شـعـــائـرنـــا.. هوية الانتماء

30-12-2018
سجاد طالب الحلو
شـعـــائـرنـــا..
هوية الانتماء

تعصف بنا الرياح العاتية في كل موسم لتقلب الطاولة رأساً على عقب, وترى الناس على أصناف مختلفة حينها, فمنهم من لا يكترث لها قيد أنملة، وهناك من يرجع الطاولة لكن ليس كما كانت, وبعضهم يرجعها أفضل مما كانت عليه ليحافظ على طرازها وشكلها الحقيقي.
لم لا نقف قليلاً ونتمعن بحقيقة الأمر، ونكشف المستور؛ كي لا يكون المر حلواً في قادم الأيام, والعسل سماً على حين غرة من أمره, ولنبين الحقائق التي تلبدت خلف بعض الأشخاص، واختفت تماماً عن أعين الناس, فيا ترى هل أصبحت أداة لتحقيق المآرب والمطامع...؟, أم باتت سلماً نصعد به نحو الشهرة...؟, أو هو رقص على الجراحات لتنزف من جديد...؟!, أم هو سم دس لنا بريح صرصر، دون أن نشعر بقساوته رغم تذوقنا له, فلنتأمل بالقضية العريقة المتعلقة بمن كتب اسمه على ساق العرش (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) ملياً.
عصفت تلك الرياح الملوثة من جديد, وكل الأسف بأنها اتجهت نحو الشعائر الحسينية لترينا انقلاب ثلة من الذين ادعوا خدمة الامام الحسين عليه السلام , وهم يؤذونه بتصرفاتهم التي لا تنم عن وعي مدرك لخصوصية هذه القضية المحمدية التي وصل صداها أرجاء المعمورة، وباتت الدافع الرئيسي للخلاص من كل ظالم متكبر, لينجرفوا وراء التيارات التي أخذت بهم نحو مصافي الغناء, وبتنا لا نميز في بعض القصائد من كونها أغنية أم قصيدة لأهل بيت الرحمة عليهم السلام ..!
عذراً لهذا الكلام، فأنا أكتب وقلبي يتألم وقلمي يرجف لما وصلنا له في الآونة الأخيرة بحق القضية الحسينية, ونحن على أعتاب شهر الدماء الزاكية محرم الحرام, فليقف كل واحد منا من موقعه (الشاعر, الرادود, أصحاب المواكب, شركات الانتاج, المستمعون) بوجه التيارات المسمومة ومقاطعتها بشتى الوسائل، لنقصم ظهر التجاسر على قضية سيد الشهداء عليه السلام , وأن لا نتعامل معها ونروج لها بتاتاً, عسى أن تكون وقفة حق مع إمام العدل والحق أبي الأحرار عليه السلام ، ليقف لنا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون, ونرجع تيار الرياح الملوثة الى نحره ويعيد للقصيدة الحسينية أصالتها وجماليتها.