لماذا التعتيم يا غينيس؟

30-12-2018
حيدر داوود
لماذا التعتيم يا غينيس؟
غينيس تعد من أهم الموسوعات العالمية التي تعنى بمتابعة أكبر وأصغر حدث على وجه المعمورة، وهي كتاب مرجعي يصدر سنويًا، يحتوي على الأرقام القياسية العالمية المعروفة، ويعتبر من سلسلة الكتب الأكثر بيعاً على الإطلاق، تم إصدار أول نسخة من الموسوعة في 1955م بواسطة شركة غينيس، وتعتبر من أدق المراجع التي يتم الرجوع لها في معرفة الأرقام القياسية.
ويستغرب البعض من هذا التعتيم الإعلامي من قبل الموسوعة للطقوس السنوية لزيارة الأربعين المليونية التي يؤديها زائرو الإمام الحسين عليه السلام وتجاهلها للأرقام المهولة والمرعبة التي تسجل كل عام في مدينة كربلاء المقدسة؟
هنا سؤال يطرح نفسه: هل هذا التعتيم الإعلامي؛ بسبب سعة الأفق الطائفي والمعادي لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم؟ أم أن موسوعاتهم وكتبهم لا تستطيع استيعاب هذه الأرقام المهولة؟
فهي تركز على مهرجان ديني في الهند يحييه ملايين من السيخ، وكل ثلاث سنوات يقام مرة واحدة، لكنها أغفلت عن أكبر تجمع بشري في الكرة الأرضية والذي يحييه سنوياً ملايين الزائرين القادمين من كل قارات العالم ومن كل الجنسيات، فنحن نتكلم عن عشرين مليون زائر خلال أيام معدودة، أي أنه فاق عدد الحجاج بأكثر من خمس مرات..! وبهذا الرقم لم تشهد البشرية يوما أن يجتمع عشرون مليون إنسان أو أكثر أو أقل في مناسبة واحدة في مكان واحد، وهذا رقم قياسي جديد بحد ذاته.
وأغفلوا أيضاً عن أطول صلاة جماعة في العالم، حيث أقيمت بين محافظة النجف الأشرف وكربلاء المقدسة في عام 2014م أقامها السائرون الى الإمام الحسين عليه السلام ، حيث بلغ طولها 30كم، وعن أطول مائدة طعام بطول 80 كيلو متر في محافظة ذي قار لتقديم الطعام، وراية حزن تعد الأطول في العالم، حيث بلغ طولها (2525 متراً) أي ما يعادل أكثر من (2كم) ونصف رفعها أهالي محافظة ديالى في هذه السنة.
وغيرها من الوثائق والأرقام والبيانات المدعومة بالصور ولقطات الفيديو ما يجعل كربلاء في زيارة الأربعين الخالدة هي موسوعة الأرقام الكبرى التي لا تنافس ولا تُكسر من أي جهة كانت، وبكل المقاييس والتفاصيل والمستويات تبقى كربلاء موسوعة الأرقام العليا العصية على التنافس والكسر، وعلى موسوعة غينيس أن تحفظ ماء وجهها وتدخل التاريخ من بوابة كربلاء، إن كانت تسمى موسوعة عالمية واسعة الانتشار..!!