أهالي الكفل يحيون مراسيم الأحزان
30-12-2018
زيد علي كريم الكفلي
أهالي الكفل يحيون مراسيم الأحزان
في كل عام، وفي كل بقاع العالم، يحيي محبو أهل البيت عليهم السلام ذكرى زيارة أربعينية الإمام أبي الأحرار عليه السلام ، ولكن هذا العام اختلف عن سابقته من حيث التنظيم والخدمة والتلاحم الروحي، حيث المواكب الحسينية تحيي مراسيم الحزن بطرق متعددة، تارة بالمجالس الحسينية والمآتم، وتارة أخرى بالمسيرات وإلقاء القصائد والشعر والزنجيل واللطم على الصدور والتشابيه، وتقديم شتى أنواع الخدمة لزائري الحسين عليه السلام ، وغيرها..؛ تعبيراً وإحياءً لهذه الفاجعة الأليمة .
وقد كانت مواكب الخدمة حاضرة منذ بداية محرم الحرام، وانتهاء بزيارة الأربعين.. فقد أخذ أصحابها بنصب السرادق على طريق الشارع التي تنطلق منه المواكب الحسينية، فيقدمون أفضل الخدمات كالمأكل والمشرب والتنظيف، وغيرها..؛ خدمة للحسين عليه السلام ، وتجد كل الشرائح تشارك في هذه الخدمة من مسؤولين وأساتذة ومثقفين واجتماعيين وغيرهم.
أما الاستعدادات الأمنية، فهي حاضرة أيضاً؛ لتأمين المواكب الحسينية ومجالس العزاء، فهنالك تنسيق عال بين القوات المسحة بكل أصنافها والمواطنين.
وقد تحدث إلينا أحد أعضاء الهيئة التنظيمية لمواكب الكفل (قاسم الذهبي) عن تنظيم المواكب قائلاً: هنالك أكثر من (120) موكباً بين خدمي ونزول وبإشراف من هيئة المواكب في العتبة العباسية المقدسة يقوم مجموعة من الشباب المتطوعين برئاسة الحاج خضير عباس بتنظيم المواكب من الدخول والخروج عند نزولها إلى مركز المدينة وبالتحديد إلى حسينية الكفل، ابتداء من الأول من محرم، حيث تدخل كثير من مواكب النزول وبطرق مختلفة؛ تعبيراً للحزن على الحسين عليه السلام ، وحسب الجدول المنظم لنزول موكب أهل الكفل، وبعده موكب سهل نينوى، وحي الزهراء، وتلعفر، وحي الحسين، وحي الغدير، وحي العباس... وقد أشاد بالتقدم الحاصل في الخدمة والتعاون بين المواكب من اجل إحياء هذه الشعيرة بطريقة سلمية.
وأشار مسؤول المواكب الحسينية بالكفل وصاحب موكب أهالي الكفل المتأسس (1910) الحاج خضير عباس الجبوري عن إستعدادات المواكب لزيارة الأربعين وإحياء المناسبات قائلا:
مواكب أهالي الكفل تحيي جميع المناسبات من وفايات وولادات أهل البيت عليهم السلام كما يحيون واقعة الطف وزيارة الأربعين وواقعة مظلومية الزهراء عليها السلام والإمام الحسن عليه السلام ، وحتى وفاة السيدة معصومة، حيث ينزل موكب إلى إيران يقدر بأكثر من (700) شخص، ومن كلا الجنسين .
وأضاف الجبوري: إن مواكب الخدمة بالكفل الممتدة من حدود النجف إلى حدود كربلاء تستعد لاستقبال زوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام القادمين سيراً على الأقدام من خارج العراق وداخله كدولة البحرين وإيران وباكستان وغيرهم حيث تقدم كافة الخدمات لهم من طعام ومشرب ومبيت وعلاج.. ولعل هذه الجهود التي يبذلونها في هذه المناسبة تعتبر فريضة يستأنس بها الخدام للأجر والثواب من الله تعالى.
وهكذا تبقى خدمة الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ إلى يوم القيامة.. وهذا ما جسده المحبون لآل البيت عليهم السلام في إحياء هذه الشعيرة الدينية .