطفاله، فروعوا النساء، وقتلوا الأطفال حرقاً وسحقاً تحت حوافر خيلهم...
ولم ينسَ الإمام الحسين عليه السلام قوة الحرب الباردة، فجهز ترسانته الاعلامية الضخمة السيدة الحوراء B، لتوضح وتبين وتكشف الحقائق، ولتذل العدو في عقر ملكه وسلطانه.. مما عكس النتائج التي كان يتوقعها يزيد عليه اللعنة، ومن يسانده وينصره...
الحسين عليه السلام وان كان مشروعاً استشهادياً إلا انه لم يمكّن عدوه من ناصيته إلا بعد أن أحدث زلزالاً في جيش عدوه، ولم يستشهد بأبي وأمي إلا بعد أن ملأ قلوبهم رعباً..
قال فيه بعض الرواة: والله.. ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً، ولا أمضى جناناً، ولا أجرأ مقدماً منه...
قال فيه السيد حيدر الحلي (رحمه الله):
عفيرا متى عاينته الكمــــاة
يختطف الرعب ألوانهــــــــــا
فما أجلت الحرب عن مثله
قتيلاً يجبن شجعانهــــــــــــــا
ولولا كثرة العدو وشيمة الغدر التي اتصف بها شيعة آل أبي سفيان لطال أمد المعركة...
فما أروع هذا الشموخ الذي نقرأه في كلمات الحسين عليه السلام يوم عاشوراء...
ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام.. ألا وأني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر، ثم انشد أبيات فروة بن مسيك المرادي:
فإن نهزم فهزامون قدمـــاً
وإن نهزم فغير مهزمينــــــا
وما إن طبنا جبن ولكـــــــــن
منايانا ودولة آخرينــــــــــــــا
فقل للشامتين بنا افيقــــــوا
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس
بكلكله أناخ بآخرينـــــــــــــــــا
ومن هنا لا بد أن نكون كالحسين عليه السلام مشاريع للاستشهاد، لكن صعبة المنال.
فإذا أردت أن تستشهد لا تفتح صدرك للعدو قبل أن تملأ صدره رصاصاً..
فبدلاً من أن تستشهد لتقتل بك واحداً.. إدّخر نفسك لتقتل بك عشرة...