العتبة العباسية المقدسة تتفقد وتدعم قوات الحشد الشعبي المقدس في بيجي ومكحول
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
العتبة العباسية المقدسة تتفقد وتدعم
قوات الحشد الشعبي المقدس في بيجي ومكحول
قال تعالى: ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (التوبة:41)، وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ فَقَدْ غَزَا) انطلاقاً من قوله تعالى وقول نبيه الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم , وامتثالاً لأوامر المرجعية الدينية العليا، توجه وفد من العتبة العباسية المقدسة ضم عدداً من السادة والمشايخ والمنتسبين التابعين الى قسم الشؤون الدينية, ومنتسبين من شعبة الاعلام التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية لزيارة القطعات العسكرية المتواجدة في مركز قضاء بيجي ونواحيه, والمتواجدة في جبال مكحول.
علماً أن الوفد كان برئاسة فضيلة الشيخ عادل الوكيل (دام توفيقه) معاون رئيس قسم الشؤون الدينية التابع للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة, وقد كانت المحطة الأولى لهذا الوفد في قرية المزرعة - قضاء بيجي، حيث مقر لواء علي الأكبر عليه السلام ومقر فرقة العباس عليه السلام القتالية.
وبعدها توجه الوفد الى جبال مكحول، رغم علمه الكامل بأن هذه المنطقة تشهد عمليات عسكرية كبيرة, ولسوء الحظ لم يتمكن أعضاء الوفد من الوصول الى الخطوط الأمامية؛ بسبب المعارك والمواجهات الشديدة, ولذلك أعادوا الكرة في صباح اليوم الثاني, ونجحوا في الوصول الى أبعد النقاط والوصول الى منطقة العمليات والمواجهات, وتشرفوا بلقاء المقاتلين المجاهدين الأشاوس الذين لا يثنيهم عن طريق الحق أي شيء, فقد وجد الوفد رجالاً اتخذوا من سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام مثلا أعلى, ومن انصاره قدوة حسنة, وعاهدوا ربهم وأئمتهم ومرجعيتهم على نيل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة, ثم توجه الوفد الى مقر لواء أنصار المرجعية, وهو آخر ما تمت زيارته خلال هذه الرحلة المباركة.
والجدير بالذكر، إن وفد العتبة العباسية المقدسة كان يحمل معه ملابس شتائية (قماصل جلدية) كهدية للمقاتلين، إضافة الى هدايا بسيطة أخرى, وأغلب هذه الهدايا كانت من حصة مجاهدي لواء علي الأكبر عليه السلام ومقاتلي فرقة العباس عليه السلام القتالية, وأبطال لواء أنصار المرجعية, وإن جريدة صدى الروضتين رافقت الوفد المذكور، وأجرت عدداً من اللقاءات, فكانت كالآتي:
اللواء علي الحمداني آمر لواء علي الأكبر عليه السلام , تحدث قائلاً:
بدءاً.. أتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والى قيادة فرقة العباس عليه السلام القتالية لمساندتهم ودعمهم اللا محدود لنا خلال المعارك التي خضناها هذه الأيام في جبال مكحول, فقد أرسلت فرقة العباس عليه السلام القتالية عدداً من الأسلحة الساندة والآليات المدرعة والهاونات.
وكان الاخوة قادة الفرقة على اتصال دائم معنا, وبعثوا عدداً من المقاتلين من أجل الاسناد والدعم, ولذلك أبعث تحايا كبيرة الى الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والى جناب الأخ ميثم الزيدي المشرف العام على فرقة العباس عليه السلام القتالية.
وأنا برأيي أن فرقة العباس عليه السلام القتالية ولواء علي الأكبر عليه السلام تشكيل واحد ومشترك, بل إن جميع التشكيلات العسكرية التابعة للعتبات المقدسة تعتبر واحدة, فهي مرتبطة ارتباطاً مباشر بالمرجعية الدينية العليا.. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يوفقنا، ويسدد خطانا، ويثبت أقدامنا، وينصرنا على أعداء أهل البيت عليهم السلام .
فضيلة الشيخ حيدر الخفاجي الحلي ممثل الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة في لواء علي الاكبر عليه السلام , تحدث قائلاً:
بفضل الله تعالى ومنّه، تمكن مقاتلو لواء علي الأكبر عليه السلام من الانتصار في المعارك الأخيرة التي خاضوها في جبال مكحول، وحرروا أجزاء كبيرة منها بمساعدة قوات الشرطة الاتحادية، وقوات العمليات الخاصة، وعدد من تشكيلات الحشد الشعبي المقدس الاخرى, ولكن الجزء الاكبر والاهم من المعارك وقعت على عاتق مقاتلي اللواء وهم اصحاب المبادرة.
وكما تعلمون أن ثمن كل انتصار هو الدماء, وقد قدم لواء علي الأكبر عليه السلام عدداً من الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال, ونسأل الله تعالى أن يمنّ على جرحانا بالشفاء العاجل والسلامة والعافية، ويتغمد شهداءنا بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته. وإن زيارة وفد العتبة العباسية المقدسة لقاطع العمليات في بيجي ومكحول تزامنت مع هذه المعارك, وشهد الوفد اليوم الأخير من هذه المعارك التي تكللت بالانتصار ببركات وجودهم معنا، فقد أتونا محملين بأنفاس وشجاعة وبركات قمر العشيرة عليه السلام , ولا شك أن زيارة وفد من العتبة العباسية المقدسة للمقاتلين أثناء خوضهم للمعارك يشد من أزرهم، ويثبتهم في ساحات الجهاد، ويعطيهم دفعات معنوية كبيرة ويشعرهم بأن تضحياتهم مسجلة وبطولاتهم موثقة, وهناك من يهتم بهم ويتابعهم وينقل ما يقدمونه الى الآخرين.. كما أن هذه الزيارة تدل على الشعور بالمسؤولية الذي يتمتع به القائمون على الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة.
المجاهد علي محمد سدخان العبودي من موكب قطيع الكفين, تحدث قائلاً:
نحن من اهالي قضاء الشطرة – محافظة الناصرية, وفي كل عام كنا نقدم الخدمات الى زائري الإمام الحسين عليه السلام القادمين إلى مدينة كربلاء المقدسة لتأدية مراسيم الزيارة الأربعينية, وبعد اطلاق فتوى الوجوب الكفائي من قبل المرجعية الدينية العليا, سارع اعضاء موكب قطيع الكفين الى تلبية هذا النداء المقدس من خلال مرافقة القطعات العسكرية في المناطق التي تشهد مواجهات واشتباكات من اجل تقديم وجبات طعام للمجاهدين, والجدير بالذكر إن موكب قطيع الكفين شارك في إطعام المقاتلين في أكثر من جبهة وأكثر من منطقة, وآخر المناطق هي قضاء بيجي الذي شهد معارك ضارية في الآونة الأخيرة.
ولا يقتصر تقديمنا للطعام على النقاط الثابتة والمقرات بل نصل إلى القطعات العسكرية أينما كانت، وإن كانت في حالة اشتباك, والآن في جبال مكحول وفي الخطوط الأمامية نشارك المقاتلين ونؤازرهم.. ونسأل الله تعالى أن يسجلنا من خدامهم وينصرهم على أعدائه أعداء أهل البيت عليهم السلام والإنسانية جمعاء.
المجاهد السيد مهدي العوادي آمر القوة العسكرية التابعة للواء انصار المرجعية في قضاء بيجي – جبال مكحول:
العتبة العباسية المقدسة لها الباع الأطول في دعم ومساندة ومتابعة لواء انصار المرجعية من خلال تقديم المواد الغذائية والملابس والأموال لمقاتليه، وسد غالبية احتياجاتهم, والأهم من الدعم المادي هو الدعم المعنوي الذي قدمته الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة للواء أنصار المرجعية حيث أرسلت العديد من الوفود لزيارة قطعات اللواء في أكثر من منطقة, وخصوصاً عندما كان اللواء في قاطع عامرية الفلوجة, وكان لهذه الزيارات أثر بالغ وكبير في نفوس مقاتلي اللواء وجعلتهم أكثر قوة وأكثر شجاعة، ورفعت معنوياتهم ودفعتهم لمواصلة طريق الجهاد رغم الصعوبات؛ لأن جميع مقاتلي اللواء يعلمون جيداً أن العتبة العباسية المقدسة تمثل المرجعية الدينية العليا, وكل وفد يأتي منها يحمل بركات أبي الفضل العباس عليه السلام وأنفاس مرجعيتنا الرشيدة المسددة.
ولا يفوتني أن أذكر أن لواء أنصار المرجعية ستكون له مشاركات واسعة في بيجي وجبال مكحول خلال هذه الأيام، وسيشارك مع باقي فصائل الحشد الشعبي المقدس في تحرير المناطق التي لم تحرر لحد الآن, وستكون له صولات وجولات في كافة مناطق بيجي مشابهة لصولاته وجولاته في مناطق الفلوجة.
وفي الختام.. أود أن أقول: إننا رجال عاهدنا الله (عز وجل) على الدفاع عن ارض الوطن ومقدساته حتى آخر قطرة دم, وسنبقى ثابتين وصامدين ولا نبالي, أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا, فنحن نستمد قوتنا وشجاعتنا من مدرسة الطف الخالدة.
اللقاء الأخير كان مع فضيلة الشيخ عادل الوكيل معاون رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة ورئيس الوفد خلال هذه الزيارة:
الزيارةُ هذه جزءٌ من واجبنا الدينيّ والأخلاقيّ، وتأتي امتثالاً لأوامر مرجعيّتنا الرشيدة في التواصل مع مجاهدينا الأبطال من قوّات أمنيّة وحشد شعبيّ مقدّس، وذلك من أجل الاطلاع على أحوالهم وتقديم الدعم المعنويّ لهم، وإن قاطع عمليات صلاح الدين (تلال مكحول) هو أحد القواطع التي شهدت معارك ضارية سطّر من خلالها أبناؤنا المدافعون أروع صور الشجاعة والفداء وعدم الخنوع للباطل المستمدَّة من رمز التحرّر وعنوان الخلود الإمام الحسين عليه السلام ، فهو - سلامُ الله عليه - قدوتهم ودليلهم في كلّ خطوة يخطونها، فوجدناهم بحقٍّ حسينيّين خُلّصاً تركوا الأهل والأحبّة ومغريات الدنيا، فضلاً عن مواجهتهم تقلّبات الجوّ التي تشهد برودةً عاليةً هذه الأيّام من أجل هذا الوطن والذود عنه وتحرير وتطهير أرضه المغتصبة من عصابات التكفير والضلال.
وقد كانت لنا وقفةٌ مع هؤلاء الأبطال ونقلنا لهم سلام وتحيات إخوتهم في العتبات المقدّسة والقائمين عليها حاثّيهم في الوقت نفسه على بذل المزيد، فوجدناهم رجالاً تقرأ النصر بعيونهم ومحبّة الوطن ذائبة فيهم، وقد حمّلونا طلباً وهو الدعاء لهم بالنصر والثبات.
وإنّ الهدف من هذه الزيارة هو تقديم الدعم المعنويّ لهذه القطعات، إضافةً إلى الدعم اللوجستيّ، حيث قامت العتبةُ العباسيةُ المقدّسة بتوفير بعض الملابس الشتائية (قماصل جلدية) للمقاتلين, فقد تم توزيع اكثر من الف قطعة على ابطال الحشد الشعبي المقدس وبالخصوص مجاهدي لواء علي الاكبر عليه السلام التابع للعتبة الحسينية المقدسة, وكذلك مجاهدي فرقة العباس عليه السلام القتالية ومجاهدي لواء أنصار المرجعية, وعدد من الفصائل والتشكيلات الاخرى.
وان هذه الزيارة هي واحدة من عشرات الزيارات التي قامت بها الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة للمقاتلين المتواجدين في ساحات القتال منذ انطلاق فتوى الوجوب الكفائي ولحد الآن, فضلاً عن زيارة عوائل شهداء الحشد الشعبي في بيوتهم وتكريمهم ماديا ومعنويا.
والجدير بالذكر، إن جريدة صدى الروضتين كانت حاضرة في جميع الزيارات التي قامت بها وفود الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة إلى ساحات القتال, وقد وثقت وارشفت بطولات مقاتلي الحشد الشعبي المقدس وانتصاراتهم, ووقفت الى جانبهم, وكانت جزءاً من المعارك التي خاضوها من خلال قيام كوادرها بتأدية الواجب الإعلامي في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية.
وإن كوادر صدى الروضتين وصلت إلى الخطوط الأمامية (خطوط التماس مع العدو) في أغلب هذه الزيارات, وآخرها هذه الزيارة التي نحن بصددها الان, حيث وصل كادر صدى الروضتين إلى نقاط متقدمة تشهد عمليات عسكرية في جبال مكحول.