رجل بيعة الغدير والحشد الشعبي رجال غير عاديين لدور غير عادي

30-12-2018
المهندس زيد شحاثة
رجل بيعة الغدير والحشد الشعبي
رجال غير عاديين لدور غير عادي

المهندس زيد شحاثة
لا يغفل أصحاب المشاريع الكبرى، وخصوصاً التي تهتم ببناء أمة أو دولة، عن رسم الخطوات القادمة وتحديدها، وتحديد شخوصها المرشحين، إن أمكن ذلك، وتوفر الأشخاص، أو المجموعات المناسبين.
تتعلق عملية تحديد الشخوص، أو المجموعات المعنية، بقضايا ترتبط بأهمية المسؤوليات المناطة بتلك الشخصيات في مستقبل المشروع، وأثرها على نجاحه، وتحقيقه لأهداف الأمة أو الوطن.
لا يمكن أن يختلف اثنان، على مصداقية واقعة بيعة غدير خم، في صدر الإسلام، وثبوتها تاريخياً، لكن البعض حاول تأويلها بتفسيرات، تقترب أو تبتعد، بمقدار ما فهمه، أو ما تحقق من مصالحه الخاصة، أو الجهة أو الفريق الذي يؤيده، أو دفع له.
لكن ما اتفق عليه حتى أشباه المنصفين، والباحثين بموضوعية، ممن حلل الواقعة ودرسها، خطورة الدور المناط بالإمام على بن أبي طالب عليه السلام في الرسالة الإسلامية، وهو دور اختاره له النبي الأكرم عليه وآله أفضل الصلوات، بتوجيه رباني.. لحماية الرسالة، وإكمالها شرحاً وتوضيحاً، والحفاظ على وحدة المسلمين، وحمايتهم من الفتن والانحراف، خصوصاً في ظل الظروف التي رافقت وفاة الرسول J وما بعدها، مما لا يطيقه الإنسان العادي.. فكان فعلاً إنساناً غير عادٍ، لدور غير عادٍ.
رغم استحالة أن يقارن دور أي شخص أو جهة، بدور الإمام علي عليه السلام ، إلا مع حفظ النسبة وفارق خطورة الدور، وفردية شخصيته وندرتها. إلا أن الدور الذي قام به، أبطال الحشد الشعبي، على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، كان من الخطورة والأهمية والمصيرية بمكان، لتعلقه بوجود العراق كوطن، واستمرارية بقائه موحداً.
ورغم وجود قوات أمنية، من جيش وشرطة، ومؤسسات دولة، إلا أن طبيعة التركيبة العقائدية والوطنية للحشد، سمحت له بلعب دور توحيدي، يضاف لدوره العسكري، الذي نجح في أدائه بجدارة، وما امتلكه كثير من قادته ومنتسبيه، من خبرة قتالية، تتلاءم وطبيعة المعركة؛ كونها غير نظامية أو تقليدية، وتفرده بكيفية القرار الذي أدى لتشكيله، بفتوى من المرجعية المباركة.
بعض الأدوار تفرض على الإنسان أو المجموعة اضطراراً، وبعضها الآخر تُختار بكامل الرغبة.
بعض تلك الأدوار، تكون ثانوية، وعلى هامش الأحداث العظيمة في مصير الأمم.. وأدوار أخرى تكون في قلب الحدث، إن لم تكن هي الحدث.