مركز تراث كربلاء يعقد ندوته الشهرية حول رواديد كربلاء وشعرائها الحسينيين
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
مركز تراث كربلاء
يعقد ندوته الشهرية حول رواديد كربلاء وشعرائها الحسينيين
من أجل الاهتمام بالتراث الكربلائي وتوثيقه بالكامل، قام مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الاسلامية والإنسانية بعقد ندوات تراثية شهرية, وفي كل ندوة من تلك الندوات يتم تناول جانب معين من هذا التراث الثر ويسلط الضوء عليه من قبل احد باحثي هذه المدينة المقدسة, وإن معظم الندوات التراثية التي يقيمها المركز المذكور تشهد حضوراً جيداً من قبل الأكاديميين والمهتمين بالشأن التراثي.
وآخر ندوة كانت حول شعراء ورواديد كربلاء الحسينيين, وكان الباحث فيها الاستاذ عبد الحسين خلف الدعمي, وقد بدأت الندوة بقراءة آيات من الذكر الحكيم, تلتها كلمة مدير مركز تراث كربلاء الدكتور احسان الغريفي, وقد جاء فيها:
نجتمع هنا اليوم لنوثّق جانباً مهمّاً من الشعائر الحسينيّة وهو جانب الشعراء والرواديد، وان الشعراء الذين كتبوا عن الإمام الحسين عليه السلام وتأثّروا به هم ليسوا من كربلاء ومن العراق فقط، ولا من العرب والمسلمين فقط، بل من مختلف الديانات ومن مختلف القوميات ومختلف اللغات، وكلّهم تأثّروا به بشكلٍ كبير باعتبار أنّ نهضته للبشرية جمعاء.
ونتمنّى أن تنبري الأقلامُ المختصّة بتوثيق جانبٍ مهمّ من تراث الإمام الحسين عليه السلام وتوثّق أسماء الشعراء والأشعار التي كُتِبَت في حقّه بمختلف اللغات والقوميات والمذاهب؛ لأنّ الإمام الحسين عليه السلام حالة إنسانية يتأثّر بها البشر، وأكون صادقاً إن جزمتُ وقلتُ لم تكتب أشعارٌ في العالم بقدر ما كُتِبَ عن الإمام الحسين عليه السلام ، ولو أردنا أن نحصي الأشعار في العالم على مختلف اللغات لم تكن هنالك شخصيةٌ في العالم قد كُتِبَ عنها في الشعر أو النثر بقدر ما كُتِبَ عن الإمام الحسين، وهذه مفخرة فالإمام الحسين عليه السلام يستحقّ أكثر من ذلك، وأظنّ أنّ من واجبنا كمحبّين وموالين لأهل البيت أن نسعى جاهدين لمعرفة أعداد الشعراء وأسمائهم وأشعارهم، ومَنْ كَتَبَ عن الإمام الحسين عليه السلام .
بعدها ألقى الأستاذ عبد الحسين خلف الدعمي محاضرةً بحثية بعنوان: (شعراء ورواديد مدينة كربلاء المقدّسة من عام 1991 حتى 2003م), وقد تناول الباحث فيها تاريخ الانشاد الحسيني في كربلاء كمقدمة لمحاضرته, وبعدها ذكر اسماء الرواديد والشعراء الحسينيين الذين لم يتوقفوا عن خدمة المنبر الكربلائي رغم تشدد السلطات الصدامية الظالمة التي كانت معادية لأهل البيت عليهم السلام , ولديها عدد من الاجراءات التعسفية بحق من يقيم العزاء الحسيني آنذاك, حيث كانت محاور هذه المحاضرة المباركة كالآتي: (نبذة موجزة عن تاريخ الإنشاد الحسينيّ, مدارس الإنشاد الحسينيّ في كربلاء, أعلام من شعراء ورواديد المنبر الحسينيّ في كربلاء, جائزة الإمام الحسين عليه السلام لخدّام المنبر, وفرسان التحدّي والنهوض في مجالس العزاء الحسيني للمدّة من 1991 لغاية 2003م).
وفي ختام المحاضرة ذكر الاستاذ عبد الحسين الدعمي تراجم عدد كبير من الشعراء والرواديد الكربلائيين، وشكر مركز تراث كربلاء والقائمين عليه؛ لإتاحتهم هذه الفرصة امامه لإلقاء بحثه الذي يمكث بين دفتي المجلات والكتب منذ عقدين من الزمن ولم يطلع عليه إلا عدد قليل حيث محدودية القراء باستثناء من وثق لهم في هذا البحث والباحثين, وقال: (مركز تراث كربلاء فعل الحرف الصامت المقروء وحوله الى منطوق من خلال اقامة هذا الندوات والمحاضرات التي تغنينا عن قراءة عشرات الكتب, فهي خلاصة وافية لإشباع عناوين البحث بالدراسة الجدية والتطبيق).
والجدير بالذكر ان هذه الندوة كانت مميزة من ناحية المداخلات والأسئلة والاضافات التي تقدم بها الحاضرون للباحث حيث كانت كثيرة وقيمة, وبسببها استمرت الندوة لوقت طويل اكثر مما هو مقرر, وهذا يدل على اهميتها وأهمية محاورها التي لامست الشعائر الحسينية، وسلطت الضوء على خدام المنبر الحسيني الكربلائي، ووثقت الكثير من الأحداث والتضحيات.