ما أجمل أن يكون الضمير منصفاً..!

30-12-2018
لجنة الرصد الإعلامي
ما أجمل أن يكون الضمير منصفاً..!

لجنة الرصد الإعلامي
الاختلاف في الرأي حصيلة علمية، وأنا أراها حصيلة انسانية ووعياً مدركاً، خاصة عندما تكون الرؤى موجهة لقراءة واقع يمتلك حراكاً وفاعلية متعرشة في اكثر من معتقد ورأي.
الارتقاء الحقيقي هو عندما يكون هناك استيعاب جوهر الواقع، بما يمتلك من مقومات وعلائق ومتعلقات، لا أن تكون العلاقة مقسورة لصالح رؤية غير مبصرة لبقية الانتماءات، فتكون عمياء بما تبصر.
قراءة الواقع سياسياً أو فكرياً بأدوات معرفية، لا تسرق حق الآخرين، وتتهم شرعية وجودهم، وتشتغل على آلية مستهلكة، ورؤى متهرئة، ومصطلحات مكررة ترتكز على التكفير، ونهج تمزيق الهويات، فالخط البعثي هو خط واضح المعالم والرؤى، ولا يحتاج الى جهد لمعرفته، يرتكز على هذا الاسلوب الداعشي والذي يظهر عند بعض الكتاب بأسماء منمقة ولغة منمقة فيها ألاعيب أسلوبية اندهاشية، يتصورها الكاتب منجزاً كبيراً، فليصدقني أن الضمير حلو، وهو بحد ذاته منجز لا يحتاج الى تنميق، ولا الى محسنات بديعية.
أولاً يحاول الكاتب سرقة هوية المظاهرات العارمة في البلد، فهو يجندها لصالح طائفة، وضرب من خلال سياقات الحديث، ومن ثم خيانة الموضوع نفسه، وخيانة الوعي المثقف المدرك من خلال التجاوز على هذه التظاهرات، ويربطها بمنصات الغدر والخيانة في الانبار.
مزادات بيع الوطن لبعض الدول بدراهم معدودة، والتي كانت شعاراتها طائفية لا علاقة لها بالإصلاح، اصبحت الكتابة اليوم ابراز عضلات الحرفنة والإتقان الحرفي الذي يفتقد لحيوية الحقيقة، والجميع يعلم أن هذه المظاهرات التي تعج بها البلاد ليس لها أي تماس طائفي.
وجميع الاطياف العراقية توحدت تحت نصب الحرية، فهل يعقل لكاتب مخلص لوطنه حر الفكر والعلم أن يسمي الحشد ميليشيا، ويطلق على ميلشيا الدواعش بالثوار..؟!
ويقول أيضاً: إن الحشد الشعبي اربك الاوضاع الامنية، والحقيقة اربك المخطط المرسوم لداعش بنوعية المستورد والمحلي، واربك اهل الخيانات التي جلبت داعش الى مخادع بيوتهم، لتكون اكثرها منطلقا للذبح والقتل وسبي اعراضهم قبل اعراض مواطنيهم...
عندما تكون الكتابة سوقاً للمخادعة والتمويه وتزييف الحقائق ستنهي بلا شك آدمية الكتاب، وبأي انسانية ودين ووطنية يسعون لذبح هذا النداء الوطني المقدس الذي انطلق من الوجوب الكفائي؟
هم ذبحوا العلم العراقي والوطن العراقي، وهم راضون بأفعال داعش المخجلة..! ولذلك عملوا على تهديم الحشد الشعبي؛ ليستجدوا رضى امريكا، لإنشاء الحشد الوطني الذي كونته رؤى الطائفية، لتحول داعش الى جيش وطني.. ويومئذ على العراق السلام.