رواتب الحشد الشعبي
30-12-2018
لجنة الرصد الاعلامي
لم يختص موضوع الرد في ملاحقة المواد السلبية ومحاورتها محاورة عقلانية فقط، بل من مهمته ترسيخ بعض العوالم الايجابية في عرض مواضيع نحتاجها نحن لتوضيح موقف معين لكتاب ملتزمين بالخط الرسالي، وموضوع الكاتب الكبير (قاسم بلشان التميمي) الذي أورده تحت عنوان (راتب الحشد الشعبي)، وللعنوان لسان، حيث راح يتحدث عن مكونات العراق بما يمتلك من حضارة وتاريخ وأرض كريمة معطاءة، فلهذا كنا عند مرمى الطامعين هدفاً، وشهدت معظم الأجيال هجمات شرسة، كما حدث اليوم لبلدنا السخي من هجمات إبادة وحشية لا رحمة فيها.
الغصة في القلب، إذ شهد النظام السياسي الكثير من تخبطات الاسراف والسرقة والسلب والنهب من قبل متنفذي السياسة، حتى صار الوطن يئن من اسرافهم، وتدهور الاقتصاد العراقي بحبكة سياسية مقصودة، سرق من سرق، ونهب من نهب، وكأن البلاد لا تعنيهم بشيء، تركوا المقاتلين من المتطوعين ممن سار في خطى المرجعية الرشيدة، فلبى نداء الدين والوطن دون راتب يسد حاجة أهلهم وذويهم لأسباب واهية، وأعذار لا صحة لها، من اهمها أن الميزانية لا تتحمل، أو لأن الكيان الفلاني والمسؤول الفلاني لا يقبل.
يرى الكاتب قاسم بلشان أنه حتى لو فرضنا أن هذه الأسباب مقبولة، فإن الحلول لم ولن تنته، فيقترح السيد الكاتب حلولا لقضية رواتب الحشد، ومنها استقطاع مبلغ راتب كل موظف، وتوظيف هذه الأموال لدفع رواتب ابطال الحشد الشعبي، ليكون راتبهم شعبياً أيضاً، ويقترح ايجاد لجنة مشرفة تمثل عدة اطراف.
ويذهب السيد الكاتب في نقاشات ومحاورات حسابية وفنية من اجل رواتب الحشد، ويستغرب كأن رواتب النواب وأعضاء مجالس المحافظات أهم من رواتب الحشد، ولا يهم فدخولنا الى التعقيب من اجل توضيح موقف العتبات المقدسة المباركة من هذا المقترح الذي نفذته منذ الساعات الاولى لتشكيل الحشد، ففتحت صناديق تبرعات عامة مفتوحة لتبرع الزائرين، واستقطعت من منتسبي العتبات مبالغ تطويعية يخصصها المنتسب شهرياً من راتبه كمشاركة، علاوة على مشاركته الفعلية في التدريب والمعايشة والمساهمة الجادة.
أعود الى مسألة مهمة، وهي توضيح السبب الذي يدفع منتسب العتبة المقدسة والزائر الكريم الى التبرع بكل محبة، لندرك منه المعنى الذي دفعنا للكتابة، إذ لابد من حضور الحس الوجداني، وحضور الواجب الديني، وحضور الواجب الوطني، وحضور الانسان في الانسان.. الانسان الذي يرى الان ماذا يجري في الموصل من قتل وسبي نساء ومزادات علن يباع فيها العرض، فما نفع المال دون وطن ودون حياة؟! كل يوم نقرأ ونسمع عن جرائم وحشية، وقتل جماعي، فمتى سندرك القضية التي استوعب مضامينها منتسب العتبات وزائروها الكرام؟