رسالة مواطن... إلى أبطال الصفا وفرسان الهيجاء
30-12-2018
طارق الغانمي
رسالة مواطن...
إلى أبطال الصفا وفرسان الهيجاء
في الحشد الشعبي المرابطين على سواتر القتال
امتلأت قلوبكم إيمانا وطاعةً وولاءً لله (عز وجل) ثم الوطن، فبعتم الدنيا واشتريتم الآخرة، ونلتم أجر الرباط والشهادة، تعفرت وجوهكم بتربة وطنكم الطاهر، لتضربوا بأقدامكم على الأرض بكل ثبات وشجاعة وعزيمة ووفاء، لتقولوا نحن فداء للوطن وحماة لأرض المقدسات، وستقطع كل يد عابث تدنس شبراً من طهارة أرضنا المعطاء.. أنتم الرجال الذين تسهرون مرابطين في سبيل الله تعالى؛ لينام الوطن آمناً مطمئناً، تعلمتم أن الحياة رخيصة، والموت شرف في سبيل الله، وتحت راية العز والمجد.
اختلطت دماؤكم الزكية بطهارة أرضكم الأبية، فأنعش المسك العزيمة والإصرار في قلوبكم على تطهير أرض العراق من براثن ومدلهمات المرتزقة.. لقد وقفتم أمام العدو موقفاً يتمناه كل مواطن ويفخر به كل من له صلة بكم.. أنتم الرجال المجاهدون الصامدون في وجه شراذم الارتزاق والمارقين من الدين، والنصر لكم يتجدد كل يوم ومعه تتجدد بطولاتكم.
فهنيئاً للعراق بكم أسود الورى، أيها الثابتون عند اللقاء.. لقد سجل ثباتكم التاريخ في قلوبنا، وكتب المجد تضحياتكم في جبين الوطن المتعالي بكم، والمفاخر بإقدامكم.. دمتم لنا أيها المخلصون الشرفاء.
وهنيئاً لكربلاء بكم هذه المرابطة والمنازلة التي سجلتم فيها أروع موقف عند ذاك الإمام الذي قال للظلم: هيهات.. لتبعثوا برسالة إلى كل وغد يريد المساس بالمقدسات، نحن لا نستسلم رغم كل الجراحات، سنقاتلكم بأعتى أنـواع السلاح، وسترتفع رؤوسنا عاليات كإمامنا الحسين عليه السلام فوق الرماح.
وهنيئاً للمرجعية الدينية هذا التقدم الكبير، وهنيئاً للإمام الحجة بن الحسن f تلك الثلة الشبابية المؤمنة الذين خُلِقَوا وتَخلقوا من مدرسة عاشوراء.. وهنيئاً لنا ولكم أيها العراقيون هذا المُنجز الوطني الذي سوف يُسجله التأريخ طيلة مراحله المستقبلية.
نحن معكم نحن معكم.. وكلنا في سبيل الله تعالى.. ثم الوطن والمقدسات.