المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا مشيدةً بانتصارات القوّات الأمنية والمتطوّعين

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا مشيدةً بانتصارات القوّات الأمنية والمتطوّعين: أيّها المقاتلون الأبطال إنّكم في خندق الحقّ وعدوّكم
في خندق الباطل فكونوا حريصين على رعاية الحقّ والعدل..
أشادت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا بالانتصارات الأخيرة التي تحقّقت على أيدي أبطال القوّات الأمنية، والمتطوّعين، وأبناء العشائر في عدّة قواطع لتطهير الأراضي من رجس الإرهابيّين، مطالبةً في الوقت نفسه الدولة بكلّ مؤسّساتها أن تدعم هذه المعركة المصيرية، وتوفّر لها الإمكانات المتاحة من أجل إدامة هذا النصر.
كما أكّدت المرجعيةُ الدينيةُ على الإخوة الأعزّاء الذين يقاتلون من أجل شعب العراق وأرضه ومقدّساته أن يعلموا أنّهم يخوضون أشرف المعارك وأقدسها وأهمّها في تاريخنا المعاصر، وهم بذلك يكتبون تاريخاً مشرقاً ومشرّفاً لبلدهم بدمائهم الزكية، وعقولهم النيّرة وسواعدهم المفتولة.
جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (2محرم الحرام 1437هـ) الموافق لـ(16تشرين الأوّل 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، حيث جاء فيها:
إخوتي الأعزّاء أعرض على مسامعكم الكريمة أمرين:
الأمر الأوّل:
منذ عدّة أيّام، يخوض أعزّاؤنا من أبطال القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى معارك شرسةً في عدّة قواطع؛ لتطهير المزيد من الأراضي من رجس الإرهابيّين، وتتوالى أنباء انتصاراتهم وتقدّمهم في مناطق مهمّة كان الإرهابيّون يُحكمون السيطرةَ عليها، فتمّ بحمد الله تعالى تحريرُها بأيدي قوّاتنا البطلة، ونحن إذ نُبارك لهم هذه الانتصارات المهمّة، ونشدّ على أيديهم، وندعو لهم بمزيد الصبر والثبات، ولشهدائهم الأبرار بالمغفرة والرضوان، ولجرحاهم بالشّفاء والعافية نجدّد التأكيد على أمرين:
أ. على الدولة بكلّ مؤسّساتها أن تدعم هذه المعركة المصيرية، وتوفّر لها الإمكانات المتاحة من أجل إدامة هذا النصر، مستذكرةً في نفس الوقت الإرادة القويّة التي تمتّع بها هؤلاء المقاتلون رغم الظروف الصعبة لتلك الإرادة القويّة التي أوقفت الانهيار الذي مرّت به المؤسّسات في وقتها، وهذا الاستذكار من باب التوثيق التاريخي المهمّ جدّاً من جهة، والشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الأبطال من جهةٍ أخرى، حتى يندفع الإخوة المسؤولون نحو مسؤوليّتهم التاريخية والوطنية في إبداء المساعدة اللازمة التي هي من الواجبات الوظيفية بالنسبة اليهم.
ب. على الإخوة الأعزّاء الذين يقاتلون من أجل شعب العراق وأرضه ومقدّساته أن يعلموا أنّهم يخوضون أشرف المعارك وأقدسها وأهمّها في تاريخنا المعاصر، وهم بذلك يكتبون تاريخاً مشرقاً ومشرّفاً لبلدهم بدمائهم الزكية وعقولهم النيّرة وسواعدهم المفتولة، وعليهم أن لا يضعفوا عن القتال ولا يستكينوا ولا يهنوا ولا تفتر همّتُهم، بل المأمول منهم وهم أهلٌ لذلك أن يزدادوا ضراوةً على الأعداء، وبسالةً في مواقع القتال وشجاعةً إذا تقابلت الصفوف.
إنّكم أيّها الأعزّاء أبطال العراق ونجباؤه ومفخرتُهُ حاضراً ومستقبلاً ويحقّ للعراقيّين جميعاً أن يفخروا بكم ويفخروا بآبائكم وأمّهاتكم الذين قدّموا فلذّات أكبادهم دفاعاً عن هذا الوطن، ويفخروا بزوجاتكم اللائي شجّعنكم على الذهاب الى جبهات الحقّ وحفظن الأولاد والبيوت في غيابكم.
إنّكم جميعاً موضعُ فخرنا واعتزازنا، وتقصر الكلماتُ عن أداء بعض حقّكم. أيّها المقاتلون الأبطال من رجال القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى، إنّكم في خندق الحقّ وعدوّكم في خندق الباطل، فكونوا حريصين على رعاية الحقّ والعدل في جميع خطواتكم، حافظوا على ما يقع تحت أيديكم من الأموال العامّة أو الأموال الخاصّة للمواطنين، واحموا الشيوخَ والأطفالَ والنساءَ وكلَّ بريءٍ لا دور له في المعارك، عاملوا الجميع بالرحمة والرأفة والإنسانية، بارك الله بكم وحمى الله أرضنا ومقدّساتنا بهمّتكم وحقّق النصر المؤزّر بسواعدكم إن شاء الله تعالى.
الأمر الثاني:
تبحث الجهاتُ الحكوميةُ المعنيّة في هذه الأيّام الميزانية المالية للعام القادم، ومن المتوقّع أن يقرّها مجلسُ الوزراء قريباً، وتصل الى مجلس النوّاب لمناقشتها وإقرارها، والمأمول أن يُراعى في إعداد هذه الميزانية وضع حلولٍ واقعية لتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية التي يمرّ بها البلد، وأن تُتخطّى الطريقةُ التقليديّةُ في توزيع الموارد المالية وصرفها، وأن تُلاحظ الأولويّاتُ في كافة موارد الصرف، فلا يُخصّص شيء من موارد البلد لأمور غير ضرورية يُمكن الاستغناء عنها، ولا سيّما في هذه الظروف الحرجة.