أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) ودورهم الأساس في الإمامة

30-12-2018
اللجنة العقائدية
مروراً بالمعنى..
أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) ودورهم الأساس في الإمامة

كان دور أئمة أهل البيت(عليهم السلام ) الأساس هو الإمامة، وهي امتداد للرسالة الإلهية الخاتمة التي جسدت التكامل في وحدة النبوة والإمامة، وكان وجودهم تعبيراً عن امتداد هذه الرسالة في خط الإمامة، ولانعني (الخلافة) المتمثلة بولاية الأمر، وقيادة التجربة الإسلامية والحكم الإسلامي، فهم حرموا من هذه الخلافة، باستثناء فترات محدودة وقصيرة جداً في التاريخ الاِسلامي، وإن كنا ننتظر الخلافة المطلقة لهم التي يقوم بأعبائها إمامنا وسيدنا الحجة بن الحسن (f)، كان من الضروري أن تستمر الرسالة الاِسلامية من خلال (الإمامة)، مع أن هذه الرسالة هي رسالة خاتمة لا تحتاج إلى إكمال على مستوى البلاغ والتبشير والإنذار الذي يتحمله الأنبياء عادة، لمعالجة الاِنحرافات وتثبيت الأصول والأسس، وهذه الرسالة خصها الله تعالى بضمانات ووسائل الحفظ من الضياع والتحريف في مقدمتها القرآن الكريم.
إن الأنبياء (عليهم السلام ) عندما يرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى عباده، كانوا يقومون بمهمات ذات بعدين رئيسيين: البلاغ والإنذار لهؤلاء الناس، فيبيّنوا الرسالة بتفاصيلها المطلوبة، ومواجهة ظاهرة الاِختلاف في المجتمع الاِنساني والعمل على حلها.
الرسالة بحاجة إلى قيادة معصومة للحركة الاجتماعية، وإدامة العمل لحل هذا النوع من الإختلاف، وهذه الحاجة ثابتة في كل الرسالات الإلهية، فكيف إذا كانت الرسالة رسالة خاتمة طويلة، يراد لها أن تعم الأرض كلها، وتزيل جميع الآلهة المصطنعة، والأمثلة التي يبتدعها الإنسان، وتنتصب في وسط الطريق، لذا كانت الحاجة قائمة لوجود القائد وهو الإنسان الكامل (الإمام)، ليقود معركة تحرير الإنسان من كل هذه الآلهة، ولهذا كان قول النبي (صلى الله عليه واله وسلم ): «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي، تقضي ديني، وتنجز عدتي، وتقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، يا عليّ حبّك إيمان وبغضك نفاق، ولقد نبّأني اللّطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة، معصومون مطهّرون، ومنهم مهديّ هذه الأمة، الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوله»(بحار الانوار:36/331) تأكيد على وجود الامامة كحجة من حجج الله (عليهم السلام ).