الجماهير.. ومتطلبات التغيير

30-12-2018
هاشم الصفار
بصراحة...
الجماهير.. ومتطلبات التغيير
قد تكون المطالب صحيحة، ولكن طريقة المطالبة غير حضارية.. هذا ما حاولت الجماهير الواعية استيعابه، أثناء استجابتها للصوت المرجعي المعتدل، وبالفعل كانت الأجواء وطنية مؤمنة بالتغيير نحو الأفضل، والقضاء على شبكات الفساد المنتشرة في الوزارات وتفرعاتها...
ولكن ما لوحظ أن كل تلك المطالب ومتطلبات التغيير كانت لا حصر لها، وهي متمازجة، ويكمل بعضها البعض الآخر، الأمر الذي يستدعي صعوبة إقحام أماني التغيير دفعة واحدة، فالعملية بحاجة إلى خطوات تدريجية وجريئة في نفس الوقت، وهذا الأمر مثلما ينطبق على الإنسان، ينطبق في الوقت ذاته على المجتمع، فالإنسان لا يغير ما في نفسه دفعة واحدة، فهو على بصيرة من نفسه ومعايبها، وهو العالم بطرق المعالجة والتغيير الإيجابي، وقد يحتاج إلى القليل من النصح والإرشاد، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتقه هو ولا أحد غيره...
إن الظروف مهما كانت قاسية على الفرد، وأوهام الشيطان مهما كانت مسيطرة على النفس، فلابد من التغلب عليها، وإلا ما تدعه يتجذر في داخلك اليوم، سيتحول تدريجياً إلى رين قاس لا يمكن تفتيته وإزاحته إلا بمعالجات أكبر وأقسى..!
والمجتمع كذلك تتم معالجة مشاكله أولاً بأول، بدون ترك الأمور تتفاقم، فهناك أمور كثيرة تجعل عملية التغيير المجتمعي جملة واحدة عملية مستحيلة، إذا أخذنا بنظر الاعتبار عملية الشد والجذب من أطراف هنا وهناك، واختلاف القناعات وطرق التغيير.. ولكن بالنتيجة، لا مناص عن الإصلاح فأن فيه حياة للأمة...
وخلاصة القول، ما دمنا نعيش في مجتمع يئس من التغيير لأسباب عدة، فربما تلقائياً سنصاب بالإحباط من عملية تغيير أنفسنا ورقيها وتكاملها نحو الأفضل، بحكم الانقياد للتفكير الجمعي للأمة، والعكس صحيح مئة بالمئة، فكلما واجهنا صعوبة في تغيير أنفسنا، وإزاحة الشوائب العالقة والعادات البغيضة، سنصاب بالإحباط كذلك من المساهمة في تطوير مجتمعنا نحو الأحسن.