(ليّ رقبة اللو):
الآفاق الواسعة للنهضة الحسينية تأخذنا نحو مديات فكرية محملة بتشخيصات مزدانة بالتفاسير والتأويلات متنقلة بين عوالم النبوءات المكتظة بالنحيب، وبين يقينية المسير الى هلاك كما يدعون، فأين المسؤولية مما يذهبون؟ أين المسير الاصلاحي والجهادي والتضحوي؟ فماذا لو لم ينهض الحسين عليه السلام ؟ لصار شبث بن ربعي وبعض زمرة من خانوا رمز الثورة المهدورة هم القادة، ولصار سيد الشهداء الحسين هو خاذل الثورة..! ولهذا استطاعت النهضة من (ليّ رقبة اللو) واستنهضت العقول الى نصرة وسلام.
(بين جيشين):
(الصورة الأولى):
جيش قليل العدة، ضعيف العدد، قوي الايمان أمام مغريات مرفهة بجيش حصنته المتاريس، وبقى قوياً قاتل حد النفس الأخير، واستحقوا بجدارة أن يكونوا انصار الركب الحسيني المبارك.
(الصورة الثانية):
جيش من الشهداء والجرحى لبوا نداء المرجعية، يواجهون تنظيمات ارهابية مدربة ومحصنة بأحدث الأسلحة، ومدعومة دولياً أمام ركب متطوع جاء ليجود بدمه دفاعاً عن الحق، فهوت بداعش الموت الى حضيض.
(الأبعاد):
الأجداد القذرون سعوا لقتل الحسين عليه السلام ونادى مناديهم: لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية..!
اليوم احفادهم يريدون قتل الفكر الحسيني، اجدادنا دافعوا عن الحسين وأولادنا اليوم يدافعون عن فكر الحسيني، وعن اضرحة الخير والسلام.
(وصايا مقدسة):
من حقي أن أؤمن مثلما أريد بنهضة الحسين عليه السلام وأن احتفي مثلما ارى مادمت لا أمتلك تجاوزا على أحد، فليس من المعقول أن تجلس كل عام مع اطلالة الذكرى العاشورائية لتقول لي: كيف احتفي بسيد الشهداء، وكيف ازور، وكيف عليّ أن اتنازل عن الكثير من معتقداتي؟ وكأني ملزم أن أرضيك، وأنت تنظر لاحتفاء متحفي السمات.
إحياء الذكرى العاشورائية لا يخضع لرأي أو مزاج، بل هي وصايا أئمة أطهار عليهم السلام ، واستجابة شيعية الجوهر.
(الحرب مستمرة):
من قال إن معركة الطف انتهت؟ بل مازالت الى اليوم مستمرة، ويعلم الله متى تنتهي، فمازال عمر بن سعد يقود الاشرار لقتل الحسين.
(الرضى):
لم يعتمد الامام الحسين عليه السلام على إرثه النسبي المبارك، بل اكتسب الرضى والمنزلة بذات رفضت الذل والخنوع.
(بلا رجاء):
الجميع يؤمن أن الحسين عليه السلام أسس نهضة اصلاحية اخلاقية كبيرة ستبقى خالدة الى يوم يبعثون، فباسم هذه النهضة، واحتفاء بمجد صرخة المصلح، انا اقول: ليس من حق اي فاسد ان يدعي الصلاح، الى جميع من سرق ونهب واختلس وقصر في حق الناس من السياسيين اقول له: رجاء.. لا تقل أنا حسيني..!
(خدعة):
حاولت اعلاميات العالم الناصبي أن تربط لنا عاشوراء بالدم وحب القتل والفتك عند الشيعة، بينما عاشوراء الحسين علمنا انسانية التعايش مع العالم، فجاء العالم كله ليشاركنا هذا الولاء، بينما الشواذ الداعشي عاش العزلة، ولم يستطع أن يتقبل الآخر مهما كان قربه او انسانيته او محتواه اذا لم يكن نسخة منه.
(شهادة تخرج):
يعيبون علينا البكاء وحرقة عاشوراء هي النور المبصر في الضمائر، تلك دموع السماء تجري في عيون الناس.. قد بكى الأئمة عليهم السلام هذا المصاب، وتخرج من هذا الدمع عمالقة الفكر أمثال: جابر بن حيان الكوفي، وابن سيناء، وابن النديم، وأبي الاسود الدؤلي، وندب بدمع الشعر الفرزدق، والكميت، ودعبل الخزاعي، وأبو العتاهية، وأبو فراس الحمداني، وأبو نؤاس، والمتنبي، وغيرهم الكثير بمختلف مستويات افكارهم.
(نحن):
الفارق بين الرحمة واللعنة واضح الخطى، فنحن نناصر ابن الرسالة، وسبط الرسول إمام إن قام وإن قعد.. وهو ابن الزهراء سيدة نساء العالمين، وابن سيد الأوصياء علي بن ابي طالب عليه السلام ، وهم يتمسكون بأبناء اللعناء من المطرودين والملعونين من ابناء هند، ومرجانة.
(شهادت نصرة):
فيلسوف نصراني يقول: لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية.. وآخر يسأل: هل ثمة قلب لا يغشاه الحزن في عاشوراء؟ وكاتب آخر يرى أن العقل يحكم بأن الحسين عليه السلام ضحى فقط لأجل الاسلام. وأحد الفلاسفة المسيحيين يؤكد بأن الشهادة رفعت مستوى الفكر البشري. وفيلسوف يرى أن الهند إذا أرادت النصر فعليها بسيرة الحسين.. وأحد فلاسفة العالم ينادي: تعالوا لنتخذ من الحسين لنا قدوة.. وفيلسوف نصراني يقول: أرقني حماس اتباع الحسين عليه السلام ..! جورج جرداق يميز بين انصار حرب يقولون لقائدهم: كم تدفع؟ وبين انصار حق يقولون: لو قتلنا سبعين مرة سنقاتل أيضا بين يديك..!
(؟):
سؤال غريب لابد أن نقف عند غرابته نحمل علامات الاستفهام:
لماذا هم يكرهون الحسين عليه السلام ؟
لأن حقدهم اكبر، فهم لا يرون إلا كفرهم دينا، ويتذرعون بأن الشعائر الحسينية شرك، بينما هي روح الدين تزكي المشاعر الانسانية.
(امس واليوم):
سعوا أن يجردوا النهضة الحسينية من معناها، واليوم يسعون ليجردوا الشعائر من دلالتها.
سعت النهضة الحسينية لتضخ الحياة في الواقع الرسالي، ونهضة الحسين منهج انساني لا يمكن لشيعته أن يحيدوا عنه، ثورة شخصت الانحراف وسعت لرفضه، وأدامت تضحيات الحسين عليه السلام ، وهذا المشروع الرافضي للجور في كل زمان ومكان، ولهذا يخشى الغرب أن ينعم هذا المنهج بدولة، فقدم الدعم لإيديولوجية الذبح.. ارعبهم صوت الشعوب وهي تنادي: هيهات منا الذلة.. ونتيجة مرعبة توصل لها العالم بأننا الوحيدون الذين نغذي الرسالة الاسلامية من خلال شعار الحسين عليه السلام .
(س):
يشيع الاعلام السياسي بأننا شيعة أهل البيت عليهم السلام نكره صحابة الرسول عليه السلام ، وهذا ادعاء زيف باطل، من منا يكره حمزة، وجعفر الطيار، وأبا ذر الذي نفاه الطغيان..؟ من منا يكره سلمان المحمدي، والمقداد الكندي، وعمار بن ياسر؟ السؤال: لماذا هم يكرهون الصحابة؟ لماذا حاربوهم؟ لماذا نفوهم؟
(حداثوية الغل الطاغوتي):
جملة اسمعها عند الكثير من الكتاب المتمنطقين، وهم يرفعون شعارات (إن الحسين عليه السلام ليس للشيعة فقط، بل هو للعالم)، فهل يا ترى نحن من منع العالم الاحتفاء بنهضة الحسين عليه السلام ؟ هل هناك شخص في العالم اراد ان يحتفي بالحسين فمنعناه؟
ما يغضبكم انتم هو أن الشيعة اليوم بهذه الشعائر نشرت فكر الحسين عليه السلام الى العالم، ولولا هذه الشعائر لما تمنطق احدكم اليوم لينظم الشعائر حسب مفهوم التمنطق الحداثوي؟
(لسنا للبيع):
منهم من يرى اننا لابد أن نستبدل بعض الشعائر بأخرى تواكب العصر، وان نجعل الحزن حراكا انساني لتقبل الخير، ويرى هذا البعض ان البكاء مظهر من مظاهر الخذلان والانكسار، بينما هو حالة طبيعية عبارة عن عاطفة مواساة، ومظهر من مظاهر التأثر وهو دليل الرقة، علينا أن نجعله وسيلة لهدف اسمى هو احياء رسالة الحسين الجهادية.
(ترسبات الزيف):
من ترسبات الفكر الاموي والذي اجده مترسبا في اغلب الكتابات ومنها الموالاة للحسين وهي اكذوبة اعلامية بثها الاعلام الاموي على أن معاوية بن أبي سفيان أوصى ابنه يزيد عند طلب البيعة: (وأما الحسين بن علي فأوه أوه يا يزيد، ماذا اقول لك فيه؟ فاحذر ان تتعرض له إلا بسبيل خير، وامدد له حبلاً طويلاً، وذره يذهب في الارض كيف يشاء، ولاتؤذه.. الى ان يقول: فإنهم اهل بيت لا يسعهم إلا الرضا والمنزلة الرفيعة) كيف يقول هذا من اغتصب حق امير المؤمنين، وأمر بلعن أبي الحسنين على منبر رسول الله J؟
وهو الذي قتل الحسن عليه السلام وحجر بن عدي، علينا ان نكون يقظين ولن نسمح بتمرير هذه الخزعبلات المريرة..!
(هيهات منا الذلة):
من يوالي الحسين عليه السلام ومن يواكب المواكب الحسينية وينصب التعازي، يصبح عليه فرض رفض الظالمين والمستكبرين، وان لا ينافق أهل الجور، ويريد المصافحة مع قتلة الشعب العراقي..! حب الحسين عليه السلام يفرض رفض اعداء الحياة.. ومن يكونوا ليكونوا..!
(العشق الحسيني):
من منا استطاع في عقله ان يجمع بين صورة الحسين عليه السلام ثائراً، وبين الحسين عليه السلام عاشقاً، فهو الثائر والمصلح والمقاتل والانطباع الوحيد المتكون لدى العالم بأنه المقاتل الشهيد، وهو الحسين صاحب الفكر الوقاد والمشاعر الانسانية الجياشة، فهو الذي عمل لإقامة المحبة والسلام.
(ثقافة الحوار):
امتلكت نهضة الطف ثقافة اقترنت بشخصية القائد ألا وهي ثقافة الحوار؛ لكونه عليه السلام يدرك ما تعرض له المجتمع من تقييم اعلامي، وهذه الثقافة كشفت للعالم ان الحسين عليه السلام لا يعتمد لغة الدم، فكان الحوار معرفيا، يكشف للناس معنى الحسين عليه السلام .
وبهذه الثقافة نناشد العالم: ماذا كان حال الاسلام دون الحسين عليه السلام ؟ لأصبح دينا يتربع فيه معاوية خليفة، ويزيد يتربع على عرش الرضى، والوليد بن يزيد خليفة المسلمين..! رجل التاريخ يقول عنه: انه كان يزني بالمحارم، فلهذا كان الحسين رحمة بعثها الله لتكون رمز الثورة والسلام.
(الفتح):
الثورة الحسينية درس كبير لرفع الخوف عن ابناء الشعوب المرهقة بالذل والصمود بوجه الموت، ولو تأملنا معنى الصمود الحسيني لأدركنا معنى قوله: من تخلف عنا لم يبلغ الفتح.
اللهم انا ندعوك لتلهمنا الصبر والصمود، ولنكون من انصار الحسين، ونبلغ بمحبته الفتح، ونصر من الله وفتح قريب.