المرجعيّة الدينيّة العُليا تشكر جميع الجهات التي أشرفت على زيارة الأربعين،

30-12-2018
علي المسعودي
المرجعيّة الدينيّة العُليا تشكر جميع الجهات التي أشرفت على زيارة الأربعين، وتُطالب الجهات المعنيّة بتشكيل لجنة عُليا تقوم بمهامّ التنسيق والمتابعة والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة..
شكرت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا جميع الجهات التي أشرفت على زيارة الأربعين من خلال حسن الإدارة والتنظيم في مختلف مراسيمها بفعل الجهود الطيّبة والاستثنائية التي بُذلت، مطالبةً في الوقت نفسه الجهات المعنيّة بتشكيل لجنة عُليا تقوم بمهامّ التنسيق والمتابعة والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة.
كما أشادت المرجعيةُ الدينية بالتضحيات الكبيرة التي يُقدّمها الشعبُ العراقيّ على مرّ السنين في مواجهة التحدّيات والمصاعب الكبيرة التي تتفطّر لها صخورُ الجبال، مؤكّدةً أنّ الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة لهذا الشعب ستكون العامل الأساس لانتصاره في معركة الإصلاح وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعهم.
جاء هذا أثناء الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (21صفر 1437هـ) الموافق لـ(4كانون الأوّل 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ (دام عزه) حيث جاء فيها:
"أيّها الإخوة والأخوات أودّ أن أبيّن لكم ما يلي:
لقد تمّت زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) ومسيرتها المليونية المباركة، وتكلّلت بالنجاح الباهر الذي كان انعكاساً لحسن الإدارة والتنظيم في مختلف مراسيمها بفعل الجهود الطيبة والاستثنائية لمختلف الجهات التي أشرفت عليها، حيث لم يسجّل أيّ خرق أمنيّ معتدّ به، إضافةً الى المستوى المقبول أو الجيّد للخدمات المقدّمة للزائرين، ومن المؤكّد أنّ ذلك يمثّل نجاحاً وطنياً كبيراً لجميع المؤسّسات العراقية الحكومية والأهلية والمواطنين الذين ساهموا بروح الفريق الواحد في إنجاح هذه الزيارة المباركة، وهنا نودّ أن نذكر النقاط التالية:
النقطةُ الأولى: لابُدّ من أن نعبّر عن عميق اعتزازنا وتقديرنا وشكرنا لجميع الذين كان لهم الدور الفاعل والأساس في إنجاح إدارة هذه الزيارة ومنهم جموعُ الفضلاء وطلبة الحوزة العلمية الذين انتشروا في مختلف الطرق المؤدّية الى كربلاء المقدّسة لتبليغ المعارف الدينيّة وإرشاد الزائرين الى ما فيه صلاحُهم وخيرُهم في الدنيا والآخرة.
وكذلك المؤسّسات الأمنية بكلّ عناوينها ومسمّياتها ومعها جموعُ المتطوّعين، حيث كان لها الدور الأكبر في النجاح الأمنيّ للزيارة، وخصوصاً الأجهزة الاستخبارية التي حالت دون وصول الإرهابيّين الى جموع الزائرين في أكثر من مكان، وأيضاً مؤسّسات الدولة الخدميّة من الصحّة والنقل والخدمات العامّة وإدارات العتبات المقدّسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة والكاظمية المشرّفة والمواكب الحسينية العزائية والخدمية وكثير من المواطنين الذين بذلوا الغالي والنفيس لخدمة الزائرين الكرام.
النقطة الثانية: على الرغم من عدم توفّر البنى التحتية الأساسية والإمكانات الضرورية لمتطلّبات الزيارة للحشود المليونية من داخل العراق وخارجه، إلّا أنّ العراقيّين أثبتوا قدرةً عالية في التغلّب على المشاكل لتحقيق هذا النجاح الباهر من كلّ الجوانب (أمنيّاً وخدمياً وتنظيميّاً) وما ذلك إلّا لتوفّر عوامل الإخلاص وروح التعاون والتنسيق والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الآخر والعمل الجمعيّ التضامني الذي فجّر الطاقات في الكلّ لخدمة الجميع، وهذا كلّه بالإضافة الى الانتصارات العظيمة لقوّاتنا المسلّحة والمتطوّعين في جبهات القتال ضدّ داعش ينبغي أن تمثّل دروساً إضافية لجميع المتصدّين للمسؤولية في البلد، وينبّههم الى أنّه متى ما توفّرت العوامل المذكورة من الإخلاص والشعور بالمسؤولية الوطنية والتعاون بين الجميع، فإنّه يُمكن وبكلّ تأكيد الخروج من الأزمات الحالية التي يمرّ بها العراق مهما كانت الظروف قاسية وصعبة.
النقطة الثالثة: إنّ ديمومة المسيرة المليونية للزائرين بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) على الرغم من مخاطر الإرهاب والظروف النفسية الصعبة التي يمرّ بها المواطنون؛ بسبب الأزمات المتتالية خلال عقود من الزمن تُعطي درساً إيمانياً وطنياً عظيماً لأبناء الشعب العراقي، فعلى الرغم من أنّ جموع الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها وأطفالها من الأجيال الحاضرة ومن أسلافهم الماضين تحدّيات ومصاعب كبيرة خلال سنين طويلة، والتي تتفطّر لها صخورُ الجبال سواءً كان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكّام أو التفجيرات الإرهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الأخيرة، إلّا أنّ هذه الجموع المؤمنة بقضيتها التي ليس لها سلاحٌ إلّا سلاح الإيمان والولاء للإمام الحسين (عليه السلام)، قد استطاعت بفعل إرادتها الصلبة وعزيمتها الراسخة الاستمرار في هذه المسيرة، بل ضاعفت من ألقها ووهجها، وهذا يجعل المرء على يقين بأنّ هذا الشعب المضحّي والصابر سينتصر على أعدائه وستنهزم عصاباتُ داعش ويتحطّم جبروتها وطغيانها وظلمها على صخرة صمود وصبر وتضحية الأبطال في القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى.