الوجوب الكفائي والثورة الاعلامية
30-12-2018
لجنة الرصد الاعلامي
منذ انبثق الوجوب الكفائي، انفجرت ثورة اعلامية أفردت الكثير من أنشطتها اهتماماً واسعاً بالدوافع الوطنية، ومتابعة تطورات هذا النداء الفاعل إنسانياً أو انعكاسات التأثير وطنياً ودولياً، تلبية النداء بهذا الشكل الجماهيري أثارت الدهشة عند العالم كله، وخاصة الدول التي وضعت امكانياتها التقنية والعسكرية لصالح داعش، وقد اعتقدت أن سقوط البلاد على مقربة ليل..! لكن انتفاضة الوجوب الكفائي كانت شاملة الابعاد حملت أهدافاً مشروعة، وشاركت في قيادتها قوى شعبية متطوعة امتدت ساحة المواجهة العسكرية الى آلاف الأميال، وهي تتقدم اليوم لتحرير الموصل.
وركز الاعلام الوطني على أن هذه القوة التي ستجمع القوى، وتوحد العراق، وتقوي الأمن هي تصب في مسعى الوجوب بشمول عراقية الجهاد دون التركيز على فرعيات الانتماء، بينما الاعلام المنحرف أراد اشاعة المغزى الطائفي لفصل هذه الحشود عن وطنية العراق، كما فصلوا سابقا عراقية الجيش العراقي، فصار يسمى بأسماء القادة: (جيش المالكي، وجيش العبادي، والجيش الصفوي..!)، فكان سعي الاعلام المنحرف هو اعطاء الصورة المموهة بأنه عبارة عن ميليشيات شيعية؛ من أجل زعزعة الثقة الوطنية، وإشغال ذهنية الاعلام عن انتماءات الدواعش وطرق تمويلهم، مع اشاعة الرعب في قلوب الناس كجزء من اعلام داعشي مدروس، وهذا يظهر افلاسه عن اخلاقيات الدين والمهنة الاعلامية.
وعمل الاعلام الداعشي كل ذلك من اجل تهميش المنجز الكبير الذي حققه ابطال الحشد من انتصارات كبيرة، وإشاعة الكذب السياسي والافتراءات المفبركة، بينما كان الاعلام الوطني يعمل على تقوية اواصر العلاقة بين الحشد والأهالي الذين يدركون الالتزام المنضبط الذي يتمتع به ابطال الحشد الايماني المبارك، فجاهد الاعلام الحربي لإظهار الشجاعة والحماس وقيم التضحية.. والإعلام الوطني جاهد لتحقيق قيم التضحية وتثبيت دعائم الثقة وبث الصورة الحقيقية بما يضم الحشد من انتماءات مذهبية ودينية تمثل الطيف العراقي.
المشكلة ان الاعلام الوهابي خسر الكثير من أبنائه وأتباعه، عندما اكتشفوا حجم الدس والكذب، ولهذا نحن نراهن على انتصار الاعلام الوطني، وخسارة اعلام الشر، بما يمتلك من كذب سيلعنه الشعب عما قريب.