شاب من أهالي البصرة يستعيد بصره عند ضريح المولى أبي الفضل العباس عليه السلام
30-12-2018
أحمد الخالدي
شاب من أهالي البصرة يستعيد بصره
عند ضريح المولى أبي الفضل العباس عليه السلام
كان على موعد مع قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام ، وكانت روحه قد وصلت الى ضريحه الشريف قبل أن يتأهب ويشدّ الرحال للسفر من مدينته في اقصى جنوب العراق, ولم يأخذه العجب في أن يرتدّ بصيراً بعد العمى الذي أصابه نتيجة تلف في عصب الابصار, فهو واثق بأن لأبي الفضل العباس عليه السلام مكاناً لايدانيه فيه أحد تغبطه عليه ملائكة السماء, ومنزلة لم تتوفر لكل أحد من الصالحين, فإذا كان باباً من ابواب الله سبحانه, وسبباً يُستمطر به غيث الاجابة, فكرامة مثل ردّ البصر لفاقده أمر يسير مع توفر النية الصادقة في التوسل الى الله سبحانه تعالى.
جاء صفاء جاسم جواد والذي يعمل في اعلام ديوان محافظة البصرة الى حرم أبي الفضل العباس عليه السلام وهو واثق من الاجابة، بعد أن فقد بصره قبل خمسة أيام من لقائنا به, وكان فقدانه للبصر نتيجة صدمة نفسية شديدة حيث فقد بصره بشكل كامل.
وبعد التقارير والفحوصات التي أجريت له، توصل الأطباء المشرفون على علاجه أنه يجب أن يستخدم نوعاً خاصاً من العدسات تمكنه من الرؤية لمسافة (10سم) فقط قال لنا وهو يتحدث عن ذلك:
لم استخدم هذه النظارات إلا لساعات فقط، بما يساوي الفترة من وقت العصر الى الليل, وإستخدامي لهذه العدسات ما هو الا تحصيل حاصل، كالغريق الذي يتمسك بقشة, وقد أثبتت فحوصات الأطباء الذين راجعتهم, أن عصب الابصار ضعيف ويحتاج الى فحوصات اكثر لمعرفة وتحديد الحالة بالضبط، فضلاً عن فحوصات تجرى على الدماغ وما شاكل ذلك, وباختصار لم يتوصلوا الى تشخيص دقيق لحالتي.
ثم يستأنف صفاء برواية قصته:
شددت العزم على التوجه الى الاضرحة المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة, فأتصلت بأخي وقلت له: لابدّ أن نسافر اليوم بعد أن رأيت في منامي أن علاجي في كربلاء, كذلك كانت امرأة كبيرة بالسن من أرحامي قد رأت رؤيا مفادها أن شفائي عند أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام , ثم توجهت الى النجف الاشرف لزيارة مرقد امير المؤمنين عليه السلام بعدها الى مدينة كربلاء المقدسة.
وصف لنا صفاء كيف دخل الى حرم ابي الفضل العباس عليه السلام متوجها الى ضريحه المطهر:
دخلت الى حرم العباس عليه السلام وأنا لا أبصر شيئاً، فجلست قرب ضريحه المطهر أناجي أبا الفضل العباس عليه السلام ، ولم تمر دقائق الا وكُشف عن بصري وأمتلأت عيني بالنور، ورأيت صديقي الذي رافقني الى كربلاء على بعد خطوات، وأردت أن أرفع صوتي وأناديه وأبشره بعودة بصري، لكنني خشيت من أن يجتمع عليّ زائرو المرقد ليتبركوا بي.
محمد صديقه الذي جاء معه، وصف لنا اللحظات التي استعاد فيها صديقه صفاء بصره ببركة المولى ابي الفضل العباس عليه السلام قائلاً:
كنت أنظر اليه وهو جالس قرب الضريح المقدس، فرأيت عينيه وقد فتحتا على اتساعهما على غير العادة، فهو في حالته الطبيعة يرمش بعينيه كثيراً، لكنه في هذه اللحظة فتح عينيه وعانقني, ثم توجهنا بعد ذلك الى المشايخ الفضلاء في قسم الشؤون الدينية لنقص عليهم هذه الكرامة والحمد لله رب العالمين.