السؤال الضرير
30-12-2018
لجنة الرصد الاعلامي
السؤال الضرير
تحت يافطة (تحذير.. غير مسموح التجاوز على رجال الدين)، يمرر البعض مشروعهم التجاوزي، والذي يمس بشكل مرسوم قصدياً الانتماء الديني والوطني، وأحد البلهان سمح لنفسه ومن تحت هذه اليافطة الاعلانية أن يلعب لعبته التدوينية، فقدم سؤالاً خبيثاً تجاوز به على جوهر الوجوب الكفائي، فيسأل: ما الجدوى من تشكيل الحشد الشعبي؟ وهو يعلم قبل غيره أنه كان انعطافة في الحرب، بعد أن هدد داعش الكثير من المدن والمحافظات العراقية..! فأي سؤال أبله هذا الذي لا يعرف أن الوجوب الكفائي انبثق لحماية العراق وأهل العراق، ولم تخصص فيه محافظة دون أخرى، ولا مذهب دون سواه؟ واكتفى ببناء دولة مدنية قوية وعادلة، ولها هوية عراقية.
واستجابة لهذا النداء، لبى مئات الآلاف من الشباب لاسيما المناطق الشيعية، فأعلنت الحكومة جمع هؤلاء المتطوعين العراقيين تحت مظلة تشكيل قوة (الحشد الشعبي) وأي سؤال أبله لا يدرك أن هذه الفصائل المسلحة هي التي حررت مناطق كثيرة كانت تحت سيطرة داعش، وعند استقرارها ستتحرك صوب بقية مدن العراق؟
ولاشك أن هذا السؤال المريض يدرك أن المرجعية المباركة استجابت لحالة وطنية استدعت من الشعب مجابهة ومقاتلة الوحش الداعشي؛ حفاظاً على الأرض والعرض والدين، بواسطة الحشد الجماهيري الذي يشمل جميع طوائف العراق، ويرتبط بالدولة العراقية، وتتم ادارته من قبل المؤسسات الامنية.
من المؤكد أن مثل هذا السؤال الضرير قرأ التوصيات التي كانت الجزء المهم من هذا الوجوب الكفائي الملتزم دينياً ووطنياً، والتي كانت تحمل الهوية الانتمائية المرتبطة بوصايا الامام علي عليه السلام ، فالمرجعية المباركة لم تتحدث يوماً عن حماية مكون على حساب مكون آخر، بل تعاملت مع الجميع كشعب موحد، وهذا هو الجواب الشافي والكافي.