المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو المسؤولين الى استخلاص العبر من ابطال الحشد الشعبي

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو المسؤولين الى استخلاص العبر والدروس من انتصارات أبطال القوّات المسلّحة والمتطوّعين للاستفادة منها في المعارك القادمة وتدعو الى زيادة التنسيق بين القطعات المقاتلة..
دعت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا المسؤولين من مختلف مواقعهم الى استخلاص العبر والدروس من الانتصارات الكبيرة التي حقّقها أبطالُ القوّات المسلّحة والمتطوّعون وأبناء العشائر للاستفادة منها في المعارك القادمة، مؤكّدةً على ضرورة زيادة التنسيق بين القطعات المقاتلة، ومنها الحيطة والحذر وعدم الغفلة عن العدوّ في مختلف الجبهات. كما بيّنت المرجعيةُ الدينيّةُ أنّ من أهمّ واجبات الحكومة سواء الحكومة المركزية أو الحكومات المحلّية هو استغلال نعم الله تعالى على هذا البلد في سبيل خدمة المواطنين، وإذا لم تقم الحكومة بواجبها في هذا المجال، فقد تتحوّل النعمة الى نقمة كما حصل في الأيّام الأخيرة بالنسبة الى مياه الأمطار.

جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (16محرّم الحرام 1437هـ) الموافق لـ(30تشرين الأوّل 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وجاء فيها:
إخوتي أخواتي أعرض بخدمتكم ثلاثة أمور:
الأمر الأوّل: إنّ الانتصارات الكبيرة التي حقّقها أبطالُ القوّات المسلّحة والمتطوّعون وأبناءُ العشائر الغيارى في المعارك الأخيرة يجب أن تحظى بعناية المسؤولين من مختلف مواقعهم، ويستخلصوا منها العبر والدروس للاستفادة منها في المعارك القادمة، ومنها أهمّية توفير كلّ الإمكانات والتسهيلات المتاحة للقوّات المقاتلة وتقديم احتياجاتهم على سائر الاحتياجات التي يُمكن أن يُرحّل تأمينها الى وقتٍ آخر حينما يتحسّن الوضع المالي للبلد، ويتجاوز الأزمة الخانقة الحالية، ومنها أهمّية التنسيق بين القطعات المقاتلة بمختلف عناوينها، فإنّه من أهم عوامل الانتصارات الأخيرة، فلابُدّ للقيادات المعنيّة من بذل مزيد من الجهد؛ لغرض المزيد من التنسيق فيما بينهم، ومنها ضرورة الحيطة والحذر، وعدم الغفلة عن العدوّ في مختلف الجبهات، فإنّه ينتهز الفرصة أينما سنحت له، وإذا خسر في موقع حاول أن يباغت في موقعٍ آخر، فلابُدّ للقطعات العسكرية أن تكون يقظةً، ولا تسمح له بالاختراق، ونسأل الله تعالى أن يخذله ويعجّل بالقضاء عليه، ويخلّص بلدنا العزيز منه.
الأمر الثاني: إنّ من أهمّ واجبات الحكومة سواءً الحكومة المركزية أو الحكومات المحلّية هو استغلال نعم الله تعالى على هذا البلد في سبيل خدمة المواطنين، وإذا لم تقم الحكومة بواجبها في هذا المجال، فقد تتحوّل النعمةُ الى نقمة كما حصل في الأيّام الأخيرة بالنسبة الى مياه الأمطار، فإنّ المطر من أعظم النعم الإلهية على البشر، وموسم الأمطار يعتبر من مواسم الخير؛ لما فيه من بركات كثيرة لعموم الناس، ولكن من المؤسف أنّه تسبّب في هذه الأيّام بمعاناة الكثير من المواطنين في العديد من المدن والمناطق السكنيّة؛ لأنّ الحكومات المختلفة لم تقم بواجبها في إنشاء وإصلاح شبكات صرف مياه الأمطار حينما كانت هناك وفرة مالية تفي بذلك، وأمّا اليوم فيتذرّعون بعدم توفّر المخصّصات اللازمة، وفي كلتا الحالتين، فإنّ المواطنين هم من يدفعون ثمن إهمال المسؤولين وفسادهم، والى الله المشتكى.
الأمر الثالث: في هذه الأيّام ومع هطول الأمطار بكميّات كبيرة، ازدادت معاناةُ إخواننا وأخواتنا في مخيّمات النازحين من مختلف المناطق، وتُشير التقارير الى أنّهم يعيشون ظروفاً مأساوية لا تُطاق، إنّ مسؤولية مساعدة هؤلاء الأعزّة هي مسؤوليّتنا جميعاً، ومن هنا نهيب بجميع المواطنين أن يهبّوا لنجدتهم وتقديم العون لهم كلٌّ حسب ما يتيسّر له، وليكن ذلك مع حفظ عزّتهم وكرامتهم.
إنّ القيام بهذه المهمة الإنسانية والإسلامية بالإضافة الى ما له من الأجر العظيم، فهو ممّا يزيد من التلاحم الوطنيّ بين أبناء هذا الشعب، فينبغي مزيدُ الاهتمام به من كلّ من يحرص على وحدة هذا البلد أرضاً وشعباً.