المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُجدّد دعوتها للتنسيق بين القوّات المقاتلة للخروج بانتصاراتٍ جديدة

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُجدّد دعوتها للتنسيق والتعاون بين القوّات المقاتلة للخروج بانتصاراتٍ جديدة، وتشدّد على تسخير كافة الإمكانات لمواجهة الإرهاب الداعشيّ؛ كونه التحدّي الأكبر للبلد..
دعت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا الى زيادة التنسيق والتعاون بين القوّات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوّعين وأبناء العشائر والبيشمركة للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة، وتحرير مناطق أخرى؛ ليتحقّق في النهاية الانتصار الكامل لطرد الإرهابيين من جميع أراضينا، وإزالة خطرهم عن بلدنا بإذن الله تعالى.
كما أكّدت المرجعيّةُ الدينيّة على ضرورة إصلاح الدوائر الحكومية التي يُعاني فيها المواطنون من عدم اهتمام بعض الموظفين في إنجاز المعاملات، حيث يُلاحظ في حالات غير قليلة أنّ بعض الموظفين يعمد الى عرقلة المعاملة وإطالة أمد المراجعة، ومن السهل جدّاً على بعضهم - أي الموظّفين - أن يؤجّل المراجع الى وقت آخر من دون سبب مقبول غير مكترث بما يسبّب ذلك للمراجع من أذىً ومشاكل.
جاء هذا أثناء الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (30محرّمٍ الحرام 1437هـ) الموافق لـ(13تشرين الثاني 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، والتي جاء فيها:
إخوتي أخواتي نعرض على مسامعكم الكريمة أمرين:
الأول: إن تحدي الإرهاب الداعشيّ هو التحدي الأكبر الذي يواجهه البلد في الظرف الحاضر، ولابُدّ من تسخير كافة الإمكانات في مواجهته داعين الى مزيد من التنسيق والتعاون بين القوّات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتّحادية والمتطوّعين وأبناء العشائر والبيشمركة، للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة وتحرير مناطق أخرى؛ ليتحقّق في النهاية الانتصار الكامل لطرد الإرهابيّين من جميع أراضينا، وإزالة خطرهم عن بلدنا بإذن الله تعالى، وبهذه المناسبة نشيد بالانتصارات التي تحققت على يد الإخوة البيشمركة في سنجار، ونُبدي أَسَفَنا للمصادمات التي وقعت في طوزخرماتو، ممّا لا مبرّر لها أبداً، آملين أن يضع العقلاء من الطرفين حدّاً لها، وأن يوجّه جميعُ الإخوة أسلحتهم الى العدوّ المشترك، وهم الإرهابيون الدواعش.
الأمر الثاني: يُعاني المواطنون من عدم اهتمام بعض الموظفين في الكثير من الدوائر الحكومية بإنجاز معاملات المراجعين وفق السياقات القانونية، بل يُلاحظ في حالات غير قليلة أنّ بعض الموظّفين يعمد الى عرقلة المعاملة، وإطالة أمد المراجعة ومن السهل جدّاً على بعضهم - أي الموظفين - أن يؤجّل المُراجع الى وقتٍ آخر من دون سببٍ مقبول غير مكترثٍ بما يسبّب ذلك للمراجع من أذىً ومشاكل، وهذا جزءٌ من الفساد الذي نُعاني منه وتُعاني منه المنظومةُ الحكومية ويجب السعي الى إصلاحه.
إنّ إشاعة ثقافة المواطَنَة الصالحة وتربية الأولاد عليها في البيت والمدرسة والجامعة يساهم كثيراً في تقليل بعض الممارسات الخاطئة عند بعض الموظفين، وترفع اللامبالاة التي تحيط بسلوك آخرين.
إنّ بعض الآفات الخطيرة التي تُعاني منها الدوائر الحكومية كالرشوة لم يكن لها أن تنتشر بهذه الصورة المخيفة التي نشهدها اليوم لو كان هناك عملٌ جادّ في تربية أبنائنا وبناتنا على الابتعاد عنها كحالة غير أخلاقية، وتحريرهم من مخاطرها على بناء البلد ومستقبله.
فإذا كنّا نريد لبلدنا مستقبلاً أفضل تقلّ فيه نسبة الفساد، فلابُدّ أن نعمل على تنشئة الجيل الجديد في البيت والمدرسة والجامعة على التحلّي بالفضائل الأخلاقية والابتعاد عن رذائلها، ونزرع وننمّي في نفوسهم حبّ الوطن والمواطن أيّاً كان والالتزام بالصدق ورعاية حقوق الآخرين والابتعاد عن الكذب والرشوة والإضرار بالمصلحة العامة، ونحو ذلك وهذه مسؤوليةٌ تقع على عاتق الجميع.
كما نوّه ممثّلُ المرجعية الدينية العُليا بالثناء على مجموعة من الطلّاب في المتوسطة والإعدادية الذين قلّلوا من مصروفاتهم اليومية؛ دعماً للمعركة التي يخوضها العراقُ ضدّ الإرهابيّين، وقال:
واقعاً أنا أحمل بيدي بعض العملات النقدية الآن، هذه هي عبارة عن مصروفاتهم اليومية التي قلّلوها، وهي من أصغر فئة الى فئة الألف دينار؛ لأنّ هؤلاء لا يملكون إلّا هي، وحقيقةً كانت لهم هذه المواقف السخيّة دفاعاً عن البلد عندما نقول لابُدّ أن تُدعم هذه المعركة، ويكون هؤلاء الأبناء من الساعين والداعمين لها، لابُدّ أن تكون هذه الممارسة وإن صغرت لكنّها كبيرة في الواقع؛ لأنّهم لا يملكون إلّا هذه الأموال لتكون حجّةً على المسؤولين في الدولة وعلى الأثرياء وعلى أصحاب القرار الذين يُمكن أن يُساعدوا، لكنّهم لا يفعلون ذلك، واقعاً نتشرّف بهؤلاء الأولاد الذين هم مفخرةٌ للبلد، وعلى الساسة الذين لا يفعلون أن يتعلّموا من هؤلاء.