المرجعيّة الدينيّةُ العُليا تجدّد دعوتها الى ضرورة توحّد جميع مكوّنات الشعب العراقيّ
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّة الدينيّةُ العُليا تجدّد دعوتها الى ضرورة توحّد جميع مكوّنات الشعب العراقيّ وتوظيف كلّ الطاقات في الحرب ضدّ الإرهابيّين.. مؤكّدةً أنّ النصر النهائيّ في المعركة سيعود بثماره ومعطياته على جميع العراقيين..
أصدرت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا بعض الأمور التي يجب على الزائرين مراعاتها خلال مسيرتهم إلى كربلاء المقدّسة لإحياء زيارة الأربعين، كما جدّدت دعوتها الى ضرورة توحّد جميع المكوّنات وتوظيف كلّ طاقاتها وإمكاناتها لمعركة هي واحدة للجميع ضدّ هؤلاء الإرهابيّين، وعلى الجميع أن لا يسمحوا بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح ولا يدعوا مجالاً لزرع الفتنة والاحتراب بين صفوف أبناء الشعب العراقيّ، فالتحدّي الأكبر والأخطر أمام الشعب العراقيّ بمختلف أديانه وطوائفه وقوميّاته هو المعركة ضدّ داعش وفكره الإقصائيّ ومنهجه الدمويّ.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (7صفر 1437هـ) الموافق لـ(20تشرين الثاني 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف وكانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) والتي جاء فيها:
"أيّها الإخوة والأخوات أودّ أن أعرض على مسامعكم الكريمة الأمرين التاليين:
الأمر الأوّل: مع اقتراب موعد زيارة الأربعين التي يزحف فيها الملايين من عشّاق الإمام الحسين عليه السلام مشياً على الأقدام نحو مرقده الشريف، قاصدين بذلك التعبير عن شدّة ولائهم وقوّة ارتباطهم بالإمام الحسين عليه السلام ، وتجديد العهد له بمواصلة الدرب على مبادئه الشريفة وقيمه السامية، نودّ أن نذكّر المؤمنين ببعض ما ينبغي لهم رعايته في هذه المناسبة:
أوّلاً: إنّ من أهمّ مقاصد هذه الزيارة الحسينية هو الحفاظ على مبادئ الإسلام وأحكامه وتعاليمه المقدّسة التي ضحّى الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من أجل حمايتها من الضياع والانحراف، ويقتضي ذلك من المؤمنين مزيد التفقّه في الدين والحرص على تطبيق تعاليمه بطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الأطهار عليهم السلام وأداء الواجبات واجتناب المحرّمات، ويتصدّى في هذه الزيارة كما في التي قبلها مجموعةٌ من فضلاء الحوزة العلمية وطلّابها لبيان الأحكام الشرعية والتعاليم الأخلاقية وإقامة الصلاة جماعةً على طول مسار الطريق الواصل الى كربلاء المقدّسة، فينبغي للزائرين الكرام أن يغتنموا هذه الأيّام ويجعلوا سفرهم الإلهيّ هذا فرصةً لمزيد التفقّه في الأحكام الشرعية والتحلّي بالأخلاق الفاضلة، والحرص على إقامة الصّلاة في أوّل وقتها.
ثانياً: ومن المقاصد المهمّة لهذا السفر الإلهي هو تثبيت المبدأ الأساس الذي انطلق منه الإمام الحسين عليه السلام في مسيرته من المدينة المنوّرة الى كربلاء المقدّسة وأراد من شيعته ومحبّيه الالتزام به في أحلك الظروف وأقساها، ألا وهو التضحية بالنفس والمال والولد لحماية قيم الإسلام ومبادئه والحفاظ عليها من دون تغيير وتحريف، والإيثار والشجاعة والصبر والصمود والعزيمة الراسخة والإرادة الصلبة في هذا السبيل، ولاشكّ في أنّ المعركة المصيرية في هذه الأيام ضدّ عصابات داعش تتجلّى فيها تلك القيم بأسمى صورها ومعانيها ولاسيّما من أحبّتنا الأبطال المقاتلين بمختلف عناوينهم، الذين يرابطون في الجبهات، وقد تركوا الدنيا وما فيها وفارقوا الأهل والولد والأحبّة ليجسّدوا قيم الفداء والتضحية والإيثار بأنفسهم من أجل الحفاظ على هذا البلد ومقدّساته وأعراض مواطنيه.
ثالثاً: المأمول من الزائرين وأصحاب المواكب الحسينية - جزاهم الله تعالى خيراً - أن تكون أعمالهم وخدماتهم مرآةً عاكسةً لأخلاق أهل البيت عليهم السلام ، وذلك من خلال حرصهم على الحفاظ على الممتلكات العامّة والخاصّة سواءً كانت لدوائر الدولة أو لعموم المواطنين، وعدم مزاحمة مسارات الآليات والسيارات الناقلة للزائرين والحفاظ على نظافة مواقعهم وعدم الإسراف في الطعام، فإنّ هذا العمل المحمود - وهو إطعام الزائرين- قد ينقلب الى فعلٍ مذموم إذا اقترن بالإسراف والتبذير.
ونوصي أخواتنا الزائرات بالاهتمام برعاية أعلى درجات الحشمة والعفاف وتجنّب الاختلاط المذموم، ونؤكّد على شبابنا بالاهتمام بإظهار أنفسهم بالمظهر المناسب لقداسة المناسبة والابتعاد عن أيّ تصرّفٍ يخدش ذلك في الملبس أو السلوك.
الأمر الثاني: سبق أن أكّدنا أنّ التحدّي الأكبر والأخطر أمام الشعب العراقيّ بمختلف أديانه وطوائفه وقوميّاته هو المعركة ضدّ داعش وفكره الإقصائيّ ومنهجه الدمويّ، هذا التنظيم الإرهابيّ الذي شملت جرائمه الوحشيّة مختلف بقاع الأرض..
ومن المؤكّد أنّ النصر والظفر النهائيّ في المعركة ضدّ داعش سيعود بثماره ومعطياته على جميع العراقيّين وليس لبعضهم دون بعض، ومن هنا لابُدّ من توحّد جميع المكوّنات وتوظيف كلّ طاقاتها وإمكاناتها لمعركة هي واحدة للجميع ضدّ هؤلاء الإرهابيّين، وعلى الجميع أن لا يسمحوا بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح، ولا يدعوا مجالاً لزرع الفتنة والاحتراب بين صفوف أبناء الشعب العراقيّ، فإنّه لا يستفيد من ذلك إلّا تلك العصابات الإجرامية.