المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو جموع الزائرين الى إحياء مراسيم عاشوراء بما يحفظ لها قدسيّتها

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو جموع الزائرين الى إحياء مراسيم عاشوراء بما يحفظ لها قدسيّتها، وتؤكّد على ضرورة استلهام المبادئ التي انطلق من أجلها الإمام الحسين عليه السلام في حركته الإصلاحية..
دعت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا جموعَ الزائرين الى إحياء مراسيم عاشوراء الحزينة بما يحفظ لها قدسيّتها وشرافتها وتنظيمها، وتوفير الأمن لها بالتعاون مع الجهات المعنيّة، مؤكّدةً على ضرورة أن نستلهم جميعاً من المبادئ التي انطلق منها الإمام الحسين عليه السلام في حركته الإصلاحية العظيمة، ونسعى الى تطبيقها في حياتنا الفردية والاجتماعية. كما أشادت المرجعيّةُ الدينية بالانتصارات النوعيّة التي حقّقتها القوّاتُ المسلّحة البطلة ومن يساندهم من المتطوّعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى الذين سطّروا ملاحم البطولة والتضحية والفداء بعظيم التقدير والامتنان والعرفان، خصوصاً في مدينة بيجي ومصفاتها.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (9محرم الحرام 1437هـ) الموافق لـ(23تشرين الأوّل 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسيني الشريف بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) والتي جاء فيها:
أيّها الإخوة والأخوات أودّ أن أعرض على مسامعكم الكريمة الأمور الآتية:
الأمر الأوّل: تنطلق يومَ غد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وثلّة من أهل بيته وأصحابه الكرام، مسيراتُ العزاء التي ستتوّج بعزاء ركضة طويريج في مشهدٍ عظيمٍ يعبّر عن مواساة المؤمنين للنبيّ المصطفى وآله الأطهار عليهم السلام في فاجعة الطفّ الأليمة، والمأمول من جموع المعزّين جزاهم الله تعالى خيراً في إحيائهم لهذه المناسبة الحزينة إقامةُ هذه المراسيم بما يحفظ لها قدسيّتها وشرافتها وتنظيمها وتوفير الأمن لها بالتعاون مع الجهات المعنيّة، لئلّا يحدث أيّ خرق أمني - لا سمح الله تعالى -.
كما نوصي بالحرص على إقامة الفرائض الدينية وأهمّها أداء الصلوات اليومية وعدم التهاون بها، مستذكرين شدّة اهتمام وعناية سيد الشهداء عليه السلام بهذه الفريضة الإلهية، حيث حرص على إقامة صلاة الظهر في أوّل وقتها ظهيرة عاشوراء على الرغم من ضراوة المعركة في ذلك الوقت.
كما نؤكّد على ضرورة أن نستلهم جميعاً من المبادئ التي انطلق منها الإمام الحسين عليه السلام في حركته الإصلاحية العظيمة، ونسعى الى تطبيقها في حياتنا الفردية والاجتماعية، ومن أهمّ ما يتمثّل فيه ذلك في هذا الوقت الذي ابتُلِيَت فيه الأمّة بالعصابات الإرهابية التكفيرية هو تعزيزُ الدعم والإسناد للمقاتلين الأبطال في جبهات القتال ورفع معنويّاتهم ومساعدتهم على أداء واجبهم، ومن ذلك توفير العيش الكريم لعوائلهم، ومعالجة جرحاهم، وتقديم العون للمحتاجين منهم وكفالة أيتام شهدائهم، والوصية بالثبات والصبر والإيثار والتضحية في هذا الطريق، مقتدين في ذلك بما جسّده سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء.
الأمر الثاني: إنّ الانتصارات النوعيّة التي حقّقتها القوّات المسلّحة البطلة ومن يساندهم من المتطوّعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى، خصوصاً في مدينة بيجي ومصفاتها، تؤكّد حقيقةَ الاقتدار القتاليّ والمعنويّ للمقاتلين الأبطال بمختلف عناوينهم، فلجميع هؤلاء الأعزّاء الذين سطّروا ملاحم البطولة والتضحية والفداء عظيم التقدير والامتنان والعرفان، ونسأل الله تعالى العليّ القدير أن يرزقهم خير الدنيا وكرامة الآخرة، وأن يحشر شهداءهم الأبرار في جنّات الخلد مع شهداء الطف، وأن يمنّ على جرحاهم بالشفاء والعافية. وحيث أنّ هذه المعركة ترتبط بمصير العراق ومستقبله والحفاظ على هويّته ومقدّساته وحضارته ووحدته أرضاً وشعباً، فمن الضروريّ توفير كافة الإمكانات المتاحة للنصر فيها نصراً نهائياً، بحيث لا يبقى في هذه الأرض الطاهرة موطئ قدمٍ للإرهابيّين.
ولهذا الغرض، لابدّ من زيادة الدعم اللوجستيّ للمقاتلين في ضوء المعطيات والتجارب المستفادة من المعارك السابقة، وتطوير آلية التنسيق والعمل المشترك بين صنوف المقاتلين، بما يحقّق نتائج أفضل.
الأمر الثالث: في الوقت الذي ندعو فيه الى تحقيق العدالة الاجتماعية فيما يتعلّق برواتب موظّفي الدولة، وذلك من خلال تقليل الفوارق بين رواتب ومخصّصات الدرجات العُليا والدرجات الدُّنيا، وإلغاء أو تخفيض الرواتب والمخصّصات التي لم ترتكز على أُسسٍ وظيفية ومهنية صحيحة، ولاسيّما في هذه الظروف المالية الصعبة، فإنّ اعتراضات شرائح مهمّة من موظّفي الدولة كأساتذة الجامعات على السلّم الجديد الذي قرّرته الحكومة، حيث يرون فيه غبناً لاستحقاقاتهم المهنية والمعاشية، تقتضي أن تُجدَّد دراسة هذا السلّم من قبل أصحاب الخبرة والاختصاص بصورةٍ شاملة؛ لكي يضمن تحقيق العدالة بالنسبة الى الجميع، وعدم وقوع الغبن على أحد، ولاسيّما على شريحة مهمّة كأساتذة الجامعات وأصحاب الكفاءات العلمية الذين يعوّل عليهم في إعداد الجيل الجديد.