الحشد الشعبي.. ثقافة إنجاز..!
30-12-2018
طارق صاحب
الحشد الشعبي.. ثقافة إنجاز..!
الحشد الشعبي المبارك، هم جند المرجعية، وحماة الوطن، وصيوان المقدسات، أصبح ظاهرة غير طبيعية ولا مسبوقة في التاريخ؛ لما سطروه من أروع ملاحم الفداء والبطولة لحماية الأرض والعرض والمقدسات من دنس العصابات الإجرامية القذرة المتمثلة بالدواعش الجبناء، وبقايا البعث الكافر، ومن يقف خلفهم من المنافقين.
صاروا مدعاة فخر لكل الشرفاء والأحرار في العالم، وأصبحوا رقماً يحسب له ألف حساب لبسالة عناصره في ساحات القتال، وتسابقهم إلى الشهادة كأصحاب الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء؛ فسقت دماؤهم الطاهرة تراب الوطن حتى شبههم المرجع الديني الكبير الشيخ الوحيد الخراساني قدس سره أنهم كحبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه .
استطاع هذا المكون الشريف لملمة جراحات الوطن بوقت قياسي وجيز، وبمقاتلين لم يتدربوا بأكاديميات عالمية، وبأسلحة متواضعة ومتهالكة، وبقدرات تكاد تكون غير موجودة بأن يهزموا جيوش الدواعش المرتزقة من المقاتلين الذين تدربوا لسنوات طويلة في معسكرات القاعدة، وغوانتنامو، وأبو غريب، وغيرها التي تشرف عليها أجهزة مخابرات دولية باتت واضحة للعيان.
مقاتلو الحشد الشعبي الأبطال المتطوعون، استطاعوا أن يوقفوا هجمة بربرية كادت أن تؤدي بالعراق إلى الهاوية، لولا الفتوى المقدسة للمرجعية الدينية المباركة في النجف الأشرف المتمثلة بالمرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف.
هزموا جيوش الدواعش بقوة العزيمة والإرادة التي تصنع المستحيل، إنه الإخلاص بالعمل وإرادة الإنجاز، ماذا لو كانت الدولة العراقية تعمل بكل جنباتها بنفس هذا الإخلاص والتفاني؟ ماذا لو كانت هذه الإرادة موجودة سابقاً؟ بدل من إرادة التنصل من المسؤوليات التي أوصلت البلاد للحاجة إلى متطوعين..! كيف سيكون البلد لو كانت ثقافة الإنجاز التي أوجدها الحشد الشعبي هي الثقافة السائدة منذ سقوط نظام الطاغية لليوم؟ إذن لكان البلد يختلف تماماً، ولكن هناك من هو مستفيد من ثقافة (التنصل) التي انعكست على شكل أموال في البنوك العالمية من خلال الفساد الذي ضرب مؤسسات الدولة.